التفكير- ميثم السلمان

 التفكير

ميثم السلمان

تكمن أهمية مطالعة هذا الكتاب في المعالجة المتوازنة لمفهوم التفكير الذي يُعدّ من أشد المفاهيم غموضا واستعصاءً على التعريف، ولعل القارئ الكريم سيجد نفسه وجها لوجه ازاء مفهوم يتعامل به ومعه في كل شؤون الحياة لكنه لم يعطِه الدرجة الكافية من الاهتمام . ويقدم لنا كتاب الدكتور ميثم سلمان هذا محاولة لتفسير التفكير، أو محاولة مقترحة لفهمه وكيفية توظيفه بالطريقة المثلى لصالح الانسان، وقد تألف هذا الكتاب من قسمين، اشتمل الاول منهما على اربعة فصول، اما الثاني فتكون من تسعة فصول.



تطرق الفصل الأول من القسم الأول إلى ماهية التفكير وبحث فيها من اجل تحديد مزايا ومقومات مفهوم التفكير او تعريفه، فيقول عن ذلك:
إن التفكير هو التنقل بين المخزون الذهني للإنسان، وهو قدرة توجد لدى عموم العباد، مع ذلك فهو أكثر المفاهيم غموضا، ولعل مرد ذلك يعود إلى أن التفكير لا يقتصر أمره على مجرد فهم الآلية التي يحصل عليها بل هو عملية معقدة ومتعددة الخطوات.
ثم يقدم لنا التعريف الأمثل للتفكير باعتباره "عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحسي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف او محصلة ما، ويحصل بوجود الدوافع وفي غياب الموانع"
ويتخصص الفصل الثاني بمفهوم التفكير في الفلسفة الإسلامية حيث يعد عنصرا أساسيا في البناء العقلي- المعرفي الذي يمتلكه الإنسان، ويتطرق هذا الفصل إلى أسلوب البحث عن المحصلة العقلية ثم يعرّف منهج البحث ويعدد أقسامه ليصل إلى شرح المنهج الإسلامي في البحث.
ويبحث الفصل الثالث بدور القرآن في تحريك دواعي التفكير ويسترسل في عرض أوضاع البلاد العربية عندما نزل عليها القرآن الكريم. ثم يخوض المؤلف في الفصل الرابع في الفكر والتفكير في الثقافة الإسلامية ويشرح للقارئ الكريم طرق التفكير ويعدد مستوياته التي يطلق عليها "التفكير السطحي/ التفكير العميق/ التفكير المستنير" ثم يبحث في مراحل التفكير وأنماطه.
أما الفصل الأول من القسم الثاني فيتطرق إلى مفهوم التفكير في علم النفس والدراسات الحديثة ويبحث في الخصائص العامة للتفكير الإنساني ثم الخصائص الإنسانية المميزة للتفكير وهي بحسب المؤلف تنحصر في " الأصالة/ المرونة/ السرعة او الطلاقة" ثم يتحدث عن الدافعية والتفكير.
أما الفصل الثاني فيختص بتصنيف التفكير ويحدده بـ "التفكير الحسي- العملي، والتفكير الحسي – الصوري، والتفكير المجرد. ثم يبحث في الوحدات الأساسية للتفكير أو البنى العقلية.
في حين يتطرق الفصل الثالث إلى وظائف التفكير وطريقة حل المشكلات بالتفكير والعوامل المعرقلة لطريقة حلها ثم نقرأ عرضا لماهية مهارة التفكير وأهمية تعليمه للآخرين، في حين يبحث الفصل الرابع في أنواع التفكير ويحصرها المؤلف في نوعين هما:
1- التفكير الفعال.
2- التفكير الغير فعال.
ثم يعرض لكيفية تنمية مهارات التفكير ومعوقاته أيضا، ثم يخصص المؤلف الفصل الخامس كله للبحث في مهارات التفكير.
أما الفصل السادس فقد تخصص بالإبداع وفرّق بينه وبين الابتداع، ثم عرض لماهيته في سؤال جوهري: ما هو الإبداع؟. ثم يتطرق للتفكير الإبداعي وكيفية تحسينه ويطرح ويجيب عن سؤال جوهري أيضا: لماذا نحتاج إلى تفكير جديد؟.ويبحث الفصل السابع في مراحل التفكير الإبداعي وطرق التدريب عليه.
 في حين يبحث الفصل الثامن في تأثير البيئة الباطنية والظاهرية على التفكير، لنصل إلى الفصل التاسع والأخير وهو يتعلق بالتفكير السليم ودوره في قدرة الإنسان على وضع الأمور في منظورها الحقيقي. 
مكتبة النبأ