الحوسبة السحابية: مفهومها وأنواعها وفوائدها واستخداماتها

نسمع كثيراً عن مصطلح الحوسبة السحابية في ظل العصر الرقمي؛ إذ أصبح كل شيء مرتبطاً ومستضافاً عبر الإنترنت؛ لذا سنستعرض في هذا المقال مفهوم الحوسبة السحابية وأنواعها وكيفية الاستفادة منها.



مفهوم الحوسبة السحابية:

الحوسبة السحابية هي مصطلح عام يُطلَق على أي شيء يتضمن تقديم خدمات مستضافة عبر الإنترنت، مثل تخزين ونسخ وإرسال وما إلى ذلك، واستُلهم رمزه من رمز السحابة الذي يُستخدم غالباً لتمثيل الإنترنت في مخططات انسيابية.

شاهد بالفيديو: مفهوم الفوضى الرقمية وطرق التخلص منها لرفع الإنتاجية

كيف تعمل الحوسبة السحابية؟

تعمل الحوسبة السحابية من خلال تمكين أجهزة العميل من الوصول إلى البيانات والتطبيقات السحابية عبر الإنترنت من الخوادم المادية البعيدة وقواعد البيانات والحواسيب.

يربط اتصال شبكة الإنترنت واجهة المستخدم الأمامية التي تتضمن الوصول إلى جهاز العميل، والمتصفح، وتطبيقات برامج الشبكة، والسحابة مع الخلفية التي تتكون من قواعد البيانات والخوادم وأجهزة الكمبيوتر؛ إذ تعمل الواجهة الخلفية مثل مستودع لتخزين البيانات التي يُتوصل إليها من خلال الواجهة الأمامية.

تُدار الاتصالات بينهما بواسطة خادم مركزي، يعتمد على البروتوكولات لتسهيل تبادل البيانات، يستخدم البرامج الوسيطة لإدارة الاتصال بين أجهزة العميل المختلفة والخوادم السحابية.

Cloud Computing

أنواع الحوسبة السحابية:

تقسَّم الحوسبة السحابية إلى ثلاث فئات بحسب نوعية الخدمة التي تقدمها:

1. IaaS:

يوفِّر موفرو IaaS مثيل خادم افتراضي وتخزيني، إضافة إلى واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، ويسمح للمستخدمين بترحيل أحمال العمل إلى جهاز افتراضي (VM)، ويتمتع المستخدمون بسعة تخزين مخصصة ويمكن بدء تشغيل الجهاز الظاهري والتخزين وإيقافه والوصول إليه وتكوينه حسب الرغبة، وأبرز الأمثلة عليها: (Amazon Web Services AWS).

2. SaaS:

يقدِّم نموذج SaaS تطبيقات برمجية عبر الإنترنت تُسمى خدمات الويب؛ إذ يستطيع المستخدمون الوصول إلى تطبيقات SaaS وخدماتها من أي مكان باستخدام جهاز كمبيوتر أو جهاز محمول متصل بالإنترنت، ويحصل المستخدمون على حق الوصول إلى برامج التطبيق وقواعد البيانات، وأبرز الأمثلة عليها هو Microsoft 365 للإنتاجية وخدمات البريد الإلكتروني.

3. PaaS:

في نموذج PaaS يستضيف مقدمو الخدمات السحابية أدوات التطوير على البنى التحتية الخاصة بهم، ويصل المستخدمون إلى هذه الأدوات عبر الإنترنت باستخدام واجهات برمجة التطبيقات أو بوابات الويب أو برنامج البوابة، وتُستخدم لتطوير البرامج العامة من أبرز خدماتها Lightning Platform وAWS Elastic Beanstalk وGoogle App Engine.

4. السحابة المختلطة:

تجمع السحابة المختلطة بين الخدمات السحابية العامة والخاصة والمحلية، مع التنسيق والأتمتة بين الاثنين؛ إذ تستطيع الشركات تشغيل أعباء العمل ذات المهام الحرجة أو التطبيقات الحسَّاسة على السحابة الخاصة، واستخدام السحابة العامة للتعامل مع دفعات أعباء العمل أو الزيادات في الطلب، وتهدف إلى إنشاء بيئة موحدة ومؤتمتة وقابلة للتطوير، وتستفيد من إمكانات البنية التحتية السحابية العامة مع الحفاظ على التحكم في البيانات الهامة للمهام.

فوائد الحوسبة السحابية:

جلبت الحوسبة السحابية فوائد مجدية للشركات على اختلاف أحجامها، ومن أبرز تلك الفوائد:

1. توفير الخدمة الذاتية:

يستطيع المستخدمون النهائيون تدوير موارد الحوسبة تقريباً لأي نوع من عبء العمل عند الطلب؛ إذ يستطيع المستخدم النهائي توفير إمكانات الحوسبة، بما في ذلك وقت الخادم وتخزين الشبكة، وهذا يلغي الحاجة التقليدية إلى مسؤولي تكنولوجيا المعلومات لتوفير موارد الحوسبة وإدارتها.

2. المرونة:

تستطيع الشركات التوسع بحرية عند زيادة احتياجات الحوسبة وتقليصها ثانية عند انخفاض الطلب، وهذا يلغي الحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية المحلية، والتي قد تكون نشطة وقد لا تبقى هكذا.

3. الدفع مقابل الاستخدام:

تُقاس موارد الحساب قياساً دقيقاً، وهذا يسمح للمستخدمين الدفع فقط مقابل الموارد وأعباء العمل التي يستخدمونها.

4. مرونة أعباء العمل:

يستخدم مقدمو خدمات الحوسبة السحابية موارد زائدة عن الحاجة إلى ضمان مرونة التخزين؛ للحفاظ على أعباء العمل المهمة للمستخدمين قيد التشغيل عبر مناطق عالمية عديدة.

