السكري من النوع 2 لدى الأطفال والمراهقين

أصبح الهم الشاغل للعديد من الفعاليات الصحية، هو مكافحة ما يعرف بأمراض العصر، ولعل أبرزها على الإطلاق هو مرض السكري بنوعيه.



وفي اليوم العالمي للوقاية من مرض السكر الذي ركز للعام التالي على التوالي على مرض السكري لدى الأطفال وبالأخص النوع الثاني منه ( مرض السكري الخاص بالكبار والذي يصيب الصغار) حيث تبلغ معدلات الإصابة بهذا المرض 3% سنويا لدى الأطفال والمراهقين، في حين يهدد ما نسبته 5% دون سن المدرسة، كما تشير الدراسات أن عدد المصابين به يقترب عددهم من 440 ألف طفل بمعدل إصابة يصل إلى 200 طفل كل يوم أي ما قيمته 70 ألف طفل كل سنة، وجميعهم دون سن البلوغ، هذه الأرقام لا تخص محيطنا العربي فقط، وتشير الدراسات أنه في مصر وفي سنة 2006 بلغت معدلات الإصابة بالمرض 9.4% من مجموع السكان وفق ما ذكرته صحيفة الأهرام المصرية نقلا عن الدكتور إبراهيم الإبراشي عميد المعهد القومي للسكر، بينما في تونس تشير البيانات الرسمية إلى أنّ نسبة انتشار مرض السكري من النوع 2 تقدّر بحوالي 10 بالمائة، وبينت الدراسات التي أنجزت حول صحة المتمدرسين أن ثلث المراهقين يتبعون حمية غذائية ،31 بالمائة منها لأسباب صحية و28.8 بالمائة لتخفيض الوزن وأن ربع المراهقين يتناولون الدواء من أجل مرض مزمن.

في حين يبلغ عدد المصابين 300 مليون شخص، وعدد الوفيات حول العالم ما يقرب من أربعة ملايين سنويا يموتون لأسباب ذات صلة بمرض السكري، في ضل هذه الأرقام المفزعة تسعى الحملة العالمية هذا العالم إلى زيادة الوعي بهذا المرض وتعزيز أنماط الحياة الصحية للوقاية منه، وبالأخص لدى الأطفال، من خلال التعريف بأعراضه، التي من بينها:

  1. التبول المتكرر‏
  2. العطش المفرط‏
  3. ‏زيادة الجوع‏
  4. ‏فقدان الوزن
  5. ‏التعب
  6. عدم وضوح الرؤية‏
  7. قيء وآلام في المعدة‏

أنماط العيش كما يقول المختصون تلعب دورا حيوي جدا في تحديد نسبة الإصابة في هذا المرض والعلاج منه، ولأن اليوم العالمي لمرض السكر قد جعل شعاره "السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين". البدانة وما يصاحبها تعتبر عاملا مهم لهذا المرض، ويطّلع المحيط الشخصي للساكنة بدور هام، فقد أشارت دراسة حديثة إلى دور المساحات الخضراء في الأحياء السكنية والتي تتمثل في الحدائق، والمنتزهات، ومناطق اللعب، أسهم في زيادة النشاط الحركي عند الأطفال، الأمر الذي ارتبط بانخفاض معامل الكتلة للجسم لديهم. وكان فريق الدراسة الذي ضم باحثين من جامعة واشنطن الأمريكية وجامعة إنديانا، قد أجرى دراسة على عيِّنة تألفت من 3800 طفلاً، تراوحت أعمارهم ما بين 3-16، وكانوا جميعاً يعيشون في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

وقام الباحثون بالاستعانة بالصور التي تقدمها الأقمار الصناعية للأحياء السكنية التي يقطنها المشاركون، بهدف رصد المساحات المفتوحة والخضراء المتاحة للسكان في تلك الأماكن، كما قام الفريق بحساب معامل الكتلة للجسم عند كل فرد.

وطبقاً لنتائج الدراسة؛ فقد تبيّن أنّ درجة الخضرة المتوفرة في المنطقة السكنية، تتناسب بشكل عكسي مع معامل الكتلة للجسم عند سكانها من الأطفال. ويفسر الباحثون نتائج الدراسة، بأنّ تواجد مساحات خضراء وساحات للعب داخل الحي، ساعد على زيادة نشاط الطفل، الذي بدا أنه يقضى وقتاً أطول خارج المنزل، ليلعب في الأماكن المتاحة له.

يرتبط مرض السكر بجملة من الأمراض الأخرى، حيث يعتبر عامل مشجع لها، فقد توصلت دراسة علمية أجريت لمرضى السكري 2 أكثر عرضة للإصابة بمرض السل من غيرهم بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم. كما أفاد الباحثون أن المصابين بمرض السكر أكثر عرضة للإصابة بالعمى من بسواهم، كما أن احتمالية عودة الإبصار لهولاء ضعيفة جدا مقارنة بغيرهم، هذا ويعتبر المصابين بهذا المرض أكثر استجابة للإصابة بالصم. حيث أن حاسة السمع تراجعت بنسبة 21% عند 399 مريضا مصابا بالسكري، بالتأكيد ليس فقدان السمع أو البصر فقط أكثر الأمراض التي تهدد المصابين بالسكري، بل تشير الأبحاث أن الإصابة بالسل مرافقة بشكل كبير لهذا المرض وبالأخص لدى الأحياء الفقيرة، كما أن مرض السرطان يدخل ضمن هذه القائمة بشكل ملفت للنظر فسرطان القولون أكثر شيوعاً بنسبة 30% في مرضى السكري من الأشخاص الذين لا يعانون من المرض وسرطان البنكرياس أكثر شيوعاً بنسبة 70%، وذلك طبقاً للرابطة المهنية الألمانية لأطباء الباطنية في فيسبادن

 

المصدر: موقع الوكالة العربية للأخبار العلمية