الذكاء متعدد الأنواع ويختلف من طفل لآخر

 

الذكاء متعدد الأنواع ويختلف من طفل لآخر

أكدت دراسات النمو المعرفي على أن أصل الذكاء الإنساني يكمن فيما يقوم به الطفل من أنشطة حسية حركية خلال المرحلة المبكرة من عمره، بما يعني ضرورة استثارة حواس الطفل الخمسة (السمع – البصر – اللمس – الشم – التذوق)، إضافة لضرورة ممارسة الأنشطة الحركية.

وللعلم فالذكاء الإنساني ومهارات التفكير أمور يمكن تعلمها وتطويرها وللبيئة دور هام في تعديل البناء التشريحي للمخ. والسنوات الأولى من حياة الطفل لها أثر بالغ، حيث تتفاعل العوامل الوراثية مع العوامل البيئية لتحدد كفاءة عمل الدماغ.

كما أن العقل ينشطه الأمن ويحجمه التوتر؛ ولذا تتضح أهمية الدعم المعنوي للطفل بالتشجيع والحب، وهذا دور مهم يجب أن ينتبه له كل من الأم والأب لتوفير جو الرعاية والاهتمام والحب للطفل.



وللعلم فالذكاء الإنساني ومهارات التفكير أمور يمكن تعلمها وتطويرها وللبيئة دور هام في تعديل البناء التشريحي للمخ. والسنوات الأولى من حياة الطفل لها أثر بالغ، حيث تتفاعل العوامل الوراثية مع العوامل البيئية لتحدد كفاءة عمل الدماغ.

كما أن العقل ينشطه الأمن ويحجمه التوتر؛ ولذا تتضح أهمية الدعم المعنوي للطفل بالتشجيع والحب، وهذا دور مهم يجب أن ينتبه له كل من الأم والأب لتوفير جو الرعاية والاهتمام والحب للطفل.

تعدد الذكاءات

في البداية تؤكد نظريات الذكاء الحديثة على تعدد الذكاء وأهمها نظرية الذكاء المتعددة "لهاورد جاردنر"، أي أن الذكاء ليس أحاديًّا، والفرق بين الأفراد ليس في درجة أو مقدار ما يملكون من ذكاء وإنما في نوعية الذكاء. وهذه الذكاءات جميعًا يمكن تنميتها من خلال وسائط بيئية، وهذه الذكاءات هي:

الذكاء اللغوي – الذكاء الموسيقي – الذكاء المنطقي الرياضي – الذكاء المكاني – الذكاء الجسمي الحركي – الذكاء الشخصي – الذكاء الاجتماعي. وقد لا تتساوى لدى الفرد كل هذه الأنواع، إلا أنه بالإمكان تقوية نقاط الضعف من خلال التدريب.

لتنمية ذكاء الطفل

والآن نقدم لك-عزيزي القارئ -بعض النصائح التي تساعدك على تنمية ذكاء طفلك:

- توفير بيئة هادئة آمنة لينمو فيها الطفل.

- الاهتمام بالذكاء في إطار منظومة، ونعني بذلك عدم إغفال نواحي النمو الأخرى؛ لأنها لدى الطفل تتشابك وتصب في قناة واحدة وهي قناة الأداء المتميز.

- ضع نصب عينيك إمتاع ابنك ومرحه؛ لأن هذه هي بوابة التعلم الحقيقية، فالاستمتاع بما يقوم به الطفل في كل لحظات حياته يحمل في طياته تعلمًا وتنمية، كما أن التعلم من خلال اللعب هو الطريق الأمثل للتعامل مع الأطفال كي تقبلوا المعلومة أو المهارة الجديدة.

- يعتبر اللعب من أهم مجالات النمو للطفل، فاللعبة المركبة تمثل أمرًا مثيرًا للتفكير. ويرى بعض علماء النفس ضرورة تعليم الأطفال للعبة الشطرنج وممارستهم إياها منذ سن مبكرة. فهذه تعوده على التركيز والانتباه، والقدرة على الاستدلال وإيجاد البدائل الافتراضية.

- أفسح لابنك مجال اللعب التخيلي، وشاركه ذلك إن رغب أو دعه يمارس لعبة التخيل مع رفقاء خياله بمفرده، فمن يتمتع باللعب التخيلي يصبح لديه درجة عالية من الذكاء، والقدرة اللغوية، وحسن التوافق الاجتماعي.

