العلاقة الزوجية أساسها التفاهم

طريقة خاطئة
حدثني شخص وهو يفتخر فقال : لقد ضربت زوجتي يوم أمس  قلت أراك مستأسد، وكأنك انتصرت على بطل من الإبطال،  قال ولكن المرأة أرغمتني على ذلك، أنها شرسة الطباع سيئة الأخلاق, رديئة المعاملة لم تعرف عن العلاقة الزوجية إلا أنها متطلبات متوالية وصراخ مع الأبناء، وإقحام الزوج في كل الأمور، لقد أتعبتني وسئمت معها الحياة .
قلت له : وأنت أيها الزوج الكريم ما هو موقفك وماهية طريقة علاجك لمثل هذه الأمور الم تتذكر انك الرجل وهي امرأة وأن تركيب كل منكما يختلف عن الآخر, فهي "اعني المرأة " زجاجة قابلة للكسر وهي "أعني المرأة"
زهرة تذويها حرارة الجو، أما أنت فقادر بإذن الله على تذليل الصعاب بالسلوك المتعقل وبحكمتك في علاج الأمور.


أسلوب غير عملي

هب أنها كما ذكرت وهذه الصفات بالطبع ذميمة, فهل تزيد الطينة بله بأسلوبك الخشن وطبعك الجاف, هل تضربها فتزيدها لؤما وتعقد نفسيتها وتجني على أطفالك وأطفالها ؟ أنك باستعمالك أسلوب الضرب ما زدت على أنك تضيف إلى مشكلتك المضاعفات وإلى أبنائك العقد وإلى نفسيتك التوتر, تريث يا أخي قليلا وأنظر بواطن الأمور  شراسة الطبع ما هو مبعثها، وسوء الأخلاق ما هي دواعيه, ورداءة المعاملة كيف حصل  إن كنت تقول شراسة الطبع فيها جبلة (بشد الآم ) فطرها الله عليها فهذا الأمر لا يعالج بالضرب, وإن كنت تقول سوء الأخلاق طبع طبعت عليه فالضرب لا يحسن الطبع, وإن كنت تقول سوءا لمعاملة مبعثه رداءة الأخلاق فالضرب أيضا لا يهذب الأخلاق.

البديل المعقول
إذن ماذا عليك أن تفعل ؟.
حاول يا أخي تلوين الأسلوب, وأشعرها بالحب والحنان, أغدق عليها بلسما من الكلام العذب والمنطق الجميل .
انتم أيها الرجال تستطيعون أن تأسروا النساء بعطفكم وتخففوا من طباعهن السيئة بإحسانكم إليهن لأنكم تملكون زمام المبادرة بالحكمة والعطف وبحسن المعاملة وبما وهبكم الله من قوة رجولية تغذي الضعف الأنثوي وتقويه، إذا صرخت في وجهك لأن الأبناء أزعجوها فلا تقابل بالمثل لأن ازدواجية الصراخ تعني رفع ترمومتر المشكلة وزيادة سعر(بضم السين ) الحرارة وعندها يحصل الاحتراق.
إذا طلبت منك مالا تستطيع فأقنعها بوضعك وأشركها في حل مشاكلك وأفهمها بأهمية مملكتها الصغيرة وبمستقبل أبنائكم الصغار، وهكذا يا أخي العزيز فإنك بأسلوبك الحكيم ومعالجتك المتعلقة تخفف من المشكلة وتعطي لعشكما الزوجي الحب والحنان،  وأنا واثق أن زوجتك أذا كانت على قدر من الوعي والفهم سوف تتحول إلى وردة تعبق بعد إن كانت شوكة تدمى, وهكذا تستمر الحياة الزوجية السعيدة على أرض تحوطها الورود والرياحين،  وهنا يقول القرآن الكريم {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } صدق الله العظيم ، آية 21 سورة الروم