الزلة التنفسيّة

الزلة التنفسية أو صعوبة التنفس حالة مهمة خطرة بعض الأحيان تنجم عن أحد الأسباب المتعددة التالية:



1- انسداد المجاري الهوائية عبر القصبات كما يحدث في كثير من الحوادث الرضية أو دخول الدم أو التقيؤ في المجاري الهوائية أو وجود جسم غريب في الحنجرة أو في المجاري الهوائية.

2- صعوبة التناول الغازي عبر جدران الحويصلات الهوائية في الرئتين، كما يحدث في حالات الربو أو في الارتكاسات التحسسية الأخرى.

3- في حال انحماص الرئة وفقدانها القدرة على التمدد كما هو الحال في الريح الصدرية ذات المنشأ الرضي أو العفوي أو الانصباب الدموي الجنبي.

4- في حال فقدان الأكياس الهوائية مرونتها وعدم استجابتها لحركات التنفس الطبيعية (الانتفاخ الرئوي).

5- يتسبب القصور القلبي أحياناً في امتلاء الرئتين بالسوائل.

وقد يخاف المريض من الزلة التنفسية التي تحدث بشكل مفاجئ فيجهد نفسه من أجل التنفس وعلى ضابط الإسعاف في مثل هذه الحال أن يتقدم من المريض بطريقة ما لتوضيح الأمر له وتهدئته. وقد يكون الاسترخاء والتهدئة عند بعض المصابين بالزلة هو كل ما يحتاجونه، على أن يقوم بذلك بسهولة. ويمكن التدخل بشكل ملائم في مثل هذه الحال باتباع الخطوات التالية:

 

1- التأكد من خلو المجاري الهوائية من الدم، القيء أو المواد الغريبة.

2- تثبيت لسان المريض الغائب عن الوعي حتى لا يؤدي إلى انسداد المجرى الهوائي.

3- تحضير الأوكسجين وإعطائه باستعمال القناع.

4- مساعدة المريض لاتخاذ وضعية ملائمة للتنفس وأفضلها نصف الجلوس.

5- الانتباه لحدوث القيء.

6- تحري الأسباب كالربوي، الأزمة القلبية، الألم الصدري أو الرضوض.

 

الارتكاسات التحسسية

ويمكن أن تعرف بفرط الحساسية لدى بعض الناس لمواد يستنشقونها أو يبتعلونها أو نتيجة الحقن أو لحالات فيزيائية معينة. في بعض الأحيان قد تحدث الارتكاسات التحسسية للسع الحشرات أو لبعض الأطعمة بشكل شديد جداً ومفاجئ وهي ما تدعى بالصدمة التأقية وأكثر الارتكاسات التحسسية شيوعاً هو الربو والمعروف بالأكزما.

 

الربو

حالة مرضية تسبب تشنج القصبات الصغيرة للرئتين وتحدث الهجمة الربوية نتيجة لارتكاس تحسسي للأطعمة، الأدوية، حبوب الطلع أو الغبار. بعض أشكال العدوى المنقولة قد تسبب استجابة تحسسية في القصبات خاصة عند الأطفال وقد تحدث عند البالغين أيضاً. يتحرك الهواء في الحالة الطبيعية من الشعييرة القصبية والحويصلات الهوائية وإليها. إلا أنه في أثناء الهجمة الربوية تتشنج القصبات والقصيبات الصغيرة وتتقلص ولا تسمح بمرور الهواء بسهولة خاصة أثناء الزفير. فبينما يمكن للهواء أن يدخل إلى الرئتين دونما صعوبة يلاقي خروجه صعوبة قد تضطر المريض إلى أن يدفع الهواء دفعاً ليخرج من رئتيه ومتابعة التنفس. مثل هذا الاجهاد مع كل نفس يتعب المريض خاصة أنه لا يجدي كثيراً فيتراكم الهواء المتبقي في الحويصلات الهوائية ويمنع المريض من تناول نفس مليء فيعاني بالتالي من نقص الأوكسجين.

