الطفل وواجباته المدرسية...

 

كثيراً مايتقاعس أطفالنا عن تأدية واجباتهم المدرسية...
وكثيراً مايتململون من ترك جلسة العائلة أو مشاهدة التلفاز لكي يبدؤوا بدروسهم...
وهذا يسبب لبعض الأطفال تقصيراً في تحصيلهم العلمي عن باقي زملائهم في الصف...ويدعوهم لكره الواجبات المدرسية الملزمين بها في وقت من أوقات يومهم والتي تقطع لهم متعتهم الأسرية...


 إن عادة تأجيل أداء الواجبات المدرسية عادة سيئة وتدفع الطفل شيئاً فشيئاً إلى أن يكره الدراسة..ويكره الذهاب إلى المدرسة..ولكن لو حاولنا البحث لوجدنا أنه يمكننا التخلص منها تدريجياً وذلك باكتشاف السبب الحقيقي الكامن وراء هذه العادة... ثم وضع خطة مناسبة للتغلب عليها....وهذا الأمر سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبأن قيامه بواجباته المدرسية سيكون أولى الأولويات.

هناك عدة أسباب تكمن وراء مشكلة تأجيل الطفل لتأدية الواجبات المدرسية وهي:
 
- عدم التنظيم:
فالطفل المهمل غير المنظم لا يجد دائماً كل الأدوات التي يحتاجها لإنجاز واجباته فقد يترك أحد كتبه، أو دفتر الواجبات في المدرسة ولذلك نجده دائماً يبحث عن أشيائه الضائعة وهذا ما يسهم في تأخير إنجازه لدروسه المطلوبة.
 
- ضعف الحافز:
فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفاً تجاه الدراسة، يمكن التعرف عليه بسهولة لأنه لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته، ولا يقدّر في الواقع الفوائد والنتائج الإيجابية للواجبات المدرسية التي تنجز بشكل جيد وكل هذا يكون في النهاية نتيجةً للإهمال واللامبالاة وعدم اكتراث الطفل بالتعلم لأجل نفسه أو حتى ليكون فرداً جيداً في نظر الآخرين.
 
- تمرد الطفل:
إن الطفل المتمرّد يؤجّل وظائفه دائماً أو يحاول التملّص منها كنوع من المقاومة لبعض الضغوطات التي يتعرض لها في منـزله أو في مدرسته كالإكثار من طلب الأهل منه إنهاء الواجبات أول دخوله المنزل
     " هيا غيّر ملابسك بسرعة وباشر بدروسك"
     " ماهي الواجبات المطلوبة منك اليوم؟؟"
     " ألم تنته بعد من الطعام...!!! أسرع عليك البدء بالدراسة وإلا سوف تعاقب..."
 
أو كثرة الواجبات المطلوبة منه حيث أنه في بعض الأحيان تكون المعلمة قد طلبت العديد من الواجبات والتمارين التي يجب أن يقوم بها في المنزل وهذا يشعره بأنه لن يتسنى له اللعب أو الجلوس مع الأهل ويدعوه للتمرد وللتهرب منها بينما نراه في بعض الأحيان يدخل المنزل فرحاً ومبتهجاً ويسرع بإخبار والديه أنه اليوم ليس عنده إلا واجباً واحداً، وبهذا يتمنى لو أن كل الأيام الدراسية تكون مثل هذا اليوم.
 
- كره المادة العلمية المطالب بها:
إننا نرى بعض الأطفال لهم مواقف عدائية من مادة ما، كمادة الرياضيات مثلاً التي تستدعي بذل مجهوداً مضاعفاً نوعاً ما عن باقي المواد الدراسية ولهذا يؤجلون، أو حتى يتوقفون عن حل التمارين المطلوبة منهم حيث أنهم يجدونها مملة او يسارعون في إنهائها بطريقة فوضوية لكي تنزاح من برنامجهم بأسرع وقت ممكن... أو يستمروا في تأجيلها إلى أن يكتشفوا أنه لم يعد أمامهم متسع من الوقت وهذا السبب يجعل كرههم لتلك المادة يزداد يوماً بعد يوم .
 
كيف نستطيع مساعدة طفلنا في حل مشاكل تهربه من تأدية الواجبات المدرسية؟؟
 
- العطف على أطفالنا ومراقبتهم:
من المفروض أن يوفر الأهل لطفلهم الكثير من العطف والحنان بدلاً من التوبيخ والعقاب...
يمكن محاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته أي يجب التعاطف مع الأمور التي يعاني منها .
كما يجب أن يدرك الأهل ماهي المشكلة التي يعاني منها طفلهم ويراقبون تصرفاته ليعرفوا لماذا التأجيل، ثم عليهم أن يفكروا بما عرفوه من أسباب هذا التأجيل وأي سبب من الأسباب السابقة يمكن أن ينطبق عليه وقد يكون أحد الأسباب لايخطر ببال الأهل كالمشاكل العائلية التي تحدث أمامه أو انفصال الوالدين عن بعضهما أو معاناة الطفل من مشكلة نفسية ما....
 
- التواصل مع المدرسة ومع معلمة الصف:
يجب على الأهل معرفة وضع الطفل النفسي في مدرسته وفي صفه وطبيعة تصرفاته مع زملائه، لأن هذا سيساعد الأهل على التعامل معه بسهولة أكبر...
 
- القدوة:
كثيراً ما نرى في بعض العائلات أن الأبوين لا يشرحا لطفلهما ضرورة السير في طريق النجاح وضرورة تحديد هدفه في الحياة حتى ولو كان صغير السن إمكانهم شرح معنى الهدف وبالتالي شرح الهدف من الدراسة وعرض نماذج من العلماء الناجحين في حياتهم ووضعهم قدوة له...كما أنه ليس على الأهل أن ينتظروا طفلهم لكي يحل مشكلته بنفسه فإذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور، فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي وعلى العكس فالإكثار من التحدث عن الأهداف وعن النجاح وعن التميز والتفوق سيؤثر إيجاباً في طريقة تفكير الطفل...
أي أن أسلوب الحياة المتّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى .
 
- المشاركة:
ما أجمل تلك اللحظات التي نتذكر فيها أحد أبوينا يجلس إلى جانبنا ويساعدنا في شرح بعض الواجبات المدرسية...
وما أجمل تلك الأيام التي شعرنا فيها بأن أبوينا قد تركا أطفآ التلفاز وألغيا زيارة ما أو تسلية ما من أجل الجلوس معنا لمساعدنا، حتى أننا أحسّا وقتها بأن الواجب مترتب عليهما كما هو علينا...
هذه الطريقة التي تجعل الطفل فيها يشاركنا ونشاركه تبدو له وكأنها توجهه نحو الأفضل مع كثير من الحنان والحب والعطف...
ففي لحظة تبدو للطفل سعيدة يمكن القول له "ما الذي يمكننا فعله لنساعدك على إنجاز واجباتك المدرسية في وقتها؟!"
أو " مارأيك بأن نلغي كل مالدينا حتى ننهي واجباتك معاً ثم نقضي وقتاً مرحاً ؟؟"
 
كن صديقاً لطفلك وزميلاً له في الدراسة أفضل بكثير من أن تكون دائماً الموجه والناصح والمؤنب...