الزواج المبكر... ألم مبكر؟ أم فوائد وايجابيات؟

الزواج هو الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي مجتمع من المجتمعات، والإنسان بطبيعته وفطرته يحتاج إلى الزواج ويرنو إليه، ولكن الزواج مسؤولية ولابد أن يكون كلاً من الطرفين قد بلغا عقلياً وجسدياً ونفسياً حتى يستطيعا تحمل هذه المسؤولية.

إنّ فكرة الزواج المبكر تراود الكثير من الناس في مجتمعاتنا العربية، فالبعض يعتبر الزواج قبل سن 18 عام مبكراً، والبعض الآخر يقول إنّ سن البلوغ المتعارف عليه عالمياَ 16 عام، وبعض الدول تعتبر سن البلوغ 11- 12 عام ويسمح فيها بالزواج بشكل قانوني في سن 12 عام، أما حسب تعريف الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل فإن سن 18 عام هو نهاية مرحلة الطفولة وبداية سن البلوغ.



أهم أسباب الزواج المبكر

تشير غالبية الإحصاءات والدراسات التي قامت بها المنظمات العربية والدولية أنّ أهم الأسباب التي دفعت إلى ظهور الزواج المبكر في المجتمعات العربية تتلخص بـ:

  • تردي الوضع السياسي والاقتصادي وانعكاس ذلك على كافة أوجه الحياة.
  • عدم استكمال التعليم والتسرب من المدارس وخصوصاً في الأرياف.
  • زواج الأقارب: وهو منتشر بشكل كبير جداً في البلاد العربية، وتصل نسبته في بعض البلدان الى 47 %.
  • العادات والتقاليد السائدة لدى بعض المجتمعات والتي قد تعتبر فوق القوانين ولا تخضع للمساءلة القانونية.
إقرأ أيضاً: 10 أسباب تدفعك إلى الزواج قبل الثلاثين

الزواج المـبكر بين مـؤيد ومعـارض

يؤيد البعض فكرة الزواج المبكر ويرى فيها فوائد وايجابيات منها:

1. يشبع غريزة وحاجة الشباب الجنسية ضمن إطار شرعي وديني ويبعدهم عن الزنا والشذوذ والانحراف.

2. يصبح فرق السن متقارب بين الآباء والأبناء وبالتالي ينعكس ذلك إيجاباً على تربيتهم، أما التأخر في الزواج ينتج عنه فجوة عمرية كبيرة بين الجيلين.

3. إشباع الجانب العاطفي لدى الطرفين، فقد وجدت الدراسات أنّ الاحتياج العاطفي يعطل الابداع والتركيز والمتزوجون أكثر قدرة على الإبداع والعطاء والحنان.

4. له تأثير نفسي قوي بتحمل الشباب المسؤولية مبكراً والابتعاد عن اللهو والاندماج المباشرة وبشكل عملي في الحياة.

وعلى الجانب الآخر هناك من يرفض بشدة الزواج المبكر ويرى فيه أضرار كبيرة مثل:

  1. عدم النضج الجسدي والفكري والعاطفي والافتقاد الى الخبرة اللازمة لتحمل هذه المسؤولية.
  2. الزواج في سن مبكرة وبعد البلوغ مباشرة يعرض الطرفين الى الحرمان من طفولتهم، ويقتل براءتهم، بل ويعتبر جريمة بحق الطفولة.
  3. تعرض الزوجة للحمل في سن مبكر قد يعرضها للإجهاض المتكرر وعدم القدرة على استكمال فترة الحمل، وفي بعض الحالات قد يؤثر على الجنين ما يعرض الطفل المولود إلى الإصابة بالمرض، أو الإعاقة، أو الوفاة.

الزواج المبكر هو الحل...!

عمدت بعض الدول التي تصنّف ضمن ما يسمى "الدول الهرمة أو العجوزة" الى اللجوء للزواج المبكر كحل لتخفيف النسبة الكبيرة لعدد السكان من كبار السن وتخفيض سن الزواج لدى الجنسين، فعلى سبيل المثال قامت تركيا بمنح إعانة مالية لمواطنيها الراغبين بالزواج بشرط أن يكون الزوجان ما بين 18 و 24 عاماً بالإضافة إلى إجازات مدفوعة للأمهات بعد أول عام من الولادة وذلك ضمن حزمة من السياسات التي تهدف لمساعدة غير القادرين على الزواج لأسباب اقتصادية ورفع نسبة الأكثرية الشبابية في مجتمعها وبالتالي تحويله إلى مجتمع فتي.

ماهو السن المثالي للزواج؟

قد تحكم المرأة ظروف معينة في الزواج تختلف عن الرجل، فالمرأة محكومة بسن معينة للإنجاب وهي التي تكون فيها في أوج خصوبتها أي مابين 18 وحتى 30 عاماً حيث تبدأ نسبة الخصوبة بالتراجع. أما الرجل فأهم مايؤثر على قراره في الزواج هو وضعه المهني والاقتصادي والمادي.

وقد أجمع المختصين بعد البحث والدراسات أنّ السن المثالي للزواج نسبي وليس محدد، ويقدر حسب الظروف الاجتماعية والمادية والنفسية والصحية لكل شخص. فالسن المناسب للشاب ليقدم على الارتباط والزواج بشريكة حياته هو عندما يصبح قادراً على تحمل مسؤولية أسرة وتأمين مسكن وملبس لعائلته، ولديه دخل ثابت يؤهله للزواج.

أما بالنسبة للفتاة فالأمر مختلف حيث يمكنها الزواج عند البلوغ، إلا أن السن المناسب والذي تحدثت عنه الدراسات هو مابين الثانية والعشرين وحتى السادسة والعشرين. ويعد الزواج ماقبل هذه السن مبكراَ أما مابعده فهو مقبول تبعاً لظروف الفتاة ودراستها وعملها.

إقرأ أيضاً: 10 علامات تؤكد أنك أصبحت مؤهلاً للزواج!

 

فالنهاية يبقى هذا الموضوع مطروحاَ للنقاش، وله مؤيدوه ومعارضوه، فهل أنت عزيزي القارئ مع الزواج في سن مبكّرة أم ضدّه؟ وهل لديك تجربة شخصية يمكنك مشاركتنا بها؟




مقالات مرتبطة