الزواج و العلاقة الزوجية الحميمية

نحن نعيش في مجتمع لانستطيع ان نسأل عن امور عديدة و منها العلاقات الحميمة و ثقافة ممارسة الحب بين الزوجين، حيث أن هناك أمور عديدة نجهلها بسبب عدم أو فقر التوعية أو خجل المجتمع.



الفتاة المقبلة على الزواج, والتي تريد أن تفسخ عقد الزواج بسبب أنها ترى أنه لا رغبة لها بممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها أو أي رجل آخر. هذه الفتاة مخطئة غالبا.إن الرغبة بالعلاقة الحميمة عند المرأة قبل الزواج يمكن جدا أن تتأخر أو تنقطع عندما تكون مقبلة على الزواج لجملة أسباب وليس شرطا أن تكون باردة جنسية أو لا رغبة حميمية لديها. وحتى لو كانت باردة جنسيا فيمكن معالجة برودها بعد الزواج, ولا يستدعي الأمر فسخ العقد.ومن الأسباب التي تجعل رغبة المرأة في ممارسة العلاقة الحميمة قليلة أو تكاد تكون منعدمة يمكن أن نذكر ما يلي: التربية السابقة المتشددة في البيت أو في المدرسة,وكذا عيشها بعيدة عن المثيرات,  وغلبة الحياء عندها, وكذا جهلها بالثقافة الجنسية الصحيحة والسليمة, وخوفها المبالغ مما يمكن أن يحدث لها ليلة الدخول مع زوجها .

قد يكره للرجل أن يجامع زوجته مع علمه بأنه قد يؤديها إلى تأخير الصلاة أو أدائها على غير طهارة,قد يكره له ذلك في الأحوال العادية.أما إذا وجد مشقة في الصبر على ممارسة العلاقة فليس عليه حرج من ممارستها إن شاء الله تعالى. لكن إذا كان تكاسل الزوجة عن الطهارة سببه هو مشقة استعمال الماء في أوقات خاصة فلا شك أن تأخير ممارسة العلاقة الحميمة لوقت يتسنى فيه استعمال الماء من غير مشقة ولا حرج أولى،لما فيه من إعانة الزوجة حينئذ على أداء فرضها على أكمل وجه، وبدون تحمل مشقة الطهارة في الأوقات الحرجة.
 
قد يعرف الزوج بأن الزوجة بكر (مع بداية الزواج) وقد لا يعرف, لأن الطبيب قد يجد بأن الغشاء ممزق مثلاً ولا يدري إذا كان قد تمزق بزنا سابق على الزواج أو بغير اتصال حميمي. وقد يجد الطبيب بأن المرأة تملك غشاءاً مطاطياً لا يتمزق إلا بعد الحمل والولادة, ويمكن أن يجد صعوبة في معرفة ما إذا كانت المرأة قد زنت من قبل أم لا. وقد يجد الطبيب بأن المرأة لا تملك غشاء بكارة أصلا.ومع ذلك يمكن للطبيب أن يعرف إذا كانت المرأة بكرا أم لا ربما في أكثر من 50 % من الحالات.ويمكن أن يكون غشاء البكارة دليلا ظنيا على عذرية الفتاة التي يريد الرجل الزواج منها,أما أن يكون دليلا قطعيا فلا لأن الأطباء المختصين يؤكدون على أن غشاء البكارة لا يدل وجوده على عفة الفتاة،كما لا يدل غيابه على عكس ذلك ويقولون بأن هذا الغشاء مجرد قرينة أو علامة على عذرية المرأة قد تصدق وقد تكذب.

والآلام الزائدة عند الزوجة أثناء ممارسة العلاقة الحميمة الأولى ليست دليلا قطعيا على أنها بكر,لأنها يمكن أن تكون بكرا وتتألم ألما بسيطا فقط,كما يمكن أن تكون ثيبا (بلا زنا أو بزنا قديم لم يتكرر كثيرا) وتتألم ألما شديدا.وإذا أردت أيها الزوج أن تعرف الدليل القطعي على عفاف زوجتك ولا أقول على عذريتها (لأنها قد تكون عفيفة وغير عذراء) فاعلم علم اليقين أن اختيار الزوجة ذات المنبع الحسن والسمعة الطيبة والدين السليم هو فعلا الدليل الأكيد بإذن الله على عذرية المرأة.فليكن هذا هو مقياسك وشعارك.أما إن كان لديك مقياس آخر غير هذا المقياس فأنت وشأنك لكنني أحذرك من أن تلاحق زوجتك أو تضغط عليها بالباطل وبدون بينة أو دليل أو برهان.

