الدلافين: حقائق ومعلومات مثيرة للاهتمام

الدلافين تلك المخلوقات الظريفة صاحبة الابتسامة الدائمة، هذه الكائنات الاجتماعية المُحِبَّة للهو واللعب مع بعضها ومع البشر، تُعَدُّ من أكثر الحيوانات التي يتهافت الناس إلى رؤيتها والسباحة واللعب معها للطفها وظرافتها؛ لذا في مقالنا هذا سنتعرَّف إلى هذه الكائنات ونكتشف بعض الحقائق والمعلومات المثيرة للاهتمام عنها، فتابعوا معنا.



ما هي الدلافين؟

الدلافين هي حيتان صغيرة الأسنان يمكن التعرُّف إليها بسهولة من خلال أفواهها المنحنية؛ والتي تمنحها مظهر الابتسامة الدائمة، ويوجد منها حوالي 42 نوعاً منتشراً في المحيطات كافة.

تعيش معظم الدلافين بحريَّة في المحيطات والمياه معتدلة الملوحة على طول السواحل، ومع ذلك يوجد عدد قليل من الأنواع التي تعيش في المياه العذبة والأنهار؛ مثل دولفين نهر جنوب آسيا، ودولفين نهر الأمازون، وبوتو.

يُعَدُّ دولفين الأوركا أكبر أنواع الدلافين؛ إذ قد يصل طوله إلى أكثر من 30 قدماً، بينما يُعَدُّ دولفين ماوي أصغر الأنواع بطول يبلغ 5 أقدام فقط.

تتغذى الدلافين بشكل رئيس على الأسماك والحبار؛ إذ تتعقبها باستخدام سونار خلقي داخلها يعمل على كشف معلومات كموقع الفريسة وحجمها وشكلها بواسطة الموجات الصوتية التي تطلقها والتي تشبه الطقطقة؛ وتسمى هذه الآلية بآلية الصدى لتحديد الموقع.

يُقال إنَّ الدولفين قاروري الأنف؛ إذ يستطيع إحداث ما يصل إلى ألف موجة طقطقة في الثانية.

هل الدلافين نوع من الأسماك؟

قد تسبح الدلافين برشاقة مثل أيَّة سمكة أخرى، ولكنَّها ليست أسماك وإنَّما ثديات.

تُصنَّف الدلافين في صفوف الثديات البحرية مثلها مثل الحيتان والفقمة وخراف البحر؛ وذلك لأنَّها تمتلك الخصائص الفيزيولوجية الآتية:

  1. ذات دم حار.
  2. تتنفس من خلال رئتين وليس خياشيم.
  3. تتكاثر بالولادة لا بالبيض.
  4. تنتج الحليب وترضع صغارها.
  5. تمتلك شعراً على أجسامها.

الدلافين من ذوات الدم الحار:

نعني بـ "ذوات الدم الحار" أنَّ أجسامها قادرة على تنظيم درجة حرارتها؛ لذلك تبقى دافئة حتى عندما تكون درجة حرارة الماء من حولها منخفضة؛ إذ قد تصبح درجات حرارة بيئاتها المائية كمياه شمال المحيط الهندي تقارب الصفر؛ لذلك تُعَدُّ ميزة أنَّها من ذوات الدم الحار ميزةً كبيرةً للبقاء على قيد الحياة في تلك البيئات، وأيضاً تحميها وتجعلها أقل عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض الأخرى التي تؤثر في ذوات الدم البارد.

الدلافين تتنفس من الرئتين لا من الخياشيم:

من السمات الرئيسة أيضاً للثديات البحرية أنَّها تمتلك جهاز تنفس مكوَّن من رئتين وليس من خياشيم؛ لذا تحتاج الدلافين - كالحيتان - إلى الخروج إلى سطح الماء لأخذ نفسٍ ومن ثم معاودة الغوص، وتحتوي ظهورها على ثقوب تنفُّس يغلقونها في أثناء الغوص ومن ثم يفتحونها عند خروجهم إلى السطح.

تكيَّفت هذه الثديات البحريَّة مع بيئاتها المائية؛ إذ تتمتَّع بقدرة على تخزين الأوكسجين في رئتيها ودمها وعضلاتها؛ مما يخلق استخداماً أكثر كفاءة للأوكسجين ضمن أجسامهم ويسمح لهم بالغوص لفترات طويلة نسبياً.

الدلافين تتكاثر بالولادة:

تلدُ الدلافين دغافلَ صغيرة ولا تضع بيضاً ليفقس، ويمكن أن تحمل وسطياً مرَّة كل سنتين أو أربع سنوات عند نضجها، لكن قد يمتد التباعد بين الولادات إلى خمس أو سبع سنوات.

