التوقف عن التسويف يساعدك على تحقيق أهدافك

قد يكون يوم غد أفضل من اليوم، لكن يجب أن تتعامل مع يومك الحالي على أنَّه آخر يوم في حياتك، ويجب أن يكون أفضل يوم في حياتك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويتحدَّث فيه عن التخلُّص من التسويف، وكيف يساعدك على إنجاز مزيد من المهام وتحقيق أهدافك.

لقد كنتُ أحد الأشخاص الذين يسوِّفون باستمرار؛ إذ كنت أسوِّف البدء بممارسة الجري، والكتابة، والعمل، والالتزام بنظام طعام صحي، وكل العادات الإيجابية التي تجعل حياتي أفضل، ولم يساعدني هذا السلوك على تحسين حياتي أبداً، فالتسويف عادة سيئة.

تُظهر الأبحاث أنَّ أفضل طريقة للتخلص من العادات السيئة هي استبدالها بعادات إيجابية، وأفضل طريقة للتخلص من التسويف هي بتنِّبي عادة العمل مباشرةً، وهي ليست طريقة مُعقدة، فكل ما يلزم لتنفِّدها هو أن تقرِّر جدياً البدء الآن، بدلاً من أن تقول لنفسك سأبدأ لاحقاً، فهذا ما أفعله شخصياً، لا أقوم بالتسويف أبداً إذا كان هناك شيء أريد القيام به، فإنَّني أقوم به مباشرةً.

مفهوم الزمن:

لا يوجد عندي في قاموسي كلمة "غداً"، ولا أعني بذلك أنَّه لن يكون هناك أيام لاحقة، لكن من وجهة نظر الفيزياء النظرية، فإنَّ الزمن شيء غير موجود بحدِّ ذاته؛ إذ يقول عالم الفيزياء الراحل "آلبرت أينشتاين" (Albert Einstein): "من وجهة نظر فيزيائية يُعدُّ تقسيم الزمن إلى ماضي وحاضر ومستقبل مجرد وهم".

فلا أؤمن بالزمن القادم لأنَّه وهم، وذلك بشهادة العبقري "آينشتاين"؛ إذ يعتقد كثيرون أنَّ لدينا الكثير من الوقت، وأنَّه دائماً توجد فرصة في الغد، لكنَّ هذا الاعتقاد خاطئ، فاليوم هو اليوم الوحيد الذي تملكه، ولأنَّه اليوم الوحيد الذي لديك فلمَ لا تحاول أن تجعله أفضل يوم في حياتك؟

كل ما تخطِّط له، أنجزه اليوم، سواء كان إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني، أم المحادثة المزعجة التي كنت تؤجلها لأسابيع، أم الرحلة مع العائلة التي كنت تخطط لها، أم الواجبات المنزلية، أم الهدية التي ترغب بشرائها لشريكك، افعل كل ما تستطيع فعله اليوم.

شاهد بالفيديو: 10 طرق للتغلب على المماطلة والتخلص منها

الإجراءات الصغيرة التي تتخذها يومياً هي ما تقرِّبك من أهدافك:

لا تخلط بين مفهوم جعل هذا اليوم هو أفضل يوم في حياتك، والعيش في الأحلام التي تريد تحقيقها في المستقبل، لا تفقد صبرك فقط لأنَّ الحياة التي تعيشها ليست كما تشتهي.

بالنسبة إلي، عندما يتعلَّق الأمر بالسعي إلى تحقيق الأهداف، فإنَّني أتبنى فلسفة "ستيف جوبز" (Steve Jobs)؛ إذ يقول: "خلال العقود الثلاثة الماضية كنت أنظر إلى المرآة وأسأل نفسي: إذا كان هذا هو آخر يوم في حياتي فهل سأتعامل معه كباقي الأيام، أم أنَّني سأقوم بشيء مختلف؟ وكلما كانت الإجابة لا، كنت أعلم أنَّه يوجد شيء يجب القيام به".

لقد تبنيت هذه العقلية في الحياة؛ لذلك لا أتخذ قرارات متهورة، ولا أُضيِّع وقتي؛ لأنَّني أعِدُّ أنَّ هذا هو آخر يوم لي في الحياة، ففلسفة جوبز رائعة على الأمد الطويل؛ لذلك عندما تستيقظ فكِّر بجدية، هل تريد أن تضيِّع وقتك وتسوِّف القيام بواجباتك، أم أنَّك تريد فعل شيء مختلف؟

هكذا عشت خلال السنة الفائتة، عندما قرَّرت أن أستقيل من عملي بصفتي موظفاً في شركة، لقد تبنَّيت فلسفة جوبز لسنوات وليس لأيام فقط، ففي كل يوم تشعر فيه بالكسل، فإنَّك تفوت فرصة الاستفادة من أروع يوم في حياتك، ولا يعني هذا أن تغيِّر حياتك في يوم واحد؛ بل ما نعنيه هو تبنِّي عادات إيجابية ترتكز على القيام بالعمل وحل المشكلات وابتكار شيء ما.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

قم بإجراء صغير كل يوم من أجل التغيير، ولا تفرط في التفكير؛ لأنَّ ذلك يقودك إلى التسويف، مثلما يقول نجم أفلام الأكشن السابق "بروس لي" (Bruce Lee): "إذا فكَّرت مطوَّلاً في القيام بشيء ما فلن تقوم به أبداً".




مقالات مرتبطة