التهاب البنكرياس الحاد: تعريفه, تشخيصه

التهاب البنكرياس الحاد عبارة عن فعالية التهابية ناكسة قد تتضمن في بعض الأحيان النسج حول البنكرياس وأعضاء أخرى.



-          يعتبر التهاب البنكرياس الحاد حالة منتشرة في المجتمعات الغربية بمعدل 11_40 حالة لكل 100.000 شخص وبنسبة إماتة تقدر 7_8%

-          إنذار التهاب البنكرياس الحاد مرتبط بقوة بدرجة النخر في نسيج البنكرياس, فعلى الرغم من أن معظم الحالات تميل للشفاء تلقائياً إلا أنه لدى حوالي 15% من المرضى يحدث نخر شديد وخطير في البنكرياس و الأعضاء الأخرى.

-          المرضى الذين لديهم التهاب بنكرياس مع إصابة أعضاء أخرى وقصور بنكرياس تكون نسبة النخر حوالي 30_50% من نسيج الغدة حيث ترتفع نسبة الوفيات.

-          حوالي 80% من حالات التهاب البنكرياس الحاد تعود إلى حصيات القناة الجامعة وفرط استهلاك الكحول.

-          %10 من الحالات مجهولة السبب والنسبة الباقية تحدث بسبب الإنسدادات أو الأدوية أو إستقلابية أو وراثية أو إنتانية أو بسبب أمراض الأوعية.

التظاهرات السريرية والتشخيص

يشتكي مرضى التهاب البنكرياس الحاد من ألم شرسوفي حاد ومفاجئ ,ينتشر أحياناً إلى الظهر,قد تترافق هذه الأعراض مع غثيان وإقياء وحمى وتسرع نبض,

بالفحص السريري نجد مضض وإيلام في المنطقة الشرسوفية مع انتفاخ البطن وضعف الأصوات المعوية مع حمى عرضية.

يوضع التشخيص بشكل مؤكد اعتماداً على التحاليل المخبريّة والتّي تظهر ارتفاع تركيز أميلاز وليباز المصل ثلاثة أضعاف الحد الطبيعي على الأقل,كما أن درجة ارتفاع الأنزيمات لا تحمل أي دلالة لدرجة النخر.

كما تعتبر الاختبارات المصلية منخفضة الحساسية لأن حوالي ثلث المرضى يحدث لديهم ارتفاع لأنزيمات البنكرياس ولكن أقل من ثلاثة أضعاف الحد الطبيعي, كما أن ارتفاع أميلاز الدم قد يكون لسبب خارج البنكرياس كونه ينتج في الغدد النكفية ونفير فالوب ويرتفع في حال القرحة المثقوبة أو إحتشاء الأمعاء, أو القصور الكلوي.

لذلك يعتبر ليباز المصل أكثر دقة ولكنه قد يكون غير مرتفع لدى بعض المرضى غير العرضيين.

على الرغم من أن التصوير و الاختبارات الشعاعية غير مطلوبة دائماً إلا أنه يفيد في تحديد شدة الالتهاب ويبيّن الأسباب أحياناً.

يعتبر الطبقي المحوري التصوير الأكثر دقة ونوعية حيث يفيد في تميّيز بين البنكرياس المتوذم والالتهاب الخلالي والالتهاب النخري .

أكثر الموجودات مشاهدة على الطبقي المحوري هي ضخامة البنكرياس وعدم استواء حوافه والتهاب النسيج حول البنكرياس وتجمع للسوائل (انظر الشكل(

يعتبر المرنان المغناطيسي مفيداً جداً لدى المرضى الحساسين للتباين الشعاعي.

كما يفيد التصوير بالأمواج فوق الصوتية في كشف الحصيات في حال الشك بالتهاب حصوي المنشأ.

معايير الإنذار في التهاب البنكرياس الحاد :

معظم نوبات التهاب البنكرياس الحاد تكون من الشكل الخلالي المعتدل، وتقريباً كل معدل الوفيات تحدث لدى المرضى المصابين بالشكل النخري من التهاب البنكرياس الحاد ، والذي يتراوح معدل الوفيات فيه بين 10_ 30 % وتحديداً، النخر البنكرياسي الإنتاني.

وتستخدم العديد من أنظمة احتساب النقط للتعريف بدرجة خطورة حالة المريض و تحديد الإنذار، ومن هذه الأنظمة معايير رانسون، نظام غلاسكو، وتقييم أباتشي 2.

وتبقى معايير رانسون النظام الأكثرَ استخداماً ، في حين يعتبر نظام أباتشي الأكثر تعقيداً, ولا يجب أن يحل أي اختبار محل المحاكمة السريرية الدقيقة لكل مريض على حدة.