تميل الدغافل إلى البقاء بالقرب من أمهاتها لبضع سنواتٍ قبل أن تستقل وحدها، لكن قد يبقى بعضها مع الأمهات مدى الحياة.

الدلافين تُرضع:

تنتج الدلافين الحليب اللازم لتغذية الصغار جنباً إلى جنب مع حملها بهم، رغم أنَّه قد يبدو من الصعب على الدغافل الصغار أن ترضع تحت الماء، إلَّا أنَّ الدلافين تكيَّفت وطورت بعض الصفات الفيزيولوجية الخاصة لتتغلَّب على هذه العقبة.

الدلافين لديها شعر:

تُغطي مقدمة الدلافين "منقارها" الشعر عند ولادتها، وسرعان ما يتساقط بعد مضي فترة من الزمن عقب ولادتها، ويُعتَقد أنَّ هذا الشعر هو بقايا تطورية من أسلافها حين كانوا برمائيين.

هل الدلافين مخلوقات ذكية؟

تُعَدُّ الدلافين من أكثر الحيوانات ذكاءً في العالم، ولديها العديد من القدرات المعرفية التي تميِّزها عن غيرها من الحيوانات.

يرى الباحثون أنَّ الذكاء هو مزيج من الإدراك والتواصل وحل المشكلات، ويمكن رؤية ذكاء الدلافين في الطريقة التي يتواصلون بها وطريقة استخدامهم للأدوات "كما في العروض التي يُدرَّبون عليها".

يُعَدُّ التواصل جزءاً كبيراً من قدرة الدلافين الاجتماعية وقدرتها على الصيد، وتتواصل عن طريق إصدارها سلسلةً من الطقطقات أو النقرات؛ وهي عبارة عن موجات صوتية تستخدمها بالمشاركة مع سونار موجود داخل جسمها للتواصل وتحديد مكان بعضها بعضاً وأماكن فرائسها وغيرها، وحتى في ظروف الإضاءة المنخفضة.

يمكنهم فعل أكثر من ذلك باستخدام هذا السونار؛ إذ تستطيع ميِّزة تحديد المواقع بالصدى الكشف عن المعادن المزروعة جراحياً داخل البشر الذين يسبحون بالقرب منهم، كيف ذلك؟

يتكوَّن جسم الإنسان من 75% ماء، وبمجرد دخوله إلى الماء يوفر بنية أساسية لعمل هذه القدرة، وعندها تستطيع الدلافين تمييز الكثافة؛ وذلك لأنَّ المعدن أكبر كثافة من لحم الإنسان الذي يتكون من 75% من الماء.

على الرغم من عدم امتلاكها لأيدٍ، إلَّا أنَّ الدلافين بارعة في استخدام الأدوات، ومن الأمثلة عن ذلك إحدى الحيل الأكثر تخصصاً لها؛ وهي حمل إسفنجة بحر في نهاية منقارها لحمايتها من الصخور الحادة في أثناء حفرها في قاع البحر بحثاً عن طعام.

ذكاء الدلافين

كيف تتواصل الدلافين؟

لدى الدلافين طريقة تواصل معقَّدة بين بعضها بعضاً، ومن منظور خارجي يبدو أنَّها تتواصل مثلنا، وما زال العلماء يبحثون في كيفية تواصلها والمعلومات التي تتناقلها.

حدد العلماء ثلاث طرائق رئيسة تستخدمها الدلافين للتواصل وهي:

  1. الصفير.
  2. السونار "تحديد المواقع بالصدى".
  3. الاتصال الاجتماعي.

كما تتواصل الدلافين أيضاً عن طريق صفع سطح الماء بزعانفها أو ذيولها.

تستطيع الدلافين إصدار أصوات صرير وطنين وصفير ونقر وغيرها من الأصوات المجنونة الأخرى، ويصل مدى هذه الأصوات إلى أميال عدة وتسمعها معظم الكائنات الموجودة في مداها.

كلَّما تقدمت الدلافين في العمر، قلت قدرتها على إصدار هذه الأصوات، ويمكن للدلافين التي كوَّنت علاقات فيما بينها أن تتعلَّم صفرات محددة تستخدمها للتواصل وتتناقلها بين بعضها كجزء من تحديد الهوية، ويستخدم الدولفين آلية تحديد الموقع بالصدى في عمليتي التواصل والملاحة؛ إذ يشبه إلى حد كبير سونار الغواصة.

يصدر الدولفين صوتاً ثم يستمع لصداه؛ إذ ترتد الموجات الصوتية عند اصطدامها بالأجسام المحيطة بها ويلتقطها الدولفين، ويستطيع الحصول على معلومات من الأصوات أكثر بكثير من البشر، وتتضمن هذه المعلومات حجم وشكل الأشياء، والمعوقات القريبة منه وحتى نوعيَّة المواد المصنوعة منها.

