الدول الغربية تفشل في تحقيق وعود رؤسائها حول التغير المناخي

أفاد تقرير صادر عن المؤسسة الدولية للمناخ والبيئة، أن المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة في بانكوك حول مشكلة التغير المناخي، والتي انتهت أمس الجمعة التاسع من تشرين أول (أكتوبر)



فشلت في إنجاز أي تقدم ملحوظ في تحقيق أهدافها من أجل خفض انبعاث الغازات المؤدية إلى الاحتباس الحراري، أو نقل التكنولوجيا والتمويل من الدول الغنية إلى الدول الأفقر لمساعدتها على التكيف والتخفيف من آثار هذه الظاهرة، مما أدى إلى تساؤلات خطيرة حول الالتزامات السياسية للدول الصناعية.

وقد أدلى "سالميول حق"، وهو زميل بارز في جماعة تغير المناخ في المعهد الدولي للبيئة والتنمية، والمسؤول ورئيس الفريق الحكومي المعني بتغير المناخ، بتصريح قال فيه: " إن الرئيس أوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وزعماء آخرين لدول صناعية قد أعلنوا إجماعهم الشهر الماضي على مدى التزامهم بمعالجة تغير المناخ والوصول إلى اتفاق فعال عن كيفية القيام بذلك خلال  مفاوضات الأمم المتحدة في كوبنهاجن في ديسمبر القادم".

وتابع "حق" قائلاً: "هذا الأمر جعل العالم يعلق آمالاً كبيرة على المفاوضات التي جرت على مدى الأسبوعين الماضيين في بانكوك، و لكن يبدو أن المفاوضين من الدول الصناعية لم ينفذوا خطابات زعمائهم، أو لم يتلقو أي تعليمات جديدة، حيث لم يتم إحراز سوى الحد الأدنى من أي تقدم فعلي في أي من الجوانب التي تضمنتها المحادثات "

وتفصيلاً لذلك عدد "سالميول حق" بعض مظاهر هذا الفشل فقال: "الصين ومجموعة الدول النامية المعروفة بمجموعة (G77)، اتهمت كلاً من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي بأنها تحاول قتل برتوكول (كيوتو)،  وهو الاتفاق القانوني الوحيد الذي يلزم أي دولة بالحد من الانبعاثات الغازية المؤدية للاحتباس الحراري، كما اتهمتهم أيضاً باتباع خطة (فرق تسد) بين الدول النامية لإبعاد اهتمامهم عن الوعود الفارغة التي قطعتها دول العالم المتقدم"

وأضاف: "وفي المفاوضات التي ركزت على طرق معالجة تغير المناخ عن طريق الحد من إزالة الغابات، قام الاتحاد الأوروبي بإزالة  البند الذي ينص على حماية الغابات الطبيعية من تحويلها إلى مزارع، وهذا الإجراء سيفتح الطريق أمام تهديد التنوع البيولوجي، وسيؤثر بشكل سلبي على مساحة الغابات".

وختم قائلاً: "الأمل الوحيد الموجود الآن هو أن جميع الدول متفقة على ضرورة معالجة أزمة الاحتباس الحراري والتكيف معها، وعلى الإجراءات اللازمة لمعالجتها تدريجياً، لو توفر التمويل اللازم، ولكن الكبير السؤال الذي يطرح نفسه هنا دون إجابة حتى الآن هو: كم من المال ستوفر الدول المتقدمة من أجل ذلك وكيف سيتم توجيه هذه الأموال لتحقيق الهدف المطلوب منها، ولتصبح معالجة الانبعاث الحراري أمراً واقعاً".

هذا وقد نقلت وكالة رويتر أمس خبراً من بانكوك مفاده أن أعضاء مجموعة (G77) قد بلغ عدم رضاهم عن المفاوضات حداً جعلهم يغادرون جميعاً أحد الاجتماعات التي كانت منعقدة يوم الأربعاء الماضي خلال مفاوضات بانكوك أنفة الذكر.

جدير بالذكر أنه وفقاً  لميثاق الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، تلتزم الدول الغنية مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بتوفير التمويل اللزم للدول النامية من أجل تخفيف آثار تغير المناخ.

 المصدر:موقع الوكالة العربية للأخبار العلمية