الذكاء الاصطناعي والتسويق: 4 خرافات يجب عليك التوقف عن تصديقها

لقد أضحى استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق مؤخراً حديث الساعة حول العالم، وبينما أصبح الذكاء الاصطناعي الشغل الشاغل للعاملين في عالم التسويق أظهرت دراسةٌ حديثة محدودية تبني المسوِّقين له في مجال التسويق، فما السبب؟ السبب هو أنَّ الذكاء الاصطناعي لا يزال حديث عهدٍ ضمن المشهد التسويقي، وعلى الرغم من الضجة والحماسة اللتَيْن أثارهما إلَّا أنَّ العديد من المسوقين لا يزالون ينظرون إليه في ريبة.

سنستعرض هنا المفاهيم الخاطئة التي تمنع العديد من المسوقين من استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الخطوات التي يتّخذونها في أثناء الرحلة التي يخوضونها مع الزبائن.



1- الذكاء الاصطناعي سينهي عمل المسوِّق:

على العكس، الذكاء الاصطناعي سيحسِّن عمل المسوق، لأنَّ الزبائن يتوقّعون من الشركات في هذه الأيام أن تتبع أسلوب إضفاء الطابع الشخصي في تعاملاتها معهم، ويرغبون في أن يكون كل تفاعلٍ يجرونه مع الشركة أكثر قرباً من شخصياتهم، لهذا يُعَدُّ الذكاء الاصطناعي ضروريَّاً لبلوغ ذلك. ويستطيع المسوقون من خلال الاستفادة من القوة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي تقديم خدمات أسرع إلى الزبائن وأقرب إلى شخصياتهم، والانتقال بتجربة التسوق إلى مستوىً جديدٍ كلِّيَّاً. ولكنَّ الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن ينجح وحده، حيث سيبقى وضع استراتيجية تسويقية وصياغة الرسائل المناسبة لكل زبون مهمةَ المسوِّقين، لذا بدلاً من أن يكون سبباً في نهاية العمل كما يتوقع البعض يبدو منطقيَّاً أكثر أن يعمل المسوقون جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيساعدهم على بلوغ مستوياتٍ غير مسبوقةٍ فيما يخص إضفاء الطابع الشخصي على التعامل مع الزبائن وتقديم أكثر التجارب سلاسةً وإثارةً للتفاعل. ومثلما أنَّ الذكاء الاصطناعي لن ينهي عمل الأشخاص الذين يعملون في المجال التقني فهو لن ينهي كذلك عمل المسوقين، إذ ستكون الآلات في حاجةٍ دائماً إلى الإنسان.

إنَّ الأدوات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لن تحل محلَّ المسوقين ولكنَّها يمكن أن تساعد مسؤولي التسويق على الانتقال بالتسويق نحو مستوىً آخر.


اقرأ أيضاً:
6 طرائق لكسب ثقة الزبون في عصر انعدام الثقة


2- يجب استخدام الذكاء الاصطناعي في كل شيء:

إنَّ الفكرة التي تقول إِنَّه يجب تطبيق الحلول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على جميع القنوات التسويقية تُعَّدُّ إحدى أكبر الأسباب التي تفسِّر عزوف العديد من الشركات عن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، إذ إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في كل شيء لا يُعَدُّ مُكلِفاً فحسب بل يحتاج تفعيله إلى كمية كبيرة من البيانات كذلك.

إنَّ تبني الذكاء الاصطناعي يُعَدّ أمراً صعباً، ولكنَّه لا ينبغي أن يكون كذلك، إذ إنَّ أفضل طريقةٍ للبدء به هي البحث عن مجالٍ أو مجالين يمكن أن يُحْدِثَ فيهما الذكاء الاصطناعي التأثير الأكبر في الاستراتيجية التسويقية وأن يقدم أكبر عائدٍ على الاستثمار، ومن ثمَّ إضافة هذين المجالين إلى الخطة التسويقية والتزامُها. وبعد أن تصبح قادراً على توظيف الذكاء الاصطناعي بنجاحٍ ضمن القنوات التسويقية تلك، ابحث عن قنواتٍ جديدة يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي فيها، وبهذه الطريقة تتمكن الشركات الصغيرة حتى من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.

لذا من الخطأ أنَّ يعتقد العديد من المسوقين أنَّه يجب عليهم استخدام الذكاء الاصطناعي في كل مكان، والحقيقة أنَّ هذا ليس صحيحاً.

3- وُجِدَ الذكاء الاصطناعي للشركات الكبيرة:

يُعَدّ هذا التصور من أكبر التصورات الخاطئة التي تنتشر بين الشركات الصغيرة، إذ إنَّهم يعتقدون بأنَّ الذكاء الاصطناعي غير مناسبٍ لهم، والحقيقة أنَّ الشركات العملاقة ليست وحدها من يمكنها الاستفادة من استخدام الذكاء الاصطناعي، فهو في إمكانه أن يساعد الشركات الصغير على جعل التسويق موجهاً بشكلٍ أكثر دقة وعلى خفض التكاليف على المدى البعيد كذلك.

ولكن يجب على الشركات الصغير أن يكون لديها خطة وأن تلتزم هذه الخطة قدر الإمكان، وأن تفهم أهم الأمور بالنسبة إلى الشركة، وتضع الأولوية لتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مواضع معينة.

فإذا أردت أن تحصل على أقصى استفادةٍ من الأموال التي تنفقها على التسويق فسلمِ الذكاء الاصطناعي دفة القيادة.

4- يحتاج مسؤول التسويق من أجل استخدام الذكاء الاصطناعي إلى أن يمتلك خلفيةً تكنولوجية:

يستطيع أيُّ شخصٍ أن يستخدم الهواتف الذكية ويقود السيارات، فهل هم في حاجةٍ إلى امتلاك معلومات تقنية للقيام بذلك؟ بالطبع لا، وكذلك يستطيع أي مسوِّقٍ استخدام الذكاء الاصطناعي حتى وإن كان لا يملك أيَّة مهاراتٍ تقنية، الشيء الوحيد الذي يحتاج إليه مسؤول التسويق للاستفادة من الذكاء الاصطناعي هو منصة تسويقية تدعم الذكاء الاصطناعي.

أنا لا أقول هنا إِنَّ المهارات التقنية ليست مهمةً أبداً، فامتلاك حد أدنى من الكفاءة التقنية ضروريٌّ للحصول على أقصى استفادة من آليات الذكاء الاصطناعي. ولكن في معظم الحالات لا يُعَدُّ تعلم استخدام التكنولوجيا بتلك الصعوبة، والمسوقون الذين يُعْرِضون عن استخدام الذكاء الاصطناعي لأنَّهم لا يملكون خلفيةً تكنولوجية يُفوِّتون فرصاً يستغلها المسوقون الأذكياء بالفعل ويجنون الأرباح من خلالها.


اقرأ أيضاً:
هرم العلامة التجارية: بناء الوفاء لدى الزبون

 

ومثلما أنَّ التسويق ضروريٌّ لنجاح الشركات، كذلك فإن الاستفادة من الأدوات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي أمرٌ لا مفر منه لنجاح التسويق.

 

المصدر




مقالات مرتبطة