الحكمة الثامنة والأربعون: من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات، وترك الندم على ما فعلته من وجود الزلاّت

ما المراد بحياة القلب وموته، في مصطلح التربية الإيمانية التي نحن بصددها؟



عندما يكون القلب عامراً بمشاعر حب الله وتعظيمه والخوف منه، فهو إذن قلب حيّ. وعندما يكون خالياً عن هذه المشاعر، فهو إذن قلب ميت. ولكل من حياة القلب وموته آثار هامة تتجلى في حياة صاحبه وسلوكه، وأنت تعلم أننا لانعني بالقلب هنا تلك العضلة التي يتحدث عنها الأطباء وتخضع لعلاجاتهم وعملياتهم المختلفة.. وإنما نعني به في هذا الصدد المشاعر التي تنعكس، بفعل الروح، على هذه العضلة، مما يسمى بالعواطف الدافعة والرادعة والممجدة..

 لعلك تقول: لماذا لاتكون علامة موت القلب ارتكاب الزلاّت، وعلامة حياة القلب النهوض بالطاعات، والجواب عن ذلك وإني لأفترض أنك قد تسأل ناقداً، أو مستشكلاً، بعد أن عرفت معنى كل من القلب الحي والقلب الميت: لماذا لاتكون علامة القلب الميت ارتكاب الزلات، من حيث تكون علامة القلب الحي النهوض بسائر ((الموافِقات)) أي الطاعات. ومصدر هذا السؤال أو الاستشكال أن من شأن القلب العامر بحب الله وتعظيمه والخوف منه أن يحمل صاحبه على أداء سائر الطاعات والابتعاد عن جميع المحرمات. إذ لا ثمرة لحياة القلب الحيّ إلا ذلك، ومن ثم فالمفروض أن يكون المتورط في الزلاّت ذا قلب ميّت، سواء داخله الندم على ذلك أم لا.

والجواب عن هذا الاستشكال أن الله، لحكمة باهرة، متع الإنسان بفطرة إيمانية ترقى به إلى مستوى الملائكية، وجهزه بقلب مهيأ لأن يكون وعاء صافياً لأقدس حب في الكون، ألا وهو حب الله عز وجل، وقضى بأن تكون الروح السارية في كيانه، سراً هابطاً إليه من الملأ الأعلى، منتمياً بنسب التكريم والتمييز إلى ذاته العلية، ومن ثم فهي تظل في حنين دائم إلى العالم العلوي الذي أهبطت منه، وفي شوق شديد إلى الذات الإلهية التي شرفها بخصيصة التمييز والتكريم.. إذن فالكيان الإنساني مهيأ قلباً وروحاً لأن يفيض بأسمى مشاعر الحب والتعظيم والمهابة لله عز وجل.

أما الطاقة التي يتمتع بها الإنسان، فقد قضى الله عز وجل، لحكمة باهرة كما قلت، أن تكون مشدودة إلى كثير من عوامل الضعف. فقد شاء الله تعالى أن تكون قدرته الجسمية والمادية محدودة، وأن تتسلط عليه نوازع الغريزة بكل أصنافها وتطلعاتها، وأن تتسرب إليه وساوس الشياطين، وأن تهتاج بين جوانحه نيران الشهوات المختلفة، إلى جانب الفطرة الإيمانية التي متعه الله بها ، وموازين إدراك الحقائق التي جهز دماغه بها. وهكذا فقد غدا الإنسان محور صراعٍ وملتقى أطماعٍ لهذه العوامل المحيطة به كلها، وكان لابدّ أن يصبح ضعيفاً تحت وطأة هذا الصراع الدائب، وتلك هي الحقيقة التي أخبر بها البيان الإلهي القائل: { وَخُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِيفاً } { النساء: 4/28 } .

إذن فالكيان الإنساني يحوي طاقة علوية تتجه بالحب والحنين إلى الملأ الأعلى، وتتمركز هذه الطاقة في الروح التي تعكس ايحاآتها إلى القلب. إلا أنه في الوقت ذاته يعاني من ضعفٍ آت من تسلّط العوامل الغريزية والشهوانية والوساوس الشيطانية، ومحدودية الطاقة الجسدية.. فينشأ التناقض عندئذ بين الطاقة الروحية التي يترجمها القلب إلى مشاعر الحب الخوف والتعظيم، والضعف الطبيعي الذي تترجمه الغرائز والأهواء والشهوات.

