الشفاء الروحي بالقران الكريم.. والقوة الحيوية للشفاء الذاتي

العلاج الروحي معروف ومدروس عند الشرقيين والغربيين على حد سواء وذلك بمعالجة الحالات التي يكون اصلها روحاني مثل السحر والحسد والصرع والقرينة والوسواس وغيرها من الأعراض التي لا يتمكن الأطباء العاديون من تشخيصها و معالجتها وهو من العلاجات التي أبدع فيها الأطباء العرب والمسلمون الأوائل منذ أكثر من ألف سنة.. أشهر من عالج بذلك الطب ابن سينا و الفارابي والكندي إلا أن الأوربيين في عصر النهضة وما بعدها عملوا كثيرا بهذا المضمار وألفوا الكتب واجروا التجارب بناءا على ما توصل إليه العلماء العرب واشتهر لديهم باسم العلاج الإيحائي أو الاستشفاء بالقوة الروحية. يعد العلاج بالقران الكريم أحد الطرق التي اتبعها العديد من المختصين في المجال النفسي اقتداء بالسنة النبوية الشريفة، و في هذا المضمون التقت مجلة جميلة مع الدكتور حسين محمد الطاهر أستاذ علم النفس و الصحة النفسية واحد المختصين بمجال العلاج الروحي بجامعة الكويت وسألناه:


كيف تتأثر الروح بالشفاء عند سماع القرأن الكريم؟

«ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم الا قليلا »
إن الروح من عند الله و هو اعلم بها و اعلم بخلقه، وما القرآن الكريم الا دستور للامة و كل ما فيه هو حياة و نماء للإنسان . و إن الله هو الشافي و الكافي و هو على كل شيء قدير .. أن القرآن يلامس الروح فتسمو عن كل الماديات أو عن ما هو موجود من الأمور الدنيوية، و ترتفع عن الجسد، و تشعر بالأمان و الخشوع و الطمأنينة ومن هذا المنطلق يكون العلاج الروحي بالقرآن الكريم.
«قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها»
وما هي الامراض التي يمكن ان تشفى بسماع او قراءة القرآن الكريم؟
الأمراض التي تخضع عادة للعلاج بالقرآن الكريم هي الأمراض النفسية وليس الجسدية، فإذا لمست الجسد فان الأمر هنا يتغير و يصبح العلاج الجسدي يحتاج إلى طبيب مختص، فمثلا في حالة الصرع الناجم عن الخيال أو الانعزال و الانطواء مرض نفسي ممكن معالجته بالقرآن الكريم فإذا لمس الصرع العقل تحول المرض إلى عضوي، و هنا لابد من معالجته عن طريق الأدوية اللازمة و بالتالي تحويله إلى طبيب مختص ولابد من اتباع برنامج تزكية النفس لتنشيط العمليات النفسية عند الإنسان بالإيمان و القرآن و يقصد بتزكية النفس ما جاء في سياق الآية الكريمة من سورة الشمس «قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها» أي فاز و افلح من زكى نفسه بطاعة الله و أعلاه بالتقوى و قد خسر من نقصها و أخفاها بالفجور. و ليس المقصود بتزكية النفس هنا إظهار كمالياتها و إخفاء عيوبها و نقائصها واتباع المرء هواه، إنما تزكية النفس على أساس طاعة المرء لله عز و جل تلك الطاعة التي تهدف إلى تقوية المناعة النفسية تجاه الضغوطات الحياتية و الاحباطات النفسية الأمر الذي يجعلها تفكر بطريقة منطقية وواقعية.
من يستطيع ان يعالج بالقرآن الكريم؟
يمكن لكل عالم إسلامي أن يعالج بالقرآن الكريم اذا توفر لديه شرط الايمان الحقيقي والمعرفة. .فهناك فرق بين ان يكون عالما او يكون دجالا وافاكا يسعى خلف كسب المال
وما هي طرق العلاج بالقرآن الكريم؟
يشمل العلاج بالقرآن الكثير من الطرق منها الرقية الشرعية والأذكار والدعوات والأدعية والصلوات والأختام والتسبيح والإحراز والأحجبة الواردة عن أهل العلم الصحيح ومنه ما يكتب ومنها ما يحمل والى غيره من الوسائل الشرعية التي يجب أن تعمل تحت دراية ومعرفة إلهية حقه، ويلحق بذلك استخدام أسماء الله الحسنى التي أوجب الله تعالى عباده أن يذكروه ويسبحوه بها ويدعون بها ويلحق بذلك الأعمال الصالحة من صيام تطوع وصلاة تطوع وصدقة للحديث الوارد فيها (داووا مرضاكم بالصدقة) وكذلك النذور لوجه الله الشافي المعافى والأضحية لوجهه الكريم قال عز من قائل (وابتغوا إلى الله الوسيلة) وخير الوسائل ما ابتغي بها وجهه الكريم إنما الأعمال بالنيات.
واشهر المعالجات القرآنية هي المعالجة بآيات الشفاءالاثنى عشر وهي الاية12 من التوبة يونس 57 النحل 69 الإسراء 82 الشعراء80 فصلت44 البقرة 178 الأنفال 66 النساء 28 الأنبياء 69 - 70 الفرقان45 الإنعام 130 وبعد القراءة يقول بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وما هي نصيحتك بشكل عام لكل المرضى في مجال العلاج الروحي؟
انصح كل إنسان أن يكثر من قراءة قل هو الله أحدوالمعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، والأدعية المشروعة ،رغم أن القرآن كله فيه شفاء لما في الصدور، وشفاء وهدى ورحمةٌ للمؤمنين و الإيمان مفتاح الخروج من الأزمات النفسية وقال تعالى «وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس ورحمة للمؤمنين ...

المصدر: مكتوب