العقل والجسم جزء من نظام واحد ( نظام سبرناتى مغلق )

ترى هذه الفرضية أن العقل والجسم جزء من نظام واحد ( سبرناتي مغلق) يؤثر كل منهما على الآخر و معنى نظام أن أى تغيير فى الفسيولوجيا (الجسم) يؤدى إلى تغيير فى العقل (الخارطة الذهنية) والعكس صحيح، ومعنى الفرضية أن العقل والجسم يؤثر كل منهما على الآخر، فعندما نعطى الجسم أدوية نفسية فإن العقل يتأثر بقوة , كذلك نحقن العقل بأفكار – سلبية أو إيجابية – فإن الجسم يتأثر،  وهذا يفسر ظاهرة البلاسيبو "placebo effect" والتى تم فيها إعطاء المرضى محلول سكر بدلا من الدواء، فكانت المفاجأه أن عدد لابأس به من المرضى تم شفائهم بسبب "الإعتقادات" بأنهم إستخدموا الدواء المناسب


فرانك Frank (1973) وكيرش Kirsch (1990) إستخدما فكرة البلاسيبو ولكن بدلا من استخدام كبسولات محلول السكر , استخدما الإيحاءات بالإستماع والتعاطف وإعطاء الأمل والتشجيع والإعتقاد عند المريض والإعتقاد عن المعالج.

هناك الكثير من المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض العضوية يكون سببها مشاعر سلبية , وقد لوحظ تخلصهم من الآلام بمجرد تغيير مشاعرهم السلبية.

ولهذا فأن وجوهنا و حركات أجسامنا مرآة لأفكارنا ، والعكس صحيح . جرب ما يأتي : فكر في شيء لا تحبه ـ فكر فيه كما لو كان هنا أمامك الآن . أثناء التفكير فيه ، لاحظ بدقة تعبيرات وجهك و حركات جسمك ، و الآن اعمل عكس ذلك ـ فكر في شيء تحبه كما لو كان هنا أمامك الآن ، ومرة أخرى سجل بعناية تعبيرات جسمك . والآن جرب ما يلي : اهبط كتفيك ، ونكس رأسك ، وتنفس جيداً وقل : " أشعر أنني في حالة رائعة ‍‍‍‌" مع أنك غالياً لا تشعر بهذا الشعور . جرب شيئاً آخرا : انهض و استقم، ادفع رأسك ، تنفس بعمق وقل " أنني في حالة بؤس " اعتقد أن ذلك لن ينجح أيضاً . هذا ما نقصده بالتأثير المتبادل للجسم و العقل على بعضهما ــ كلاهما مرتبطاً بالآخر داخلياً .

ولهذا عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم الغضب بالجلوس أو الاضطجاع رغم أن الغضب حالة شعورية إلا أن التوجيه الكريم كان بتغير السلوك الجسدي فعن أبي ذر قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إذا غضب أحدكم و هو قائم ، فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب ، و إلا فليضطجع " كما عالجه أيضاً بالوضوء والاغتسال فعن أبي وائل القاص قال : دخلنا على عروة ابم محمد السعدي ، فكلمه رجل فأغضبه ، فقام فتوضأ ، ثم رجع وقد توضأ فقال : حدثني أبي عن جدي عطية قال : قال رسول الله عليه وسلم أن الغضب من الشيطان ، والشيطان خلق من النار ، و إنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ".

و لهذا فإنه لا يوجد عقل منفصل ولا جسم منفصل. العقل والجسم يعملان وكأنهما واحد ويؤثران في بعضهما بطريقة لا انفصال فيها. وأي شئ يحدث في جزء من هذا النظام المتكامل أي الإنسان يؤثر في باقي أجــزاء النظام. وهذا يعني أن الكيفية التي يفكر بها الإنسان تؤثر في كيفية إحساسه وأن حالة جسده تؤثر في كيفية تفكيره. الإنسان وعاء يتم فيه الإدراك لما حوله, وتتم فيه عملية التفكير الداخلي وعملية تحريك العواطف, والاستجابات الذهنية الجسدية ( الفسيولوجية ), والسلوك الخارجي. كلها تظهر معا أو في أوقات متباينة. وعمليا فان هذا معناه أن الإنسان يستطيع أن يغير طريقة تفكيرة إما بطريقة مباشرة بتغيير طريقة تفكيرة فعلا وإما بتغيير حالته الفسيولوجية أو الشعورية. وبالمثل يستطيع الإنسان أن يغير الفسيولوجيا والمشاعر بتغيير الطريقة التي يفكر بها. ومن المناسب أن نذكر هنا أهمية التخيل البصرى والترسيخ الذهنى لتحسين أداءنا.

تعتبر البرمجة العصبية اللُغوية نموذجاَ فعالاً في تغيير السلوك الإنساني. والمادة الأساسية التي تبني البرمجة العصبية اللُغوية ونموذجها هي الأنظمة التمثيلية التي عن طريقها يستطيع المرء أن يدرك، ويمثل, ويتفاعل مع العالم. جميع الخبرات الإنسانية (الداخلية والخارجية) يمكن أن ترجع في أساسها إلى هذه الوحدات الأساسية المكونة للأنظمة التمثيلية.

الأنظمة التمثيلية الأساسية تشمل: البصرية، السمعية، الحسية، الشمية، والذوقية. هناك شيء مسلم به في البرمجة العصبية اللُغوية وهو أن الخبرات التي لدى الأفراد هي نتاج لتحسين وتعاقب الأنظمة التمثيلية, وهو ما يسمى بالإستراتيجيات .

الحقيقية التي تقول بأن الخبرة الإنسانية هي نتيجة الإدراك الداخلي أو الخارجي والحسي للمعلومات الحسية نافعة. حتى يكون استخدام هذه الفكرة ناجحا فإنه من الضروري أن تكون قادراً على تحديد النظام التمثيلي الذي يدخله أو يستخدمه المستفيد في لحظة ما. هناك مؤشرات تدل على ماهية نمطية الإحساس التي يعيشها شخص ما داخلياً أو خارجياً وتسمى هذه المؤشرات إشارات الوصول، بسبب أنها الإشارات التي تعلمنا بدخول المرء إلى الأنماط المختلفة.