فما هي النتيجة التي تنشأ من هذا التناقض؟

النتيجة التي لامحيص عنها هي الوقوع بين جاذبي الخطأ والصواب، أو الطاعة والعصيان، وصدق رسول الله القائل: ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)).

تعلو به الروح ومشاعر القلب نحو الطاعة، وتسمو به صعداً لأداء حقوق الحب والمهابة والتعظيم، وتثّاقل به أعباء الشهوات والغرائز والضعف البشري إلى حظوظ النفس وأهوائها، فيصيب ويخطئ، ويستقيم على الصراط ويتعثر، ويطيع ويعصي.. ذلك هو شأن الإنسان، بل ذلك هو شأن المسلم في كل زمان ومكان، حاشا الرسل والأنبياء فقد ميزهم الله بالعصمة عن الانحرافات والآثام، ليتأتى لهم النجاح في الدعوة إلى الله، والنصح بالسير على صراط الله، وليكونوا في حياتهم وسلوكهم قدوة للآخرين.

ولكن، ما الحكمة من هذا التناقض بين تسامي الروح والقلب إلى عالم الاستقامة والحب وآمال الانقياد الدائم لأمر الله، واتجاه الكيان البشري مثقلاً بالغرائز إلى حيث الشهوات والأهواء؟.. ما الحكمة من قيام التناقض بين قوة الحب الرباني المهيمن على الفؤاد، وضعف الطاقة البشرية المهيمن على الذات والكيان؟

 بيان الحكمة من تعارض القلب المهيأ لأسمى مشاعر الحب لله، مع ضعف الإنسان وعجزه عن أداء حقوق هذا الحب الحكمة أن يرى العبد المؤمن بالله عز وجل من هذا التناقض، مشكلة لا مخلص له منها، إلا الفرار إلى الله والاستعانة به.. يفرّ إلى الله من ضعفه، ويلوذ به من وقع غرائزه وضراوة شهواته، ويسأله أن لايكله إلى نفسه وأن لايتركه لسلطان أهوائه ووساوس شيطانه.. معترفاً بأنه ضعيف مهين، لايملك - من دون معونة الله له - حولاً ولا قوة.

وهذا المصير الذي ينتهي إليه هذا العبد، فراراً من التناقض الذي وصفته لك، هو المعنيّ بكلمة ((العبودية)) وهي الغاية القصوى من تقلبات الإنسان في حياته الدنيا، ولا فائدة للعبادات السلوكية الظاهرة، بدون التحقق بمشاعر العبودية الواجفة.. وهي في خلاصة معناها حالة من الافتقار الكلي يشعر به الإنسان تجاه ربه عز وجل. فيقوده إليه بالدعاء والرجاء والاسترحام، وطلب العون.. موقناً بأنه لايملك من أمر نفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.. وهي سلّم القرب إلى الله، ومفتاح الوصول إلى مرضاته.

ومهما صلى العبد وصام، ومهما تفنن في النسك والعبادات، لايقرّبه شيء من ذلك إلى الله، إلا إن كان مضمخاً بذل الافتقار إلى الله ممزوجاً بمشاعر الانكسار بين يديه.

ولكن من أين يأتي هذا الانكسار؟ ومن أين يصدر الشعور بهذا الافتقار؟

 إن شيئاً من ذلك لايصدر إلا من هذا التناقض الذي قضا به الله عز وجل، بين القلب الذي جعله الله وعاء مهيأ لأقدس معاني الحب.. الحب الصاعد من فؤاد العبد إلى الرب عز وجل، وبين الكيان البشري الذي ابتلاه الله بالضعف والعجز عن أداء حقوق ذلك الحب..

تصور، لو أن الله عز وجل أكرمك بقدرات بشرية تتناسب ولواعج محبتك لله ورغبتك في الاستقامة على أوامره ووصاياه كلها دون أي تقصير، إذن لهيمنت عليك نشوة الشعور بالنصر ولطاف بك الزهو، ولنال منك الإعجاب بقوتك ونجاح جهودك.

فما الذي يقودك عندئذ إلى الالتجاء إلى الله، وما الذي يحملك على الانكسار بين يديه، وكيف تشعر بمصداق قوله لك: { يا أَيُّها النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } { فاطر: 35/15 } .