 لأسباب كثيرة منها قدرة الزوجين على تحمل أعباء الحياة الزوجية وكذا إمكانية أكبر لحصول التوافق الحميمي بين الزوجين لأطول مدة ممكنة,رأى بعضهم أن أنسب سن لزواج الرجل اليوم هو سن الثلاثين وأنسب سن للفتاة هو ما بين 20 و 25 سنة,والله أعلم بالصواب.

اختلاط الأزواج قبل الزواج بالنساء الأجنبيات يؤدي غالبا إلى علاقة زوجية مهزوزة تفتقر إلى الثقة بين الطرفين.إن هؤلاء الأزواج قد يصبحون عرضة للخيانات الزوجية وإلى حدوث الطلاق بالمقارنة مع غيرهم من الأزواج الذين بدءوا حياتهم على أساس نظيف قائم على الود العفيف.إن العفة قبل الزواج تشد أواصره بروابط قوية,أما الانحلال فيقطع أكثر مما يصل.
 
يكره للرجل أن يفعل مقدمات العلاقة الحميمة مع زوجته وهو صائم كما يكره له أن يتفكر أو ينظر بشهوة إلى امرأة أجنبية أو إلى زوجته,لأن ذلك قد يؤدي إلى فساد صيامه بخروج المذي منه.هذا إذا غلب على ظنه أن المذي لن يخرج منه.أما إذا لم يأمن الرجل السلامة من خروج ماء منه,فإن اللمس أو النظر أو التفكُّر يصبح كله حراما سواء خرج منه مذي (وبطل صيامه) أو لم يخرج منه (وبقي صيامه صحيحا).

للزوج إفساد صوم زوجته التي تطوعت به ولم تستأذن منه في ذلك. يجوز (ولم أقل يجب), لكن بممارسة العلاقة الحميمة فقط. ولا يجوز له أن يُفسده بأكل أو شرب لأنه ليست له أية مصلحة في أن تأكل زوجته أو لا تأكل.أما إن كان الزوج قد أذن لزوجته في الصيام فلا يجوز له أن يفسده عليها بعد ذلك لا بممارسة العلاقة ولا بأكل أو شرب.

إذا جاز للزوج أن ينظر إلى زوجته هي بالذات ويستمتع بها كما يشاء,فمن باب أولى يجوز له أن ينظر إليها ولو عارية من خلال شريط فيديو مثلا,لكن بشرطين:أن يكون الذي صوَّر هو زوجها,وأن يضمن الزوج عدم اطلاع أي كان من الناس على هذه الصور لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد.فإذا لم يكن الزوج متأكدا من توفر الشرطين وجب الامتناع عندئذ.
 
 لا يجوز للرجل أن يمارس العلاقة الحميمة مع زوجته الحائض أو النفساء باستعمال حائل كالكيس الواقي. يحرم عليه أن يفعل ذلك ولو باستعمال حائل, ويحرم على المرأة أن تمكنه من ذلك. أما بعد انقطاع الدم, فلا يجوز ممارسة العلاقة الحميمة إلا بعد أن تغتسل المرأة, فإذا لم تستطع أن تغتسل لسبب شرعي (لم تجد ماء أو وجدته ولم تقدر على استعماله) فإنها تتيمم – وجوبا- قبل أن يأتيها زوجها.

الرجل الذي يعلم من نفسه أنه عاجز جنسياً وأنه لا أمل له في الشفاء,لا يجوز له أن يتزوج بدون أن يخبر زوجته أو أهلها بذلك,لما في ذلك من الغش والتدليس.أما إذا رضيت المرأة به وبعيبه فلهما أن يتزوجا, ولتنتبه الزوجة إلى أنها بهذا الزواج لن يتحقق لها إعفاف تام ولا إحصان كامل.