الحبة العبقرية لتقوية الذاكرة

بعض الناس يولدون موهوبين حباهم الله بقدرة عالية على الحفظ والذاكرة القوية الفولاذية ، يستطيع حفظ ألف قصيدة عن ظهر قلب في مدة لا تتجاوز أسبوع ، وخمسة كتب أدبية في أيام بسيطة ، وإذا ما سمع شعر لأول مرة يستطيع أن ينشده وكأنه سمعه ألف مرة ! .



هذه الظاهرة حيّرت العلماء من زمن طويل غير أنهم بعد ظهور علم الوراثة الجينية بدءوا في البحث عن الجينات التي تسبب هذه العبقرية الخارقة ، وأخيراً عثروا عليها . الطريف في الأمر بعد تجارب طويلة على الخلية الحية اكتشفوا أن تجاربهم تأتي بنتائج مبهرة مع التلاميذ . هذه الجينات أمكن تعبئتها في كبسولات صغيرة يبتلعها التلميذ فيكتسب عبقرية اينشتاين وذكاء اديسون ، أما قول الشاعر:

لكل داءٍ دواءٌ يستطب به ــ إلا الحماقة أعيت من يداويها
ربماهذا المعنى كان صحيحاً قبل هذا الاكتشاف في هذا العصر حيث أبحاث الهندسة الوراثية في جامعة هارفرد الأمريكية أثبتت إمكان علاج التخلف العقلي ليصبح الأحمق بقدرة قادر عبقرياً .
حبوب تقوية الذاكرة اكتشفها الدكتور حافظ صم (Hafth Ssam) من جامعة هارفرد الأمريكية ، وتعتبر هذه "الحبة العبقرية" بمثابة الانطلاق نحو عالم العبقرية والذكاء ، وأثبتت الدراسات التي أجريت على عدد من الأغبياء والمتخلفين تحسن فعلي في الذاكرة والذكاء . بعد إجراء الأبحاث والتجارب المعملية المتكررة للتأكد من وجود مؤثرات جانبية وأعراض مثل التشوش وعدم استقرار المشاعر والتدهور العقلي أو أية آثار على الجهاز العصبي المركزي أو تأثير على مناطق معينة في المخ تبين لا أثر له إطلاقاً وهو معدوم الآثار الجانبية . إلا أن الدراسات أثبتت حسن فاعليته على المدى البعيد وتحسين الاستراتيجيات الفكرية، فمن يعانون العجز الذهني سيؤدي لا محالة إلى رفع مستواهم . فطالب في مدرسة ثانوية كان يشكو من ضعف القدرة على التركيز والحفظ وبمجرد أن أخذ قرص واحد تفوق في دراسته وحقق نجاحاً أدهش أساتذته ، وطالب آخر زميل له لا يجيد حفظ أي نص عربي فظلاً عن الإنجليزي أخذ قرص واحد واستطاع أن يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة . ويقال إن سيد يدعى ( خرفن عديم المفهومية ) بعد أن أخذ من هذا الدواء أصبح يسمى النابغة من قبل أقاربه وجيرانه، إلا أنه أخذ يوظف ذكاءه في النصب والاحتيال ! .
ينصح الأطباء بهذا الدواء للتلاميذ في أمور المذاكرة والحفظ ، وأنه لا مجال أمام تلاميذنا في هذه الأيام إلا هذا الدواء نتيجة الطفرة المعلوماتية والثورة المعرفية التي سيعمل هذا الدواء على حلها والقضاء عليها لأنه بفضل هذا المكتشف يستطيع التلميذ أن يلتهم البحر من معارف ومعلومات .. ونصوص شعرية وأدبية .
البعض من الناس بعد ما سمع بخبر هذا الدواء قال : في هذا العصر أصبح كل شيء مزيف : الجنس والذكورة ، القوة والنشاط ، الذكاء والفهم . فهناك حبة الجنس ( الفياغرا ) ، وحبة القوة والحيوية ، حتى الذكاء أصبح له دواء، مما لا يستدعي دراسة علم النفس التربوي، وعلم الذكاء، والتمرس على الأنشطة العقلية والبحث في طرق تطوير التفكير الابتكاري … فكل ذلك موجود في "الحبة العبقرية ! " .
هذه السالفة (المؤلفة) لم تحث من ألفها ليائها ، ولكن هل تراها مستحيلة في هذا العصر الذي يفاجئنا فيه العلم بالجديد في كل لحظة ، فكثيراً ما نسمع عن اكتشافات كثيرة لكننا لا نصدقها فهي أشبه ما تكون بالسواليف ، فلماذا لا يكون من تلك الاكتشافات ( أدوية مقويات الذاكرة ) !! . وليس علينا إلا أن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم علماءه في مشارق الأرض ومغاربها الوصول إلى هذا الاختراع!. وإلا بغير هذا الدواء هل لديك طريقة أخرى لا قناع الأساتذة أن للتلميذ ذاكرة وطاقة محدودة يحدها الوقت أو هل لديك منطق أو نهج عقلي أوفلسفي أو سياسي تقنع به هؤلاء أنهم مسؤولون عن جيل ناشئ يفكر ويبتكر وليس مكائن تسجيل أو آلات ! .
فؤاد أحمد البراهيم

المصدر: مجلة المقالات