العاطفة فى القول والفعل

قوة دافعة ومحرك خطير نحو الخير أو عكسه.. حين تتحرك هذه الآلة العجيبة يفقد العقل قدرته على الإبصار في أغلب الأحيان إلا من رحم ربي.. ألم تر أن علماءنا قالوا: "لا يقضي القاضي وهو غضبان"؟ هنا يعاد تفسير جميع الأقوال سلباً، فإما أن نتفق على كل شيء أو لا شيء.. عندما نقول أن أفكارنا متطابقة فأين القيمة المضافة؟



إلى طلاب النهضة.. انظروا إلى الأمور بعقولكم وقلوبكم، ثم للنظر إلى مساحة المتفق، ولا ننتظر كمال الاتفاق، ومن رحمة الله أن جعل الناس مختلفين حتى يبصر بعضهم  ما لا يبصره الآخرون.  (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم). لا تضيقوا بالخلاف، فليس كل خلاف شر.  إن الإنسان ليغضب، ولكنه حين يراجع نفسه، يعلم إن كان غضبه كله مبرراً أم لا، (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) لما أمر الله المؤمنين بالتعاون في قوله (وتعاونوا على البر والتقوى) لم يكلفهم إلا بما يطيقون، أي أنهم وإن اختلفوا تظل قدرتهم على التعاون فيما هو مشترك، ويسعهم أن يختلفوا فيما عداه،  لما شاعت بينهم فكرة إما كل شيء أو لا شيء خسروا كل شيء..  تذكروا ذلك جيداً فهو صمام الأمان لمشروع النهضة