5. مرونة الهجرة:

تستطيع المؤسسات نقل عمل معين من أو إلى السحابة أو إلى مختلف المنصات السحابية حسب الرغبة أو تلقائياً لتحقيق وفورات أفضل في التكلفة أو لاستخدام خدمات جديدة عند ظهورها.

6. وصول واسع للشبكة:

يستطيع المستخدم الوصول إلى البيانات السحابية أو تحميل البيانات إلى السحابة من أي جهاز متصل بالإنترنت حول العالم.

7. متعدد الإيجارات وتجميع الموارد:

يتيح تعدُّد الإيجارات لعملاء عديدين مشاركة البنى التحتية المادية نفسها أو التطبيقات نفسها مع الاحتفاظ بالخصوصية والأمان على بياناتهم الخاصة، ومن خلال تجميع الموارد يستطيع مقدمو الخدمات السحابية خدمة عملاء عديدين من الموارد المادية نفسها.

استخدامات الحوسبة السحابية:

1. ملف التخزين:

توجد خيارات عديدة لتخزين بياناتك والوصول إليها، بما يتضمن محرك الأقراص الثابتة ومحرك الأقراص الصلبة الخارجي ومشاركة ملفات الشبكة ومحركات أقراص USB وغير ذلك، لكن يبقى التخزين السحابي هو الأفضل لكونه يسمح بالوصول إلى الملفات، وتحريرها بسهولة من أي جهاز وفي أي مكان بمجرد الاتصال بالإنترنت.

الفرق بين الحوسبة السحابية والتخزين السحابي:

يُعدُّ التخزين السحابي من استخدامات الحوسبة السحابية، وتوجد بينهما بعض الفروق، وأبرزها:

  • توفِّر خدمات التخزين السحابي مساحة تخزين مجانية محدودة، لكن تستطيع توسيعها بعد دفع اشتراك شهري أو سنوي.
  • تتضمن خدمة الحوسبة السحابية تخزين البيانات ومعالجتها في خوادم سحابية، تسمح للمستخدمين، سواء أفراد أم شركات بالوصول إلى موارد حوسبة كبيرة بأقل التكاليف ودون امتلاك أي خبرة في إدارة الخوادم وصيانتها.

2. تحليلات البيانات الضخمة:

يحتاج جمع البيانات الضخمة وتحليلها إلى استخدام موارد الحوسبة الهائلة باهظة الثمن، أما إذا اشتريت الموارد اللازمة للحوسبة السحابية فستنخفض الميزانيات المخصصة.

3. النسخ الاحتياطي للبيانات والأرشفة:

يُعدُّ النسخ الاحتياطي والأرشفة المستندة إلى السحابة سهل التنفيذ، ويوفِّر أقصى قدر من أمان البيانات، كما يضمن لك بأنَّ بياناتك ما تزال سليمة حتى إذا اخترقت بياناتك الحية بطريقة ما، كما تسمح بعض خدمات الحوسبة السحابية بجدولة النسخ الاحتياطية لتلبية احتياجاتك الفريدة، كما تستطيع تشفير النسخ الاحتياطية السحابية؛ إذ يستحيل على المتسلِّلين والمتطفلين الوصول إليها.

4. التعافي من الكوارث:

تستطيع باستخدام الحوسبة السحابية إنشاء حل للتعافي من الكوارث في السحابة؛ إذ تقوم بإنشاء نسخة طبق الأصل من موقع إنتاجك وتنسخ البيانات وإعدادات التكوين باستمرار؛ فعندما تقع كارثة في موقعك من السهل نسبياً تشغيل التطبيقات وخدمات البيانات السحابية واستعادة نشاطك التجاري وتشغيله في لمح البصر.

5. اختبار البرمجيات وتطويرها:

يوفِّر مقدمو الحوسبة السحابية أدوات عديدة للتكامل والتسليم المستمر، وهذا يجعل التطوير والاختبار أسرع وأقل تعقيداً وأرخص تكلفة.

إقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي في التعليم: هل يحل الروبوت محل المعلم؟

6. الاتصالات:

تسمح الحوسبة السحابية للأشخاص الوصول إلى أدوات الاتصال القائمة على السحابة، بما يتضمن التقويمات ورسائل البريد الإلكتروني، وتطبيقات المراسلة والمكالمات مثل WhatsApp وSkype.

إذ تُخزَّن الرسائل والملفات التي ترسلها وتستقبلها في الخدمة السحابية، وليس فقط على جهازك، وهذا يسمح بالوصول إليها من أي جهاز حول العالم.

7. الشبكات الاجتماعية:

طوِّرَت منصات الوسائل الاجتماعية لإيجاد الأشخاص الذين تعرفهم أو التواصل مع من لا تعرفهم، كما تسمح بمشاركة المعلومات والبيانات مثل التغريدات والصور والرسائل الفورية والمنشورات.

8. العملية التجارية:

تستطيع في حال استخدمت تطبيقات إدارة الأعمال، بما في ذلك تخطيط موارد المؤسسات (ERP) أو إدارة علاقات العملاء (CRM)، دمج الحوسبة السحابية في إدارتك؛ فهي تضمن الصيانة المريحة والأمن وإدارة الموارد الأساسية لعملك، كما توفِّر الكفاءة المثلى لمقدمي الخدمات وعملائهم.

إقرأ أيضاً: وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها

في الختام:

تُعُدُّ الحوسبة السحابية سوقاً متنامية لها استخدامات وخدمات مفيدة؛ فتنتقل المؤسسات الجديدة بسرعة إلى السحابة، كما أصبحت الطريقة المُثلى لاختبار البرامج والتواصل والتخزين وتطويرها.




مقالات مرتبطة