الفيزيولوجية المرضية لنقص التروية القلبية

تحدث تظاهرات مرض القلب بنقص التروية عندما يزيد متطلب القلب من الأكسجين عن الوارد منه . والتضيق الثابت في الشرايين الإكليلية أكثر الأسباب إحداثاً لعدم التوازن هذا .

وفي الحالة الطبيعية ، تنظم الشرينات الجريان الدموي لأي من مناطق القلب ، ولا يضيق القسم القريب من الشرايين الإكليلية ( الناقلة ) الموجودة على سطح القلب من جريان الدم في غياب تضيق ثابت أو دينمي فيها .



وعندما يبلغ التضيق في الشرايين الناقلة خمسين بالمائة أو أكثر فلا يستطيع الوعاء أن يزيد من جريان الدم بصـورة تكفي للإرواء في حالات زيادة الطلب رغم التمدد الكامل في الشرينات البعيدة . وقد يحدث بالإضافة إلى التضيق الثابت تضيق عابر أو دينمي في الأوعية الناقلة وقد تتغير لمعة الأوعية الكبيرة بعوامل لم تعرف تماماً .

وقد يؤدي تشنج قطعة محددة إلى إنقاص الوارد الدموي بصورة مؤقتة إلى المناطق المرواة بهذا الشريان ( خناق الصدر المغاير أو برنزميتال ) . قد يؤدي التشنج الإكليلي مع أو بدون تضيق ثابت إلى خناق صدر نتيجة الانخفاض المؤقت للوارد من الأكسجين وليس من زيادة الوارد منه .

قد يزيد المتطلب من الأكسجين عن الوارد منه رغم وجود شرايين إكليلية سوية ، والمثال المدرسي هو التضيق الأبهري عندما يزداد المتطلب من الأكسجين نتيجة زيادة الكتلة العضـلية وزيادة التوتر على جدران البطين الأيسر ، وكذلك فإن زيادة الضغط داخل البطين الأيسر وأنخفاض الضغط في الأبهر تؤدي إلى نقص في الجربان الإكليلي الانبسـاطي وبالتالي نقص في الوارد من ا لأكسجين .

يؤثر نقص التروية في استقلاب الخلايا القلبية التي يمكنها أن تغير في الوظيفة الانقباضية والكهربائية . يؤدي عدم القدرة على القيام بالفسفرة المؤكسدة وتوليد مركبات ذات قدرة عالية إلى وظيفة انقباضية غير طبيعية وإلى نقص في المطاوعة الانبساطية القلبية رخاوة Relaxation

وقد يكون هذا السوء في الوظيفة عابراً ، كما في بعد نقص التروية الجهدي ، أو دائماً ، كما يحدث بعد احتشاء العضلة القلبية . يتطلب نقص المطاوعة القلبية زيادة الضغط لإملاء القلب بحجم انبساطي معين ويفسر الحاجة لرفع ضغط البطين الأيسر الامتلائي إلى حد ما للحفاظ على امتلاء القلب عند المصـابين بمرض القلب بنقص التروية .

ويؤدي تخرب الخلايا إلى تسـرب الخمائر ( غلوتاميك أوكسالواسيتيك - ترانس أميناز ،-والنازعة اللبنية والكرياتين كيناز ) إلى الدم والتي يفيد معايرتها سريرياً في كشف وجود احتشاء العضلة القلبية . تحدث التغيرات الكهربائية نتيجة تغير النقل الشاردي عبر الغشاء الخلوي ، ومن الشائع حدوث اللانظميات والتي أهمها تسرع القلب والرجفان البطيني .

من المهم سريرياً معرفة الوقت الذي يكون فيه نقص التروية عكوساً بسبب وجود تداخلات يمكن أن تعيد الجريان إلى العضلة القلبية بعد موضع الانسداد الحاد . إذ أن إعادة الجريان بعد 15 - 20 دقيقة من الانسداد التام ينقذأكثر إن لم يكن جميع النسيج ناقص التروية . ولكن كلما طال امد الانسداد كلما ازدادت كمية النسج القلبية التي تتنخر بصورة لا عكوسة ، وبعد مرور 4 - 6 ساعات على الانسداد التام فإن إعادة التروية تنقذ قليلاً من النسج المصابة .

يتطور الدوران الجانبي ( وهو أوعية صغيرة تسير من الأوعية غير المسدودة إلى القسمٍ البعيد عن منطقة الانسداد للوعاء الثاني ) في الإنسان بصورة بطبئة عندما ينقص الجريان تدريجيا بآفة سادة ثابتة . يروي الدوران الجانبي بعض المناطق ناقصة التروية ولكن لا يعرف تماماً كفاية هذا الإرواء وخاصة عند زيادة الطلب ( أثناء الجهد مثلاً ) . لا يحدث الدوران الجانبي مباشرة بعد الانسداد الفجائي للجريان الدموي .

 

   المصدر: البوابة الصحية