وغالباً ما يعاني المريض المصاب بهجمة ربوية من الخوف الشديد بسبب تعطشه للهواء إذ أنه من المرعب أن نعاني شعوراً بالاختناق دون أن نعلم متى سيتراجع وما إذا كان سيصبح أسوأ أم لا.

 

أعراض الهجمة الربوية:

1- صعوبة التنفس خاصة عند الزفير، مما يؤدي إلى فرط انتفاخ الرئتين.

2- انحزاز الصفيرية خلال الزفير.

3- السعال، وغالباً هجمات السعال الطويلة.

4- التوتر والقلق.

 

معالجة الهجمة الربوية

تختلف معالجة الهجمة الربوية الحادة بين مريض وآخر.وفي غالب الأحيان يصرح المريض بالأشياء التي تريحه من الهجمة.

بعض الطرق الأساسية التي يمكن مساعدة المريض بها في أثناء نقله إلى قسم الإسعاف:

1- أن يكون المريض في وضع الجلوس أو نصف الجلوس أو كما يرتاح. أما وضع الكب (الوجه إلى الأسفل) فإنه يسيء إلى التنفس الطبيعي وبشكل خاص لمريض الربو.

2- مساعدته على تناول أي من الأدوية التي أعطيت له من قبل.

3- تأمين الأوكسجين في حالات الزرقة.

4- تهدئة المريض وتشجيعه.

يتناول كثير من المصابين بالربو أدوية أعطيت لهم من قبل أطبائهم، يؤخذ بعضها بشكل منتظم ويؤخذ بعضها الآخر عند الهجمة الحادة. من الأدوية التي يعتاد المصابون بالربو استعمالها المنشطات. وتعتمد على رش المادة الدوائية بشكل رذاذ ليدخل مباشرة إلى الأنابيب القصبية.

قد يتناول المصاب بالربو حبوباً وشرابات أو تحاميل شرجية ويجب أن نسمح له بتناول الأدوية الموصوفة له.

عند إعطاء الأوكسجين للمريض الربوي يجب مراقبته عن كثب خاصة إذا كان يعاني من الانتفاخ الرئوي إذ قد تسوء حالة بعض المرضى عند إعطائهم الأوكسجين وعادة يعلم المريض أنه مصاب بالانتفاخ كما يعلم أن كان سيستفيد من الأوكسجين أم لا.

يساعد تناول الماء أو غيره من السوائل على تخفيف الهجمة وذلك بتمييع المفرزات القصبية. لذلك يجب أن نشجع المريض على تناول السوائل بقدر استطاعته ودون إسراع خوفا من حدوث القيء الذي يزيد من صعوبة التنفس. يسيء الخوف والقلق إلى الحالة العامة للمريض، ويمكن التخفيف من القلق بتهدئة المريض وتأمين الوضعية المريحة له لما لذلك من الأهمية القصوى لمريض يكافح من أجل الحصول على الهواء.

يجب أن ننقل المريض الربوي إلى مركز إسعافي حيث يعطى له مزيد من العلاجات لإخراجه من ضيقه.

 

الانتفاخ الرئوي

الانتفاخ الرئوي "مرض رئوي مزمن" حال مرضية تصاب بها الرئتان بفقدان المرونة بشكل متزايد، وفرط تمدد الحويصلات الهوائية، والقصبيات الصغيرة عند امتلائها بالهواء.

يكون المصاب بالانتفاخ الرئوي عادة في المرحلة النهائية لمرض رئوي مزمن كالربو أو أي حال مرضية أخرى تسبب انسداداً مزمناً للمجاري الهوائية في الرئتين، وقد يكون مزمناً لسنوات عديدة خلت.

على المسعف أن ينقل المصاب بالانتفاخ الرئوي إلى المستشفى لمعالجته من القصور التنفسي، وكل ما ذكر عن العناية بمريض مصاب بالربو من تنظيف المجرى الهوائي واستعمال الأوكسجين، والسماح للمريض باختيار الوضع المريح له، تنطبق أيضاً على مريض مصاب بالانتفاخ الرئوي.