بل ما الذي يقودك عندئذ إلى الدعاء الذي هو العبادة أو مخ العبادة، مستجيباً لأمر الله { وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } { غافر: 40/60 } مادامت قدراتك البشرية متجاوبة ومتكافئة مع مشاعرك وطموحاتك القلبية، ومادامت الاستقامة الدقيقة على أوامر الله لاتتخلّى عنك؟

 من سنن الله في عباده أن تكون قدراتهم البشرية متقاصرة عن عواطفهم وطموحاتهم القلبية، وبيان الحكمة من ذلك فقد تبين لك إذن أن من سنن الله في عباده أن تكون قدراتهم البشرية وإمكاناتهم السلوكية متقاصرة عن طموحاتهم الروحية، وعن مشاعرهم القلبية، قد يسمو أحدهم بحبه لله إلى أعلى الرتب إخلاصاً وتفانياً، فإذا استنهض كيانه البشري لأداء حق هذا الحب فوجئ بالعوائق والعجز، للعوامل التي ذكرتها لك.

وقد علمت أن الحكمة من هذه السنة الإلهية، أن تنقدح مشاعر العبودية لله والافتقار إليه، من خلال هذا التناقض القائم بين الروح العلوية والغرائز الأرضية، أو بين القلب الملتاع بحب الله، والبشرية المثقلة بقيود الأهواء.. ومن ثم فلا مطمع في أن يكون الإنسان أياً كان (حاشا الرسل والأنبياء) معصوماً عن الزلل والآثام.

 

وإنما يقوم مقام العصمة التي لا مطمع فيها، أن يحزن العبد على ما قد فاته من الطاعات، إذ عاقته أهواؤه أو قعد به ضعفه عنها، حزناً يسوقه إلى التضرع بين يدي الله والالتجاء إليه أن يغفر له تقصيره وأن يوفقه لتدارك ما فاته.. وأن يندم على ما اقترف من الزلاّت ندامة تقوده إلى التوبة إلى الله والخجل منه والاستعانة به أن يقيه من ضعفه وأن يحميه من الوقوع ثانية في براثن عجزه.

 فذلك الحزن على فوات الطاعات، وهذه الندامة على الوقوع في الزلات، تحلاّن - بفضل الله وعظيم رحمته - محلّ العصمة التي اقتضت حكمة الله أن يحجبها عن عباده، بل نقول بتعبير أصح وأدق: اقتضت حكمة الله أن لايكلفهم بها ولايحملهم مسؤوليتها، وذلك عندما جعل من الندامة الحقيقية التي تقود إلى التوبة بديلاً عنها.

 بيان الفرق بين الإنسان والملائكة في ذلك، وهو سرّ أفضلية الإنسان على الملائكة إن التحقق بالعبودية، يرقى بالإنسان إلى أعلى من الشأو الذي تتبوؤه الملائكة بعصمتها ودوام تسبيحها وطاعتها..

نعم، إن الملائكة تنعم بالعصمة عن الوقوع في المعاصي، ولكنها لاتتمتع بما يتمتع به الإنسان الذي عرف ربه، من لذة التبتل بين يديه والانكسار على بابه، ولاتذوق لذة اللحظة التي يتوب فيها العبد إلى الله إذ يسمع نداء الله قائلاً: { وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ اللَّهُ } { آل ‌عمران: 3/135 } فيخرّ العبد ساجداً لمولاه تائهاً ما بين نشوة الشكر له ولذة التذلل على أعتابه. وهذه المزية لاتتحقق إلا من جراء الضعف الذي يعرّض الإنسان لمنزلقات الأخطاء والتقصير، كما مرّ بيانه.

 

وتأمل في هذا المعنى، وانظر كم يبدو جلياً في خطاب الله لإبليس، وقد آلى على نفسه مخاطباً الله عز وجل أن يغلق على بني آدم صراطه المستقيم، وأن يأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، يصدّهم عن شكر الله وعن الاستجابة لأوامره، إذ أجاب الله فقال: { هَذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ، إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ } { الحجر: 15/41-42 }.

تأمل في قوله عز وجل { إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ } { الحجر: 15/42 } وسائل نفسك: من هم الذين يعنيهم بـ((عبادي))؟ إن الناس كلهم في الواقع، والحقيقة، عباد لله عز وجل مسلمين كانوا أو كافرين أو ملحدين، فكيف يصدق هذا القرار الإلَهي عليهم جميعاً؟ كيف لا يكون للشيطان سلطان على المارقين والجاحدين والملحدين؟

إن المراد بكلمة ((عبادي)) الذين تحققوا بوصف العبودية لله ووضعوها من حياتهم موضع التنفيذ. والتحقق بوصف العبودية لله، لايقتضي العصمة، ولكنه يقتضي العود إلى حمى الله بعد كل شرود عنه، ويقتضي الحزن على فوات الطاعة والندم على ارتكاب المعصية، والحزن والندامة يقودان إلى التوبة، وإذا تاب العبد توبة صادقة تاب الله عليه.

