الجائحة والتواصل الاجتماعي: 4 خطوات لتستعيد الصداقة مجراها

مع اقترابنا من الذكرى السنوية الثانية للجائحة، لن يجادل أحدنا بحقيقة أنَّ الحياة تغيرت تماماً عمَّا عرفناه من قبل، فكانت الخسائر فادحة، ومن المؤلم للغاية التفكير فيها؛ إذ أثَّرت تلك الخسائر - الشخصية منها والمهنية - فينا جميعاً بطريقةٍ أو بأخرى، ولم يبدُ وجود شبكة قوية من العائلة والأصدقاء بمثل هذه الأهمية من قبل، لكن للأسف، بتنا نخرج من هذه العلاقات بما يشبه السقوط الحر، وغير سالمين في بعض الحالات.



لقد كانت فترةً مثيرةً للانقسام؛ إذ إنَّ أولئك الأصدقاء الذين كانوا في يوم من الأيام الأقرب إليك وكنت على توافق معهم، قد تغيروا، ومن المحتمل أن تكون قد تغيرت أنت أيضاً؛ إذ تفطر خسارة صديقك المقرب القلب، ولا بدَّ أن تعيش بعدها فترة من الحزن.

الصداقة ضرورية لصحتنا العقلية والجسدية، وربما خبا وهج بعض علاقاتنا مع أصدقائنا المقربين في أثناء الجائحة، لكنَّ هذا لا يعني أنَّنا خسرناها للأبد، وكما قالت الشاعرة "مايا أنجيلو" (Maya Angelou) عن الصداقة في ذات مرة: "كن بلسماً لصديقك الذي يمر بوقت عصيب".

قد يتطلب الأمر قليلاً من الطاقة الإضافية لتكون ذلك البلسم، لكنَّ الصداقة العظيمة شيءٌ ثمين يستحق بذل الجهد للحفاظ عليه.

فيما يأتي أربع خطوات لتستعيد تلك الصداقة مجراها الطبيعي:

1. بذل الجهد:

يُستغرَب أنَّ متلازمة الانشغال لم تتوقف في أثناء الجائحة؛ إذ أصبح الكثيرون منَّا أكثر انشغالاً من أيِّ وقت مضى، سواء بالعمل لساعاتٍ أطول، أم متابعة التعليم المنزلي للصغار، أم ضغط الوقت لنخصِّص بعضاً منه للاهتمام بأنفسنا، وقد يكون الأصدقاء أول خط تواصل ينقطع عندما نكون مثقلين بالأعباء، لكنَّ وجودهم جوهري في الحقيقة، وضروري للمحافظة على استقرارنا.

ابقَ على تواصل، وعندما لا تجد الوقت لمحادثتهم عبر تطبيق "زووم" (Zoom) أو إجراء مكالمة للاطمئنان على أحوالهم، استخدم طرائق أسرع للتواصل وأكثر مراعاةً، كالرسائل النصية والرسائل المباشرة، فإنَّها أشياء بسيطة وهامة ستبقي التواصل قائماً.

2. التخطيط لبعض المرح:

نعلم أنَّ الحياة لا يمكن التنبؤ بها، لكنَّ حجز موعد غداء أو حفل عشاء أو قضاء الليلة أو حتى إجازة مع صديقك ستقوِّي تلك العلاقة؛ إذ يُعَدُّ الشعور بالتواصل والعودة إلى ممارسة شيءٍ يبدو اعتيادياً، غذاءً للروح، وإذا وجب عليك تغيير الخطط، فهذا أمرٌ يحدث، لكنَّ وجود حدثٍ في تقويمك تتطلع إلى القيام به مع صديقك المفضل، يعطي طاقةً مذهلة.

شاهد: صفات الصديق الحقيقي

3. الاعتراف بصعوبة التوافق:

تغيَّر الناس في أثناء الجائحة، وربما اختلفتم بشأن القضايا الاجتماعية أو بروتوكولات اللقاحات، فأثَّر ذلك في العلاقة بينكم؛ لكن مع ذلك، يمكن أن يسهم الحوار الصريح في تضييق دائرة الاختلاف وإعادة المياه إلى مجاريها، وإن كانت صداقتكم عزيزة على قلوبكم، فالأمر يستحق القيام بمحاولةٍ لرأب الصدع.

إقرأ أيضاً: التعاطف أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية

4. فعل الصواب:

يُعَدُّ الشعور بأنَّ الصداقة انحرفت عن مسارها الطبيعي، أمراً مررنا به جميعاً، فإذا كنت قد بذلت جهدك لإنقاذها لكنَّك تشعر أنَّ الأمور وصلت إلى نهايتها، فقد حان الوقت للتخلي عنها، فالعلاقات التي لا تجلب طاقة إيجابية في حياتنا سامةٌ للغاية، ولا يمكن تحمُّلها.

إقرأ أيضاً: 4 أخطاء تُهدّد الصداقة وتمنع استمرارها

في الختام:

يدخل الناس ويخرجون من حياتنا، وغالباً ما يكون وجودهم فيها لفترة محدَّدة، عندما نكون في أمسِّ الحاجة إليهم، والأمر المثير للاهتمام عن نهاية الصداقة هو أنَّها لا تنتهي عادةً بمحادثة طويلة أو بمواجهة؛ بل تخبو بصمتٍ وتتلاشى.

أنت شخصياً بحاجة إلى تقبُّل حقيقة أنَّ الأمر انتهى، وتتعامل مع الحزن المرافق لذلك، ثم تستعد لسيل من المشاعر، لكن كن مؤمناً بأنَّ هذا الخيار الأسلم لك.

المصدر




مقالات مرتبطة