إقرأ أيضاً: 12 خرافة حول الحيوانات لا نزال نؤمن بها

أنواع الدلافين:

يوجد أكثر من 40 نوعاً من الدلافين ولكلٍّ منها ميزاتها الفريدة ومظهرها وسلوكاتها؛ فمن حيث اللون، تكون معظم الدلافين ذات لون رمادي، وبعضها فقط يتمايز بأنماط مختلفة من الألوان كالأسود والأبيض والوردي.

من حيث السلوك، تكون جميع أنواع الدلافين ذات سلوكات اجتماعية، ولا تتسم بالعنصرية بين أصنافها؛ بل على العكس يمكن أن تجتمع عدة أنواع من الدلافين مع بعضها لتشكيل جماعات تضم أحياناً أكثر من ألف دولفين، وتُسمى القرون الفائقة.

تتنوع الدلافين بالأحجام والأشكال ولكل نوع سماته الفريدة، وفيما يأتي سنتعرَّف إلى أكثر الدلافين إثارةً للاهتمام ولفتاً للنظر:

1. دولفين نهر الأمازون:

دولفين نهر الأمازون

قد لا تتوقع وجود دلافين تعيش في مياه ومناطق كهذه، ولكنَّ هذا النوع من الدلافين يزدهر في نهر الأمازون، ويُسمى بأسماء مثل: بوتو أو بوفيو دولفين، ويُولد بلون رمادي ويتحوَّل عند نضجه إلى اللون الوردي.

2. دولفين نهر الغانج:

هو أحد أنواع دلافين المياه العذبة، وواضح من اسمه أنَّه يوجد في نهر الغانج في الهند ويعيش فيه، ويتميَّز بعادة سباحة مختلفة عن غيره من الدلافين؛ إذ يسبح بشكل جانبي لالتقاط الطعام.

3. دولفين كوميرسون:

عُثِر على هذا النوع من الدلافين الملفتة للنظر والذي يتَّسم بسلوكات اجتماعية عالية قبالة سواحل الأرجنتين وفي أجزاء متفرقة من المحيط الهندي، ويشتهر بنمط لوني من اللون الأسود والأبيض كدب الباندا.

4. دولفين ريسو:

تحب دلافين ريسو المياه العميقة؛ إذ تبحث عن غذائها من الحبار وأسماك المياه العميقة الأخرى، وغالباً ما تتسبَّب فرائسها في أثناء دفاعها عن نفسها بجروح لها، وبالأخص الحبار؛ إذ يخلِّف نمطاً مرقشاً على جلد الدولفين بفعل مجساته.

5. الحوت القاتل:

الحوت القاتل

هل كنت تعلم أنَّ الحوت القاتل عضو من عائلة الدلافين؟ هذا الحيوان الذي يُعرَف أيضاً باسم أوركاس – Orcas؛ وهو أكبر الدلافين في العالم، وقد يصل حجمه إلى أكثر من 30 قدماً، ووزنه إلى حوالي 30 طناً.

يتميز الحوت القاتل بلون يشبه لون دولفين كوميرسون؛ أي خليط من اللون الأبيض والأسود، وينتشر في جميع المحيطات، ويستخدم طرائق تواصل تُعَدُّ الأكثر تعقيداً بين عائلة الدلافين.

اكتسب هذا الدولفين المَرِح اسمه بسبب دورات القفز العالي التي يقفزها في المياه، وتُعَدُّ هذه الحيل البهلوانية الجوية المفضَّلة لدى محبي ومراقبي الدلافين، وعادةً ما تفضِّل هذه الدلافين المياه الدافئة والضحلة.

6. الحوت الطيار قصير الزعانف:

بعد رؤيتك لأحد الدلافين من هذا النوع، فلن تنساه أبداً؛ إذ يمتلك الحوت الطيار قصير الزعانف رأساً مربعاً غير مألوف مع غياب المنقار الطويل الذي يميِّز معظم أنواع الدلافين الأخرى، وهي كائنات اجتماعية للغاية وتسافر ضمن سروب تصل إلى 50 دلفيناً.

وغيرها من أنواع الدلافين الأخرى؛ كدلافين الساعة الرملية والدلافين المخططة.

في الختام:

لقد تحدثنا في هذا المقال عن الدلافين، تلك المخلوقات الجميلة والمثيرة للاهتمام، وتعرَّفنا إلى الاختلافات الفيزيولوجية بينها وبين الأسماك، وتكلَّمنا عن مدى ذكائها وعن طرائق تواصلها، بالإضافة إلى ذكرنا لبعضٍ من أنواعها.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة