الحوار: الطريق نحو الإجماع

الحوار: الطريق نحو الإجماع

المؤلف: «لاري دريسلر»

دار النشر: «بيريت كويهلر»

عدد الصفحات: 89

يسعى جميع رؤساء مجالس الإدارات في أي شركة إلى الوصول للإجماع في الرأي عند اتخاذ القرارات المصيرية التي تحدد مستقبل الشركة لضمان استقرارها وتجانسها، والذي لا يمكن تحقيقه عن طريق إصدار قرارات أحادية الجانب أو ممارسة الضغط أو حتى الإقناع وإنما بتحقق الإجماع في الرأي، وبالتالي التغيير الفعلي، عندما يلتزم الأعضاء نفسيا وأدبيا بالوصول إلى المستقبل الذي ساعدوا في رسم طريقه بأنفسهم. ويقدم المؤلف «لاري دريسلر» في كتابه: (الحوار: الطريق نحو الإجماع) دليلا للمديرين والمستشارين نحو الوصول إلى الإجماع مع رسم خريطة للفخاخ التي قد تواجههم وكيفية اتخاذ قرارات صحيحة وتزكية روح الحماس والالتزام بالعمل.



وفي الوقت الحالي، انتشرت فكرة استعانة كبرى الشركات بجنرالات الجيش المتقاعدين للاستفادة من خبراتهم وقدراتهم ومواهبهم في العمل، والذين اعتادوا على إصدار الأوامر والقيام بكبرى العمليات، في الوقت الذي يسعى فيه الموظفون الجدد المتميزون بعلومهم ومداركهم المتفتحة إلى المشاركة في صنع القرار وصياغة المستقبل. وللتعامل مع كلا النوعين من الموظفين؛ يجب إدراج آراء كبار الموظفين في التوجهات الجديدة وخطط المستقبل التي ستنظر في الاجتماعات إضافة إلى الاستفادة من حماس الشباب في المشاركة في صناعة قرارات المستقبل وتنفيذها.


ولا يعني المؤلف بمصطلح الإجماع الاتفاق، حيث لا يمكن الحصول على إجماع جميع الأطراف بمجرد الحصول على موافقتهم على قرار أو خطة حيث إن هذا المفهوم لا يحمل الالتزام بتنفيذ هذا القرار، ولا يعني الإجماع أيضا إرضاء أولويات جميع الأفراد والذي لا يمكن تحقيقه بسهولة، وإنما يشير المؤلف إلى أن الإجماع يعتبر عملية من التعاون والتي يلعب فيها جميع الأطراف دورا بارزا في صناعة القرار الذي تدعمه جميع الأطراف، مع النظر في جميع الآراء والتعامل بشفافية مع الآراء المعارضة، ويعتمد الإجماع على أربعة أسس كالآتي:


1. التعاون في البحث عن الحلول
يعتبر الإجماع بحثا مشتركا يحاول فيه المشاركون تحديد أرضية عمل مشتركة ويتنازل فيه الجميع عن التشبث بآرائهم حتى تتمكن مجموعة العمل من تطوير المفاهيم التي عرضها المشاركون.


2. الخلاف كطاقة إيجابية:
اقبل وشجع أي وجهة نظر معروضة أثناء الإعداد للخطة للمساعدة في تطوير الأفكار والخطط.


3. لا تغفل أهمية أي رأي:
لا يلعب الموقع الذي يحتله أي فرد في الشركة دورا في التخطيط نحو الوصول إلى الإجماع حيث يمثل كل فرد صوتا واحدا فقط بغض النظر عن موقع صاحب هذا الرأي في الشركة.


4. القرارات في صالح المجموعة:
يجب أن ينحى المشاركون في المناقشات من أجل الوصول إلى الإجماع آراءهم الشخصية جانبا والمشاركة بفعالية في جهود الجماعة. وقد لا يتفق بعض الأعضاء على بعض القرارات حتى إذا تم اتخاذها عن طريق الإجماع ولكنهم يتفقون جميعا على اتخاذ القرار لكونه يمثل أعلى مستوى فكري للمشاركين فيه، الذي تم اتخاذه بحسن نية ليصب في مصلحة الشركة ويتفق مع قيمها.


وأخيرا، يقدم المؤلف عشر تقنيات لتسهيل جلسات الإعداد قبل الوصول إلى الإجماع كالتالي:
1. ضع قواعد أساسية وتأكد من تفهم الآخرين لها.
2. احتفظ بسجل كتابي ليساعدك على إزالة أي سوء فهم.
3. حافظ على وضوح معايير الإشارات بالتفرقة الواضحة بين الضرورات والحاجات.
4. استغل فترات التوقف والصمت بأن تسن قاعدة بأن يصمت الجميع لمدة عشرين ثانية بعد انتهاء كلمة أي مشترك لإعطاء فكرة للتدبر فيما تم عرضه والاستعداد للمتحدث التالي.
5. استخدم المجموعات الفرعية والتي تتمكن من العمل على دراسة عناصر محددة بتوسع.
6. حافظ على السرية المطلقة أثناء العمل: تخير بعض الأفراد لمناقشة موضوع ما في الوقت الذي يقتصر دور الآخرين على المراقبة مما يساعد المجموعة على استكشاف الاهتمامات بشكل واسع.
7. حافظ على النظام عن طريق ترتيب المشاركين وإعطاء الفرصة للاستماع للآخرين حيث يرغب جميع أعضاء المجموعة في التحدث في نفس الوقت.
8. حدد فترات للراحة حيث يفكر الجميع بشكل أفضل عندما يمنحون فرصة للراحة.
9. تجنب التكنولوجيا فلا تعتمد على الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني في توصيل أفكارك أثناء الاجتماع بما أن الفرصة متاحة للمناقشة المباشرة.
10. احصل على بضع دقائق للراحة في نهاية جلسات الإجماع لتقييم الاجتماع وتحديد مدى النجاح الذي وصل إليه الاجتماع والطرق التي يمكن عن طريقها تطوير الأداء.


وقد حاول « دريسلر» إعطاء القارئ الأدوات التي يحتاجها لاستعمال سلاح الإجماع بفعالية والخروج من قرارات مجالس الإدارة بالفائدة المرجوة وضمان تكاتف جميع الأعضاء في تنفيذ هذه القرارات.

 

من الموقع:اليوم الالكتروني