الحيوانات الأليفة تعمّر أكثر فأكثر كما الإنسان

 

شأنها في ذلك شأن الإنسان، راحت الحيوانات الأليفة تعمّر اليوم أكثر فأكثر، فتضاعف تقريبا معدل حياتها خلال العقود الثلاثة الأخيرة ليصبح 11 عاما للقطط و12 عاما للكلاب، أما السبب فنظام غذائي أفضل بالإضافة إلى التقدم الذي لحق بالطب البيطري.


 

وبحسب دراسة أعدتها في العام 2005 غرفة مصنعي الأطعمة الخاصة بالحيوانات الأليفة "فاكو" فرع ألمانيا، فإن معدل حياة الكلاب زاد 2.4 سنة في مقابل حوالي 5 سنوات للقطط خلال ثلاثين عاما.
ويقول إيف بوديه مندوب "فاكو" العام في فرنسا "في العام 1982 كان معدل حياة القطط 6.2 سنوات ليصل في العام 2005 إلى 11.1 سنة، مسجلا في العام 1996 متوسطا بلغ 9.2 سنوات. أما في ما يتعلق بالكلاب، فكانت تعيش معدل 9.5 سنوات في العام 1982 لتسجل 11.6 سنوات في العام 1996 و11.9 في العام 2005".
بالنسبة إليه فإن الدراسة الألمانية تنطبق على بلدان أوروبية أخرى من بينها فرنسا حيث تتشابه حيواناتها الأليفة وحيوانات ألمانيا وحيث أصحابها ينهجون نمط الحياة نفسه.
ويشير بوديه إلى أنه "من المستحيل تحديد أسباب علمية تفسر ارتفاع مدى عمر هذه الحيوانات"، لكنه يلفت إلى "عوامل كثيرة" تلعب دورها هنا مثل "حصولها على العناية اللازمة بالإضافة إلى التطور العلمي المسجل على صعيد الطب البيطري ونظام غذائي أفضل يرتبط تحديدا بتطور الأغذية المصنعة لها".
والأمر نفسه ينطبق على الحيوانات المفترسة في حدائق الحيوانات. فهي إلى جانب حصولها على غذاء متوازن وذي جودة، تستفيد من عناية بيطرية كما من غياب الحيوانات المفترسة الأخرى.
ويخبر بول دو لا بانوز مؤسس منتزه "تواري" للحيوانات في إقليم إيفلين الفرنسي في العام 1968، أنه "لجأ إلى الموت الرحيم مع أسوده الأولى التي تخطت العشرين عاما بعدما أصبحت هزيلة ضعيفة وشلت نتيجة إصابتها باعتلالات مفصلية". يضيف أنها "لم تكن لتعيش أكثر من 12 عاما لو أنها كانت تحيا في البرية".
ويوضح أنه "عندما تغادر الأشبال المجموعة بحثا عن نطاق للصيد، تقضي عليها الأسود المسيطرة من الذكور. أما تلك التي تنجو وتبلغ فإنها بدورها تقضي على الحيوانات الهرمة".
ودو لا بانوز الذي أنشأ أربع حدائق حيوانات في فرنسا يروي أيضا مثل الفيل. ففي الطبيعة ينفق الفيل عند بلوغه الستين من الجوع، عندما يفقد ضرسه الطاحن الأخير ويعجز بالتالي عن مضغ أوراق النبات. أما في حديقة الحيوانات فإن الفيل يحصل على غذاء أغنى من ذلك الذي يتوافر له في الغابات، وعندما يفقد أسنانه فهو يستطيع أن يبتلع الأطعمة المهروسة ويستطيع بالتالي أن يحيا حوالي عشر سنوات إضافية.
ويتذكر دو لا بانوز أنثى ثعبان الأصلة الماليزية التي نفقت في سن متقدمة وكان طولها يتخطى 11 مترا وهو رقم قياسي بحسب ما يقول. ويشرح هذا الخبير الذي درس خلال 18 عاما الحيوانات في بيئتها الطبيعية في إفريقيا أن "الأصلة ثعبان ينمو كلما تقدم في السن شرط أن يعيش في ظروف مؤاتية".
من جهته يلفت الطبيب البيطري غيوم رويز إلى أنه "يصادف أكثر فأكثر قططا يتخطى عمرها ال17 عاما وهي ما زالت بصحة جيدة".
بالنسبة إليه فإن تقنيات تحليل الدم والتصوير الشعاعي تطورت كثيرا وهي بالتالي تسمح بالقيام بتشخيص أكثر دقة ومبكر، إلى جانب توافر العلاجات المناسبة. ويقول "اليوم نكتشف الأمراض لدى الحيوانات مبكرا كما هي الحال مع الطب البشري".
ويشير رويز إلى أن "الناس تخصص أموالا أكثر لمعالجة حيواناتهم". فالصورة المقطعية تكلف 250 يورو في حين تبلغ كلفة صورة بالرنين المغناطيسي 400 يورو.

المصدر:موقع العربية