فمن هنا لايكون للشيطان سلطان على من تحقق بوصفه  العبودية لمولاه عز وجل، ووضعها من حياته في موضع التنفيذ: يغريه الشيطان بالمعصية ويزينها له ويفتح له إليها كل سبيل، وما يزال به حتى يوقعه في شركها.. ويفرح الشيطان عندئذ إذ نجح في إغوائه، وانتهت أتعابه بالنجاح.

ولكنه ما يكاد يصحو من وقع المعصية وترتدّ عنه نشوتها، حتى تهتاج به مشاعر عبوديته لله،  فتثور من ذلك آلام الخوف والخجل من مولاه بين جوانحه وتقوم فينفسه عاصفة من الندامة على مابدر منه، ولابدّ أن يقوده ذلك كله إلى التوبة والاستغفار، وإلى التضرع بين يدي الله عز وجل أن  يقبل توبته ويغفر ذنبه، فيتوب الله عليه ويغفر له ذنبه ويحط عنه أوزاره، وتذهب بذلك جهود الشيطان سدى، ويتحول فرحه إلى كمد وغيظ.. ولكنه يعود الكرة فيغريه مرة ثانية بالعصيان، ويستثير إلى ذلك أهواءه وغرائزه، وربما نجح فأوقعه ثانية في حبالة العصيان، ولكن مشاعر عبوديته لله تعالى تلهب بين جوانحه مرة أخرى نيران الندامة وتملأ كيانه بمزيج من الخوف والحياء من الله تعالى، فيعود إلى التوبة مرة أخرى، ويعود الله عز وجل إليه بالمغفرة والقبول، كما هو شأنه.

 

وهكذا.. كلما أصيب هذا العبد برشاش المعصية، اهتاجت به مشاعر عبوديته لله، وقاده الحزن والألم والخوف منه عز وجل إلى التوبة الصادقة، فكان ذلك طهوراً دائماً له. فذلك هو معنى قوله عز وجل: { إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ } { الحجر: 15/42 } أي إن مشاعر عبوديتهم لله لابد أن تسوقهم إلى التوبة، ولابد أن يتوب الله عليهم ويضع عنهم أوزارهم، وتلك هي حماية الله لهم من سلطان الشيطان وكيده.

 الداء الذي لا دواء له أن يكون القلب ميتاً، قد اختـنقت فيه مشاعر العبودية لله ولكن الداء الذي لا دواء له، أن يكون القلب ميتاً قد اختفت منه مشاعر العبودية لله، وغابت عنه نبضات الحب له والخوف منه، فلايحزن على ماقد فات من الطاعات، ولايندم على ماقد تلبس به من المعاصي والزلات، فأنى للتوبة أن تجد، والحالة هذه، سبيلاً إليه.

وإنما يتبلى القلب بهذه الحال، عندما يبرر العاصي عصيانه، ويرى في نفسه أنّه على حق فيما ارتكب، وهي نتيجة لغياب إيمانه بالله. إذ لو كان مؤمناً بالله، لأيقن أنه عبده، وأن عليه أن يدين له بالولاء وأن يخضع له بالسمع والطاعة في كل ماقد أمر به ونها عنه. فإن وُفِّق لذلك شكر الله وفرح بتوفيقه له، وإن تغلبت عليه نفسه وزلّت به القدم، ندم وتألّم وأقبل إلى الله مستغفراً تائباً.

فلما استخف بالمعصية التي وقعت منه، ولم يقم لها وزناً، ولم يشعر من بعدها بأي جزع ولا ندامة، دلّ  ذلك على أنه غير مبال بأمر الله وحكمه، وأنه ذاهل عن كونه عبداً مملوكاً لله، مكلف بالانقياد لأمره والخضوع لسلطانه.

هما نقيضان لايجتمعان: العبودية الواجفة لله، والاستكبار على سلطان الله!.. فإن عَمُر قلبك بمشاعر العبودية له وُقيت شرّ معاصيك وشر أهوائك وشيطانك، وجعل الله لك من التوبة الدائمة سبيلاً ميسراً إلى صفحه ومغفرته.

وإن فاض قلبك بمشاعر الاستكبار عليه، لن تنفعك بعدها طاعة، ولن تجد سبيلاً إلى توبة، ويصدق عليك قوله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ } { الأعراف: 7/40 } .

المصدر: دار الفكر دمشق للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي