الجاذبية الأرضية....

الجاذبية الأرضية

لو لم نلاحظ سقوط الأجسام في كل دقيقة لاعتبرنا ذلك ظاهرة مدهشة للغاية، إن العادة وحدها هي التي تجعلنا نشعر بأن جذب الأرض لكافة الأجسام الموجودة عليه هو ظاهرة عادية، ولكن عندما يقال لنا إن الأجسام تجذب بعضها البعض أيضاً لا نميل إلى تصديق هذا القول لأننا لا نلاحظ شيئاً من هذا القبيل في حياتنا اليومية.



والسبب في ذلك هو أن قوة تجاذب الأجسام الصغيرة مع بعضها البعض ضئيلة جداً، ولأن هذا الوزن الضئيل جداً يؤثر على الموازين الشديدة الحساسية التي تستخدم في المختبرات العلمية، والمفهوم أن مثل هذه القوة لا تستطيع تحريكنا من أماكننا لأن احتكاك أقدامنا بالأرض يحول دون ذلك، ولكي يتم تحريكنا مثلاً على أرضية خشبية قوة احتكاك الأقدام بالأرضية تساوي 30% من وزن الجسم.

ويمكن اكتشاف جاذبية الأجسام الموجودة على سطح الأرض أي في حالة الأجسام الساكنة عن طريق ثقل معلق بخيط يقع تحت تأثير الجاذبية الأرضية ولهذا يكون الخيط عمودياً على الأرض، ولكن إذا وجد بالقرب من هذا الثقل جسم ثقيل جداً يجذبه نحوه يقال الخيط ينحرف قليلاً عن وضعه العمودي ويأخذ اتجاه محصلة الجاذبية الأرضية وجاذبية الجسم الثقيل بالنسبة للمعلق.

إن قوة التجاذب بين الأجسام الصغيرة ضئيلة جداً، وعند زيادة الكتل تزداد القوة زيادة طردية مع حاصل ضرب الكتل.

إن قوة الجاذبية الضئيلة بالنسبة للكتل الصغيرة تصبح محسوسة جداً عندما يتعلق الأمر بالكتل الهائلة كالأجرام السماوية، حتى إن نبتون هو الكوكب البعيد جداً عن الأرض الذي يدور ببطء عند حافة المنظومة الشمسية يجذب الأرض بقوة قدرها 18 مليون طن، و بغض النظر عن المسافة الشاسعة التي تفصلنا عن الشمس، فإن الفضل في عدم خروج الأرض عن مدارها الثابت يعود إلى قوة الجاذبية وحدها، وإذا حدث أن انعدمت قوة جاذبية الشمس لسبب ما لانطلقت الأرض عن الخط المماسي لمدارها مندفعة نحو أعماق الفضاء الكوني اللامتناهي.