التميز المهنى والقدرة على تطوير الذات.

إن ضخ الاستثمار هو احد الأدوات الاقتصادية والمحرك لاقتصاديات الدول وهو أداه فعالة للتغلب على الأزمات الاقتصادية الطاحنة مهما عظمة حجمها فتلجأ حكومات تلك الدول إلى ضخ مليارات الدولارات لتحريك عجلة الاقتصاد وتغير الأوضاع مما يسهم في تحريك كافة القطاعات الرئيسية للدول.


كما أن الشركات الكبرى تنبة حديثة إلى أهمية ضخ استثمارات في قطاع الموارد البشرية لديها ولذا فإنه قد اشتهر حديثاً مصطلح رأس المال الفكريIntellectual Capital  والذي يبحث في أهمية استثمار الأفكار والقدرات المتوفر داخل الشركات والبحث على تعظيم الاستفادة منها.

من هذا المنطلق ومن باب مسئوليتنا الاجتماعية تجاه أبناءنا الخريجين سواء حديثي التخرج أو قليلي الخبرة بسوق العمل وجب علينا توجيهم بأهمية الاستثمار على المستوى الشخص والفرد و خاصة الاستثمار المهني والعلمي.



فأقوى أنواع الاستثمار هو الاستثمار في الذات والعمل على تطويرها والأشخاص الذين يمتلكون طابع الطموح والبصيرة للمستقبل تجدهم أشخاص حالمون واثقون بقدراتهم يفهم ماذا يريد من حياته و ماهية خطوات العمل ودائما ما يقسم حياتهم إلى مراحل يدرك في كل مرحلة ماهية مقتضيات الساعة فيها وما الذي يحتاجونه منها فهم باحثون دائما في أعماقهم لاستخراج مكنون أفكارهم لتعظيم أقصى استفادة من حياتهم العملية والعلمية .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، فهل أنت آخى الشاب حالم طامح لغدا مشرق أملا في تقلد أفضل المناصب في حياتك، أم أنت من المنهزمون الجالسون يتحسرون على الفرص الضائعة لا يؤمنون بقدراتهم ويتركون من هم دونهم لسحب بساط العمل من تحت أقدمهم وتخطيهم بفضل ذكائهم الوظيفي والعلمي وإخلاصهم النية في عمالهم؟

أخي الشاب
بعيداً عن فكر المأمرات والذي دائماً ما اسمعه ممن هم فاقدي الرؤية لحياتهم فإن الحياة العملية والعلمية تعطى من يعطيهم واستعن بالله وتوكل وانزل سوق العمل واستثمر في ذاتك وستجد المقابل فقط توكل على الله فهو حسبك واعقد النية واعمل واخذ بالأسباب وضع لنفسك دائماً هدف وأمل في كل مراحل حياتك فالحياة بلا هدف حياه بلا فائدة وبل طعم صاحبها عالة على المجتمع وعلى اسرته وعلى نفسه .

وإنّ المتميزون هم أذكياء في حياتهم ولكي نحقق التميز يجب أن نعرف تصنيف الذكاء وماهية أنواعه التي تساعدنا في التميز، إنّ الذكاء كما يوضحه دكتور د. هوارد جاردنر – أستاذ بكلية هارفارد للدراسات العليا فقد قسم الذكاء إلى ثمانية أقسام وهم ذكاء (لغوي – منطقي - الاجتماعي - الحسي – بصري – موسيقى – ذاتي) وما يهمنا هنا وصفة للذكاء الذاتي أو الفردي حيث وصف صاحبه بأنة شخص حباة الرحمن بقدره على تحفيز ذاته بذاته بدون وجود أشخاص أي أنه بيده تشجيع نفسه والأخذ بما يقرره بثقة و يحب الاستقلالية كثيراً والتميز المنفرد.

هذا الشخص يكون له هدف محدد يسعى لتحقيقه، و كما يتسم بالاستقالالية في تفكيره، و كما يعرف نقاط ضعفه و قوته، و إرادته قوية له آراء و اهتمامات تميّزه عن غيره يسمع كثيراً أو يتحدث قليلاً، يتأمل الوجود (الكون - الطبيعة - المجتمع – نفسه)، يسعى لتقديم الحل الشامل للمشكلة. يحترم الزمن ويستثمره جيداً، يتعامل مع الظواهر وفق قوانينها وقواعدها.
ومن هذا المنطلق نرى أن الشخص الذي يمتلك هذا النوع من الذكاء يستطيع الوصول بعيداً فى حياته العلمية والعملية ولكي تتميز يجب أن تدرك ماهية الضغوط التي تواجهك.

 
أولاً: ضغوط خارجة خارج عن إردتك

تتعلق بالبيئة المحيطة والظروف الاجتماعية والأسرية والمالية وغيرها من المؤثرات والضغوط التي تكون خارجة عن إرادة الشخص فهذه الأنواع من الضغوط يجب التكيف معها بقدر ما نستطيع فمن الصعب التغلب عليها نهائياً ولكن يظل أننا قادرون التعايش معها، ويذكرني ذلك عندما كنّا في المدينة الجامعية في السنة النهائية بالجامعة، فكانت بجوارنا أعمال مباني وإنشاءات لمستشفى كبير ولن تنتهي إلا بعد عدد من السنوات وكانوا يستخدمون الرمال في جلي الحديد وكان الصوت على ولا يقدر على التحمل وفى البداية كان الوضع مزعج ولكن مع الوقت أصبح الأمر عادياً استطعنا جميعنا التكيف معه ونجحنا بالتغلب عليه والتكيف معه فهذه ظروف خارجة عن إرادتنا يجب التكيف معها مهما كانت صعوبتها.

ثانياً: ضغوط داخلية ونفسية 

تتعلق بالحالة النفسية والقدرة على مواجهة الصعاب وتهيئة النفس والذات إلى خوض غمار رحلة الحياة العملية وتحمل ضغوطها وكيفية القدرة على ترتيب افكاره وأهدافه والمرونة في تغيرها في إطار هدف عام استراتيجي محدد منذ البداية وهذا النوع من الضغوط يجب ان نمتلك ادوات تحفيز الذات و نسعى لتطوير أنفسنا على تنفيذه فمثل هذه ضغوط يمكن التغلب عليها بالتخطيط والتنظيم والتعلم والتكيف وتنظيم الذات وتوجيها للتغلب على المؤثرات الداخلية .
أخيراً يظل التميز حلم الجميع يجب أن نسعى جاهدين إلى تحقيقه ولو على المستوى الشخصي فالأشخاص المتميزون هم من يصنعون الغد لا الغد هو من يصنعهم.