والقدرة اللغوية إنما تأتيه من استخدام مفردات كثيرة خلال هذا النوع من اللعب، أما التوافق الاجتماعي فلأنه خلال لعبه يضع مواقف من صنعه، ويضع لها حلولاً كثيرة وبدائل، وهو ما يؤهله للتعامل الأكفأ في حيِّز الواقع.

- اللغة تساعد الطفل كثيرًا؛ ولذا حاول تنميتها عن طريق الحديث الكثير مع طفلك، والكتب المصورة، المشاهدات اليومية لمفردات كثيرة على أن تحكي لابنك ما يرى وكيف يعمل.

كذلك حفظ القرآن الكريم على قدر طاقته، حفظ أغاني الأطفال، قراءة القصص، وحكي الحكايات.

و كذلك الاستماع للأناشيد الإسلامية الملحّنة ينمي لديه الذكاء المنطقي الرياضي.

- إشباع حب الاستطلاع لديه بالإجابة عن جميع تساؤلاته، بل وتحفيزه على التساؤل وعدم إعطائه إجابات ذات نهاية مغلقة، بل إجابة تحفز لمزيد من التساؤل، كذلك عودة التفكير في كل صغيرة وكبيرة.

- دربه على الملاحظة والانتباه للتفاصيل.

- وفّر له الألوان والورق والصلصال وغيره مما تحتاجه الأنشطة الفنية، فهذه الأنشطة يرافقها مرح وشعور بالإنجاز، وهو ما يزيد من كفاءة الدماغ وقدرته على التفسير والتحليل والتنظيم.

-        استثمر مزيدا من الوقت في السماح لطفلك بأن يحاول إنجاز بعض الأعمال بنفسه. الصغار يحبون جدا أن يجربوا وضع ثيابهم، صب العصير، تنظيف المنضدة؛ حمل الأكواب..... ويعد دور الوالدين الرئيسي في هذه المرحلة من النمو هو إفساح المجال للطفل للتجربة وبناء ثقته بنفسه وقدرته.

-        استخدم الكلمات المعبرة عن المشاعر لتقوي الحميمية مع طفلك، ولتقوي قدرته على التواصل الحميم مع الغير. فالطريقة السهلة لإقامة روابط قوية مع الآخرين هي مشاركتهم مشاعرهم وانفعالاتهم. حاول أن يراك الطفل قدوة في ذلك. وكذلك حاول أن تكون معبرا مع طفلك ليعتاد ذلك بدوره.

- امنح طفلك فرصاً للبحث وحل المشكلات

- علم طفلك مهارة طرح الأسئلة.

- امنح الطفل فرصاً للاستكشاف.

- ساعد طفلك على الوصول لإجابات لأسئلته.

- نمّ لدى طفلك مهارات التفكير المختلفة وخاصة النقدي (الملاحظة، التصنيف، الاستنتاج، السبب والنتيجة، التمييز بين الحقائق والرأي الشخصي، حل المشكلات، اتخاذ القرار، المقارنة،...).

- أشرك طفلك في الأنشطة الحسابية اليومية

- امنحه فرصة التصرف في ماله الخاص.

-        أشركه في إدارة ميزانية الأسرة.

اهتمام وحنان الأم له دور

وجدير بالذكر أن اهتمام الأمهات بالأطفال يساعد على رفع درجة ذكائهم وزيادة مهارة القراءة والذاكرة لديهم.. هذا ما أكدته دراسة طبية حديثة.

ووجد العلماء في الدراسة التي نشرتها إحدى المجلات  أنه حتى الأطفال الذين يولدون لأمهات متهاونات في إعطاء الحنان قد يطوّرون القدرات الدماغية إذا تم إرضاعهم من أمهات مهتمات وحنونات، مشيرين إلى أن إحساس الطفل بأمه يزيد حجم منطقة "الهايبوكامباس" في دماغه، تلك المنطقة المسؤولة عن الذاكرة.

ولاحظ العلماء أن أداء الأطفال الذين أظهرت أمهاتهم عناية خاصة بهم بإرضاعهم وتدليلهم ولعقهم كان أفضل في فحوصات الذاكرة والذكاء والتعلم، مقارنة مع أداء الصغار الذين أبدت أمهاتهم بهم اهتمامًا أقل.