الانتفاخ الرئوي قد يكون مزمناً أو رضياً. والانتفاخ الرضي هو الذي يستحوذ على انتباه رجال الإسعاف.

أكثر الأسباب شيوعاً للانتفاخ الرضي هي الأذيات الضاغطة للصدر والمؤدية إلى كسور في الضلوع. قد يسبب الانضغاط العنيف هذه الكسور وتمزقاً رئوياً ناجماً عن قطع العظام المتكسرة الحادة إضافة إلى انغلاق لسان المزمار.

فخلال لحظة الانضغاط الصدري قد يحقن الهواء في جدار الصدر. فتتمدد الحويصلات الهوائية بشكل شديد وتفقد قدرتها الوظيفية ويتعطل التنفس. وبعد مضي الانضغاط تعود الأضلاع وجدار الصدر بحركة معاكسة إلى الوضع السابق وقد تعود وظيفة الصدر إلى حالتها الطبيعية.

ويمكن أن تتمزق الحويصلات الهوائية بسبب الانضغاط، وقد يستمر تسرب الهواء من الرئة المتمزقة وتظهر أعراض ريح صدرية شديدة وعندها يجب نقل المريض إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن.

 

 

الوذمة الهوائية تحت الجلد – انتفاخ اللحمة .

تحدث هذه الحال المرضية عند تمزق الأكياس الهوائية أو القصبات الرئوية بحيث يندفع لهواء من الرئة إلى الأنسجة تحت الجلد مباشرة. وقد تسبب التورم الشديد للرقبة، الوجه، جدار الصدر البطن وكيس الصفر فيبدو منظر المريض مرعباً ومزعجاً وفي بعض الأحيان قد يشكو المريض من اضطراب تنفسي قليل وتكون هذه الحال عادة دراماتيكية أكثر منها خطرة ولكن قد تكون شديدة الخطورة.

وتحدث هذه الحال عادة بسبب التمزق الرئوي الناجم عن كسر ضلعي ويسمح هذا التمزق بتسرب الهواء إلى أنسجة جدار الصدر الممزقة بالضلع المكسور. . . يجب نقل المريض بسرعة إلى المستشفى.

 

الريح الصدرية العفوية:

وهو وجود الهواء في تجويف الجنب خارج الرئة، وقد يأتي الهواء من الرئتين أو من خارج الصدر. ويمكن أن تنجم الريح الصدرية عن أسباب داخلية غير مرئية. ففي الريح الصدرية العفوية تنفتح منطقة ضعيفة من الرئة ويتسرب منها الهواء إلى تجويف الصدر ويرتفع ضغط هذا الهواء تدريجيا فتنخفض الرئة في الجانب المصاب من الصدر حتى قد تنضغط الرئة في الجانب الآخر من الصدر ومع كل تنفس يدخل مزيد من الهواء إلى التجويف الصدري فتسوء الحال أكثر. ولا يفيد التنفس الآلي ذو الضغط الإيجابي في مثل هذه الحالات كما لا يفيد استعمال الضغط الزائد للأجهزة المختلفة بل قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع سريع في الضغط داخل تجويف الصدر مما يؤدي إلى حدوث ريح صدرية ضاغطة وقد يؤدي مثل هذه الحالة إلى الموت السريع. وقد تظهر على المريض المصاب بالريح الصدرية العفوية أعراض نوبة قلبية (الألم الصدري الحاد المفاجئ وصعوبة التنفس) ويصعب على ضابط الإسعاف أن يقدر الحالة المرضية ما لم يضطلع على ملفه الطبي. وواجبه الأول هو محاولة نقل المريض بأسرع وقت ممكن إلى قسم الإسعاف حيث يفرغ الهواء من جوف الجنب بسرعة.