العاطفة

 من الأبعاد الأخرى لشخصية أي الإنسان هي العواطف، وتنشأ جذورها في القلب وتؤثر بعد ذلك على كثير من الأمور الحياتية والقرارات المصيرية أحيانا ولها دور حساس في السلوك البشري وهي كالغرائز تماماً، ومن هنا يأتي دورنا في تربية هذه العاطفة تربية سليمة ومقننة لا إفراط ولا تفريط بحيث نوصلها إلى الإعتدال في جميع الأمور وهي النقطة الصعبة في حياتنا بشكل عام. ولنسأل أنفسنا عن ما نحن فيه الآن من مواقع في العمل أو في الحياة الاجتماعية،  ما الذي أوصلنا إلى هذه النقطة تحديداً؟ ولماذا تم اتخاذ هذا القرار تحديداً سنجد أن للعاطفة دوراً مهماً بل وأحياناً أساسياً في هذه الأمور.



 

نعود إلى البداية ونقول علينا أن نربي هذه العاطفة تربية دينية حتى نضع الأمور في نصابها الصحيح وهي التربية التي ربى بها النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته وكذلك أصحابه فهذا مصعب بن عمير يرى أخيه أسيراً في غزوة بدر فيقول لآسره أشدد يديك عليه فإن له أما ستفديه بما تريد.. فقال له أخوه أهذه وصيتك بأخيك!... فقال له مصعب رضي الله عنه نعم إنه أخي دونك، نعم هذه هي العاطفة التي ربى بها محمد صلى الله عليه وسلم صحبه الكرام حتى لا تدخل العاطفة الغير مقيده فتهدم دون أن نشعر، ولمصعب موقف أخر مع أمه التي حاولت دون إسلامه فأبى وقال كلمته في الموقف الذي لم يتعلق بعاطفة الأم التي أكرمته وأغدقت عليه من المال الكثير على حساب دينه وعندما حاولت أن تستعطفه بجوعها وعطشها لعلها تجد طريقا الى قلبه وعاطفته، ولكن العاطفة التي يمتلكها سيدنا مصعب أقوى من ذلك بكثير...

إنني على يقين بأن التربية على هذا المنهج وعلى هذا المنوال هي التي تجعل سلوك الشاب معتدلاً في أصعب الأحوال، والمواقف كثيرة جداً فهذه أم سلمة رضي الله عنها وذاك موقف سعد بن معاذ في أسرى بني قريظة وقبل ذلك وأجله موقف سيدنا إبراهيم في ذبحه ابنه إسماعيل عليهما السلام وموقف السيدة العظيمة هاجر بل وموقف آسية بنت مزاحم زوج فرعون كل هذه مواقف كادت أن تتغير نتائجها لولا توفيق الله عز وجل ثم انضباط هذه العاطفه الدينية التي أدبهم ربهم بها سبحانه وتعالى.