ويرتفع التركيز المصلي للبروتين الارتكاسي بالترافق مع شدة التهاب البنكرياس الحاد، لكنه ليس واسماً حساساً وباكراً لشدة المرض.

كما يكون المرض أشد في حالة البدانة مؤشر كتلة الجسم فوق الـ 30

التدبير

غالباً ما يشفى التهاب البنكرياس الحاد الخفيف من الشكل الخلالي في غضون بضعة أيام دون أن يتسبب بعقابيل وظيفية . ويتألف التدبير بشكل أساسي من الإجراءات الداعمة، متضمنةً إراحة الأمعاء(الحمية الفموية المطلقة)، تعويض السوائل عبر الوريد، والسيطرة على الألم باستخدام المسكنات المناسبة.

أما المرضى الذين يعانون من التهاب بنكرياس حاد شديد فيجب إجراء تصوير طبقي محوري مدعم لتقييم درجة التنخر الحاصل وشدته.

ويفيد العلاج الوقائي بالصادات فقط مرضى التهاب البنكرياس التنخري، وقد وُجد بأن كلاً من الإيميبينيم ، السيفالوسبورينات و الفلوروكينولونات أدّت لانخفاض نسبة المراضة والوفيات.

ويجب أن يخضع مرضى التهاب البنكرياس التنخري للرشف بالإبرة الدقيقة عبر الجلد وذلك للزرع وصبغة غرام بهدف تقييم وجود التهاب بنكرياس تنخري ، والذي تجب معالجته بالتنضير الجراحي.

مرضى التهاب البنكرياس الحاد غالباً ما يقضون وقتاً مطولاً في المشفى مع عدم قدرتهم على تناول الأطعمة أو السوائل فموياً. وتقترح الأدلة الحديثة أن الاستخدام المبكر للتغذية عبر الأنبوب الأنفي المعوي

تحديداً (الأنفي الصائمي) قد تخفض نسبة المراضة، خاصة الاختلاطات الإنتانية، مقارنة بالتغذية الوريدية.

وينصح باستخدام تقنية تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الراجع للمرضى الذي لديهم دلائل التهاب بنكرياس بحصيات المرارة والشك بانسداد صفراوي. ويشك بالانسداد الصفراوي في حال التحصي المراري أو تحصي القناة الجامعة، ونجد اتساعاً في القناة الصفراوية في هذه الحالة وارتفاعاً في إنزيمات الكبد. ويرتفع تركيز الأمينوترانسفيراز أولاً في التهاب البنكرياس بحصيات المرارة، ثم يُتبع بارتفاع في الفوسفاتاز القلوية والبيليروبين إذا استمر الإنسداد.

وقد أظهر إجراء تقنية التنظير السابقة مع بضع المعصرة انخفاضاً في نسبة المراضة والوفيات لدى أولئك المرضى ، كما قلل بشكل ملحوظ من معدل التهاب الأقنية الصفراوية والخمج الصفراوي.

المضاعفات:

الكيسات الكاذبة البنكرياسية: هي الاختلاط الأكثر شيوعاً لالتهاب البنكرياس الحاد (وهي عبارة عن كيسات من العصارة البنكرياسية ذات بطانة ليفية غير ظهارية تتواجد حول الغدة (

هذه الكيسات تحتاج على الأقل 4أسابيع لتتشكل وغالباً ما تتحلل عفوياً وبدون أعراض , لكن ربما تسبب ألم أو انسداد بالضغط على أعضاء أخرى.

أما الكيسات الكاذبة العرضية تعالج بالنزح عبر الجلد أوالنزح بالتنظير الداخلي أو الجراحي من خلال المعدة أو الإثنى عشر.

المريض المصاب بكيسات كاذبة إنتانية (خراج بنكرياسي ) يعاني من ألم بطني متدهور, حمى و معدل كريات بيض مرتفع . العلاج يكون بالنزح الجراحي أو عبر الجلد و الصادات الحيوية.

أقل الإختلاطات شيوعاً لالتهاب البنكرياس الحاد هو ثقوب أو نواسير القنوات البنكرياسية والتي تترافق مع الحبن البنكرياسي المنشأ. العلاج بإراحة الأمعاء والتنظير الداخلي أو الجراحة.

التهاب البنكرياس قد يؤدي إلى خثار الوريد الطحالي مع دوالي معدية لاحقة ونزوف.

بعض مرضى التهاب البنكرياس الشديد والذين يعانون من تنخر ذو أهمية قد يتطور لديهم الداء السكري

 

المصدر: سيتامول نت