الصورة الحقيقية للثقة

الكثير من الناس يخشون أن يصبحوا شديدي الثقة بأدائهم على نحو زائد عن الحد. ربما كانوا يحملون في أذهانهم صورة لبعض الناس الذين يعرفونهم ولا يحبونهم، على الرغم من أنهم قد يكونوا من المعجبين بهم سرا أو من الذين يكنون تجاه نجاحهم مشاعر الحسد.



لقد وجد أحد الأسباب الشائعة لسوء الفهم هذا هو أن الناس لا يتضح لديهم دائما الفوارق بين السلوك العدواني والسلوك الحاسم لدى الواثق من نفسه. فالأشخاص الواثقين ليسوا:

-          متسلطين: حتى لو كانوا من ذلك النوع من الناس المؤهلين للقيادة التسلطية إذا أحسوا بالحاجة إلى ذلك. إن الأشخاص الواثقين يكونون راغبين تماما في تفويض المسؤولية للآخرين. ويرجع ذلك إلى أن تقديرهم الداخلي للذات من الصلابة بحيث لا يتهدده الانقياد للآخرين.

-          أنانيين: بالرغم من أنهم يكونوا يخشون أن يشاهدهم الآخرون وهم يعتنون بشدة بأنفسهم. إنهم راغبون وقادرون على الاعتناء بالآخرين وقت الحاجة أينما كانوا، ويرجع ذلك إلى أن عنايتهم بذواتهم على قدرمن الجودة يسمح لهم بامتلاك طاقة فائضة، ولأنهم يستطيعون أن يقولوا "لا" أو "كفى" عندما يحتاجون لفعل ذلك.

-          على علم بكل شيء: على الرغم من أنهم على ثقة بأن لديهم المعرفة الكافية والمهارات اللازمة للمهام التي يضطلعون بها. فإنهم يعترفون بحدودهم في حرية، ويرجع ذلك إلى أنهم لا يرغبون في أن يعرضوا أنفسهم للفشل، ولا يشعرون بالتهديد من قبل الأشخاص الآخرين الذين يمتلكون مهارات أعلى في بعض المجالات.

-          منعزلين: رغم أنهم يجدون راحة في قضاء الوقت بمفردهم وليسوا بحاجة إلى صحبة الآخرين حتى يجعلوهم سعداء أو يحفزوهم على العمل. فإنهم يمتعون بعلاقات طيبة مع الآخرين. ويرجع ذلك إلى أن لديهم مهارات بدء العلاقات التي يريدونها، إذا أخفقوا، يمكنهم أن يواجهوا الأشياء علانية ويتوفر لديهم الرغبة في التفاوض بشأنها أو الانسحاب إذا ما شعروا بالحاجة إلى ذلك.

-          أثرياء بالضرورة: رغم أنهم يبدون قانعين بنصيبهم المادي. وقد يعيشون في تواضع تام. يرجع ذلك إلى أنهم ليسوا مستعدين للتضحية بصحتهم وسعادتهم لكسب أكثر مما يحتاجون إليه، وليسوا بحاجة إلى التأثير على الآخرين بالتظاهر بالثراء.

-          جميعا من ذوي الإنجازات الضخمة: رغم يؤدون بامتياز ما يقومون به وليدهم الإمكانية لتحقيق المزيد. وقد يختارون أن يظلوا في أسفل السلم الاجتماعي وقد يقررون أن يقوموا بعمل أقل والحصول على عائد أقل في المقابل، أو قد ينسحبون من أعمالهم ويستبدلونها بأعمال أخرى في مسار حياتهم الوظفية. ويرجع ذلك إلى أنهم قد لا يريدون أن يواصلوا المسير في الطرق نحو الإنجازات العليا. إنهم ليسوا في حاجة إلى أن يثبتوا ذواتهم عن طريق العمل أو شغل مواقع السلطة والشهرة.

السلوك السليم لتعزيز الثقة

هناك ثلاثة أنواع عامة من السلوك: السلوك العدواني، والسلوك السلبي، والسلوك الحاسم.

 والأشخاص الواثقون يمكن أن:

·         يستخدموا الأنواع الثلاثة من السلوك.

·         يختاروا سلوكا شاملا يناسب شخصيتهم وأسلوب حياتهم.

·         يطبقوا الأسلوب الملائم الذي يناسب كل موقف فردي أو علاقة فردية.

يميل الأشخاص الذين تنقصهم الثقة بالذات إلى استخدام نطاق ضيق أكثر مما ينبغي من السلوكيات كما أنهم يعجزون عن التفريق بين هذه الأساليب الثلاثة بوضوح، مما يؤدي إلى عدم فعالية ما يقولون وما يفعلون.

ويمكن، بطبيعة الحال، أن تكيف سلوكك بحيث يتناسب مع رغبات واحتياجات الآخرين، مثل عائلتك أو رئيسك. وفي الحالات الأخرى من علمنا، قد تحدد أهداف وقيم الآخرين نوع السلوك المناسب بشكل كبير. على سبيل المثال، قد لا تتوقع الشركة التي تعمل بها أن يتسم البائعون بها بالسلبية، وأن تميز السكرتارية بالعدوانية، أو بأن يتسم عمال النظافة بها بالحسم. وبالمثل، وكعميل لدى هذه الشركة قد لا تتوقع أن تصادف محاميا سلبيا أو نادلا عدوانيا.

قد لا تستهويك هذه الأدوار والتوقعات المقبولة، وقد ترغب في عمل بعض التغييرات، ولكن على المدى القصير قد تضطر إلى العمل من الواقع اليوم إذا كنت ترغب، على سبيل المثال، في أن تحتفظ بوظيفتك.

وكأشخاص واثقين، علينا أن نراجع قواعد العلاقات؛ فربما كانت هذه العلاقات بحاجة إلى التجديد. لذلك، إليك بعض النصائح لمعظم أنواع العلاقات

 

المصدر: موسوعه تعلم معنا مهارات النجاح