الرؤية الزوجية بمنظار العقل

 

يمثل الزواج حيوية تتصل بمستقبل الزوجين وبالواقع الفكري والروحي والحياتي لكل منهما لذلك فإن نجاحه مقرون بأن يعتبر كل من الزوجين أنه- أي الزواج- مرحلة تختلف عن مرحلة الخطبة، لأن مرحلة الخطبة كانت مرحلة بعيدة من المسؤولية المباشرة، بل ربما كانت مرحلة الأحلام البريئة، ولكن الزواج مرحلة الدخول إلى الواقع وممارسة الحياة التي يلتصق فيها كل واحد بالآخر، لا جسدياً فقط بل روحياً وفكرياً وثقافياً.



 

فهي حياة تستدعي احتكاكاً دائماً في الليل والنهار واندماجاً كلياً يؤثر في مزاج كل واحد منهما وفي حاجاته وعلاقتنا؛ لذلك لابد لهما من أن يدرسا ذلك كله على نحو سابق حتى لا يشكل أي منهما مشكلة للآخر، وكي لا يضطهد أو يظلم أحدهما الآخر.

ولكي تتكامل قضاياهما الشخصية والاجتماعية في ظل خطة تحفظ للحياة الزوجية سلامتها وتحفظ لكل منهما صحته وتوازنه النفسي والمعنوي بحيث يجد كل منهما بالعلاقة الزوجية فرصة التعبير الكامل والحر عن الذات وعن حاجات وتطلعات.

وعلى الرجل أن لا ينفي شخصية المرأة أمام شخصيته ويلغي مشاعرها وأحاسيسها وعلاقتها الاجتماعية بأهلها وبالناس من حولها، وهذا ما قد يحصل غالباً. إن الحياة الزوجية لا تمثل إلغاء شخصية أي من الزوجين ولكنها تمثل تعاقداً قانونياً وشرعياً بين اثنين ويؤدي بالتالي إلى تشابك العلاقات الاجتماعية من خلال الصلات التي تنشأ بين أهل الزوج وأهل الزوجة لذلك ولا بد للزوجين أن ينظر إلى الحياة الزوجية بمنظار العقل لا بمنظار العاطفة لأن العاطفة لا تمثل مقومات العلاقة الزوجية الناجحة للمرأة أو الرجل على حد سواء، بل إن المنظار العقلي هو الذي يرسي القواعد والأسس الصحيحة لمسيرة الحياة الزوجية المتكاملة مع الاحتفاظ بالحقوق لكل من الزوج والزوجة وعدم بخس حق أحدهم فكلمة الرحمة توحي بأن على كل منهما أن يعي ظروف الآخر بحيث تقدر الزوجة التزام زوجها برعاية والديه واحترامه لمشاعرهما حتى لو كان شعورهما سلبياً اتجاهها، مادامت لم تثقل تلك الرعاية زوجها بها.

وفي المقابل على الزوج أن يحترم مشاعر زوجته تجاه أمها وأبيها وإخوتها وأخواتها وأرحامها فلا يحاول عزلها عنهم ولا يتعسف في منعها من زيارتهم أو منعهم من زيارتها لإحساسه امتلاك الحق في ذلك.

 

موقع الأسرة السعيدة