الخلق الضائع!!

إن هذا الخلق قد ضاع بين المسلمين اليوم وأصبح غريباً في أرض الإسلام، نادراً ما تجد مسلماً ينفذه ويلتزم به، وأصبح الملتزمون بهذا الخلق قلة وأغلبهم مع الأسف ليسوا من المتدينيين، ولكنه خلق أجاده الغرب ونجح فيه بينما قد فشلنا نحن...



ما هذا..؟ أراك لم تعطى الإحسان قدره الذى يستحقه..

أتعرف متى تشعر بقيمة هذا الخلق؟! ستشعر بقيمته مع آخر صفحة من الكتاب… وكأنى أسمعك تقول لى: ستجد فينا خيراً إن شاء الله. ما معنى الإحسان؟

إن الإحسان بكل بساطة هو الإتقان… أراك قد تعجبت وقلت: وهل الإتقان خلق؟

نعم إن من صميم أخلاق الإسلام.. إتقان الأعمال، إتقان المعاملة، إتقان الكلام، كل هذا من أخلاق الإسلام. يقول النبى "صلى الله عليه وسلم" "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".

ألا تحب أن يحبك الله؟ فأتقن عملك.. أحسن يحبك الله. أقرأ هذا الآيات بقلبك وتعايش معها.. يقول الله عز وجل: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى).

تخيل أوائل الأوامر: عدل وإحسان وإيتاء ذى القربى.. وإن كنت قوى الملاحظة فهل لاحظت كلمة (يأمر)؟ ويقول الله تبارك وتعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) الـ عمران: 134.

ويقول أيضا: (إن رحمة الله قريب من المحسنين ) الأعراف:56 .

فكر فى هذه الآية مرة أخرى… تخيل.. رحمة الله قريب ممن؟ المحسنين؟

ويقول تعالى: (واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) هود 115.

ويقول تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) الرحمن 60.

ويقول تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) النحل 128. سبحان الله: المحسنون يشعرون بمعية الله… يا له من شعور عظيم يستحقه المحسنون.

ويقول تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) يونس 26. وما الزيادة؟ إن الزيادة هى رؤية الله عز وجل. إن الآيات السابقة أثرت فى القلوب تأثيراً كبيرا… لأنها قلوب طاهرة، مؤمنة، تقية، موصولة بربها. وإن لم تكن الآيات قد أثرت فيك فعليك بجلائها..!!

 

حقاً قد أوتى جوامع الكلم

يقول النبى (صلى الله عليه وسلم) "إن الله كتب الإحسان على كل شئ". ركز فى الكلمات.. إنك مأمور بالإحسان فى كل شئ ألم يقل النبى "صلى الله عليه وسلم" "إن الله كتب…" وضع تحت كلمة كل شئ (60خطأ)… أنت مأمور بالإحسان فى كل صغيرة وكل كبيرة.. أى شئ تتخيله أنت مطالب بالإحسان فيه. سبحان الله!! حقا لقد أوتى رسول الله جوامع الكلم فوالله أن هذه الكلمات القليلة تغنى عن المقالات الكثيرة.

 

مقال كتبه الأستاذ عمرو خالد بجريدة الأهرام (النسخة العربية) بتاريخ 23/12/2003