التلوث الضوضائي: مصادره وأهم الاقتراحات للحد من انتشاره

يرتبط التلوث الضوضائي بالتقدّم الصناعي، فمع بداية الثورة الصناعية بدأ الإنسان يعتمد على الطائرات والسيارات والقطارات والمعامل، ولأنّ التلوث الضوضائي يشكل خطراً على البيئة والإنسان كان لا بد من الحد في انتشاره، فيما يلي سنعرفك عزيزي على مصادر التلوث الضوضائي وسنقدّم بعض الحلول المقترحة للحد من انتشاره.



مصادر التلوث الضوضائي:

مصادر التلوث الضوضائي هي مجموعة من العوامل والأنشطة التي تسهم في إنتاج الضوضاء الصوتية غير المرغوب فيها. يتعدى تأثيرها السلبي حدود البيئة الحضرية، حيث يمكن أن تؤثر على صحتنا وراحتنا اليومية. تشمل مصادر التلوث الضوضائي وسائل النقل، مثل السيارات والطائرات والحافلات، والمعدات الصناعية والإنشائية، والأنشطة الترفيهية مثل الموسيقى العالية الصوت والحفلات الضخمة. لذا، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة هذه المصادر والحد من التلوث الضوضائي المتزايد.

1. صوت التلفاز والمذاع:

إن صوت المذياع والتلفاز أحد أهم أسباب التلوّث الضوضائي، بعض الناس يرفعون صوت المذياع والتلفاز دون مراعاة بأن هناك أشخاص ينزعجون من الأصوات المرتفعة، لذا من الواجب على الجميع أن يُخفّضوا صوت المذياع والتلفاز للحد من الضوضاء ما أمكن، والأخذ بالاعتبار أنّ رفع صوت الراديو يسبب تلوث ضوضائي.

إقرأ أيضاً: اسباب طنين الأذن وطرق العلاج

2. صوت وسائل المواصلات:

إن ضجيج السيارات والطائرات وصوت القطارات تتسبّب في ضوضاء وخاصة لمن يسكنون بالقرب من المحطات، كما أنّ ضجيج السيارات والحافلات يسمعه كل من يسكن في المدن وللأسف من الصعب جداً التخلص من ضوضاء وسائل المواصلات.

3. صوت المصانع والمعامل:

إن تواجد المعامل والمصانع بالقرب من التجمعات السكنية أحدث ضوضاء كبيرة، حيث يصدر عن المعامل والمصانع أصوات كثيرة وقوية وهذا ما قد ينعكس بشكل سلبي على الصحة الجسدية والنفسية بالإضافة للتلوث البيئي.

4. صوت الورش الحرفية:

تنتشر الورش الحرفية مثل ورش النجارة والحدادة والميكانيك في الأسواق وبين الشقق السكنة، ويصدر عن هذه الورش أصوات مرتفعة وهذا ماقد يزيد من نسبة التلوث الضوضائي.

ما هي مخاطر التلوث الضوضائي؟

يعد التلوث الضوضائي خطر غير مرئي؛ إذ لا يمكن رؤيته، لكنه موجود مع ذلك، على البر وتحت سطح البحر. يعتبر التلوث الضوضائي أي صوت غير مرغوب فيه أو مزعج يؤثر على صحة ورفاهية البشر والكائنات الحية الأخرى:

  • يؤثر التلوث الضوضائي على ملايين الأشخاص يوميًا. المشكلة الصحية الأكثر شيوعًا التي يسببها هي فقدان السمع الناجم عن الضوضاء (NIHL).
  • يمكن أن يسبب التعرض للضوضاء العالية أيضًا ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب واضطرابات النوم والتوتر. يمكن أن تؤثر هذه المشاكل الصحية على جميع الفئات العمرية، وخاصة الأطفال، حيث وجدت الدراسات أن العديد من الأطفال الذين يعيشون بالقرب من المطارات أو الشوارع الصاخبة يعانون من الإجهاد ومشاكل أخرى، مثل ضعف الذاكرة ومستوى الانتباه ومهارة القراءة.
  • لا تؤثر الضوضاء المتزايدة على الحيوانات على الأرض فحسب، بل إنها أيضًا مشكلة متنامية لأولئك الذين يعيشون في المحيط، إذ جعلت السفن وأنشطة استخراج النفط وأجهزة السونار والاختبارات الزلزالية البيئة البحرية التي كانت هادئة ذات يوم مليئة بضوضاء عالية وفوضوية.
  • تتأثر الحيتان والدلافين بشكل خاص بالتلوث الضوضائي، وذلك لأن الثدييات البحرية تعتمد على الصدى في تحديد الموقع والتواصل والتنقل والتغذية والعثور على رفقاء، وتتداخل الضوضاء الزائدة مع قدرتها على تحديد موقع الصدى بشكل فعال.

اقتراحات للحد من التلوث الضوضائي (حل مشكلة الضوضاء):

يعتبر التلوث الضوضائي أحد التحديات الرئيسية التي تؤثر على صحتنا ورفاهيتنا، ويمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية والنفسية. للحد من هذه المشكلة، هنا نذكر عدد من حلول التلوث الضوضائي وتحسين جودة حياتنا اليومية:

  • عدم رفع صوت المذياع والتلفاز، وعدم رفع صوت المذياع أثناء قيادة السيارة لأن الأصوات المرتفعة تسبب التلوث الضوضائي وتزعج الناس.
  • سنّ القوانين والتشريعات لمنع استخدام زمور السيارات ومراقبة محركاتها وإيقاف تلك المصدرة للأصوات العالية، كما ويجب سن القوانين التي تمنع استخدام مكبرات الصوت داخل المدينة.
  • بناء المصانع والمعامل وورشات العمل ومحطات التوليد خارج الأسواق والمباني السكنية والأفضل تخصيص أماكن خاصة لها كأن تبنى مدن صناعية، ولا بد من استعمال تقنيات لتخفيف من صوت الصادر عن المصانع والمعامل.
  • تساعد النباتات على امتصاص الضوضاء، وخصوصاً الضوضاء النبضية، لذلك يجب زراعة الأشجار حول المباني السكنية وفي الشوارع والطرقات وفي الأماكن التي تكثر بها الضوضاء.
  • بناء المستشفيات والمدارس والجامعات في أماكن بعيدة عن الضوضاء، وذلك لحماية المرضى والطلاب من ضوضاء المدن ووسائل المواصلات.
  • بناء المطارات في مناطق بعيدة عن المباني السكنية بمسافة لا تقل عن 30 كم، والحرص على منع بناء الأبنية على طول السكك الحديدية وذلك لتخفيف من آثار التلوث الضوضائي.
  • بناء الطرقات والشوارع العريضة وذلك لتقليل من الازدحام المروري، كما يجب تجنب استخدام وسائل النقل الخاصة وذلك لتخفيف من الازدحام والاعتماد على وسائل النقل العامة.
  • ضرورة وضع عوازل صوت حول المباني التي يصدر منها الأصوات للتقليل من شدة الضوضاء، كما ويجب وضع العوازل على مولدات الكهرباء وموتورات المياه وعلى أي شيء يصدر عنه صوت مرتفع.

في الختام:

هكذا تعرفنا على مصادر التلوث الضوضائي وعلى أهم الاقتراحات للحد منها، كل ما عليك فعله عزيزي أن تلتزم بالقوانين والتشريعات التي تصدرها دولتك للإسهام في الحد من التلوث الضوضائي.




مقالات مرتبطة