التفكير خارج الصندوق

التفكير خارج الصندوق

مايك فانس وديان ديكون

شبكة النبأ: البيئة النفسية للإنسان بما تحتوي من مفاهيم متوارثة أو مكتسبة أو من تجارب يخوضها بحياته غالبا ما تشكل له صندوقا جاهزا يتقولب فيه ويحكم على نفسه الإغلاق ثم يتقوقع بسلبية ويظل أسيرا بمحض إرادته فيما تتحرك الحياة بمسارها دون أن يشارك فيها بإبداع يذكر. وهذا ما يؤدي إلى اضمحلال المواقف المبدعة والعمل المتفرد والنوعية الثائرة التي تأتي بكل جديد. إن الخروج من الصندوق هو هدف كل شكل من أشكال الحياة، الميلاد يعد مثالا مهما للخروج من الصندوق.



 تتفتح الشرنقة عن الفراشة ويخرج النبات من الأرض وتتصدع البيضة من النقر المستمرلأحد الأفراخ كلها أمثلة عن صراع الحياة ضد حدود البيئة.

لماذا نسعى إلى التفكير خارج الصندوق؟، لنعيش، لنكّون، لنجدد.

يعد التفاؤل هو الوقود الذي يشعل التفكير الإبداعي، نحن ننظر خارج الصندوق،ونتصل بالآخرين من خلال رؤيتنا ونتخيل أفضل نتيجة محتملة.
قال خليل جبران: من سيصدق الشتاء إذا قال إن الربيع في قلبي؟.
إننا نتطلع أيضا إلى التفكير خارج الصندوق للحصول على الفائدة الإستراتيجية لمشروعاتنا، إن رياح التغيير تستمر في الهبوب بقوة الإعصار في عالمنا المليءبالشركات.
حيث يقوم رجال التكنولوجيا بالتصفح على شاشة الانترنيت، فهناك تدفق من الثقافة غير المحدودة، لكن الأشكال صعبة الإدراك تحير أكثر باحثي التغييرإطلاعا!.
ووسط تلك الضوضاء بزغت كلمة جديدة طنانة، كانت مثل دواء طال انتظاره، تلك الكلمةالشاملة هي: الاستراتيجي.
والهدف من كونك استراتيجيا هو أن تمنح نفسك فائدة تنافسية،إنها تعني الخروج من الصندوق.
 الخروج من الصندوق هو الذي أنتج السيارة، القطار، الطائرة، المصباح الكهربائي،التطعيم ضد شلل الأطفال، المصاعد الكهربائية، أجهزة التكييف، التلفاز، الفيديو،الحاسوب، والقائمة تطول وليس يغيب عن أفكارنا الابطال الذين خرجوا من الصندوق مثل اديسون، وفيرم وديزني وجيتس، ولويس لامور وفرانك ليود، وجاك ويلش، إضافة للخارجين من الصندوق والذين قدموا للإنسانية الأشياء التي لا غنى لنا منها في زمننا الراهن.
ومؤلف الكتاب مايك فانس الذي يشغل منصب مدير جمعية التفكير الإبداعي الأمريكية ممن يحثون الأفراد على خلق بيئات فريدة للعمل، من اجل زيادة الإنتاجية وخلق منتجات وحلول مبتكرة من خلال ندوات التفكير خارج الصندوق.
وتشاركه زميلته في تأليف هذا الكتاب: ديان ديكون، وهي رئيسة الجمعية الأمريكية للتفكير الإبداعي وجمعية إنصاف المثقفين، وتقدم الندوات الخاصة بالتعاون الاستشاري كأحد الموارد الأعمال الإبداعية والخدمات للشركات في جميع أنحاء العالم.
لقد استخدم مايك فانس وزميلته ديان ديكون رسم طريق خبرتهما الخاصة المصفوفة ذات النقاط التسع التخطيطية إلى النقاط التسع الضرورية من أجل الثقافة الإبداعية: الناس، المكان، المنتج، المشاركة، الإطلاع، الإلهام، الرعاية،التعاون،والإبداع.
إنهم يخبرونك معا كيف تقوم بتغيير الطرق التقليدية في تفكيرك رأسا على عقب،وبالتالي توجه مؤسستك إلى الاتجاه الصحيح.
لقد تم دمج الحلول الإبداعية التي سعت إليها المؤسسات لعقود طويلة.
كما استخدما العديد من التقنيات التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب وتحويل الثقافة في العديد من الشركات العملاقة مثل: آبل للكمبيوتر، جنرال الكتريك، جنرال فودز،جونسون، وشركة والت ديزني.
يتكون الكتاب من تسعة فصول وخاتمة.
1ـ الفصل الأول: كيف دخلنا إلى الصندوق؟
2ـ الفصل الثاني: وسائل فتح الصندوق.
3ـ الفصل الثالث: معادلة النجاح.
4ـ الفصل الرابع: التحول الهائل.
5ـ الفصل الخامس: تصميم البيئات.
 6ـ الفصل السادس: الخطوات السبع.
7ـ الفصل السابع: الأسئلة التسع.
8ـ الفصل الثامن: تكوين الأفكار.
 9ـ الفصل التاسع: الإلهام.
الفصل الأول: كيف دخلنا الصندوق؟، يأخذ هذا الفصل أنموذجا إنسانيا مبدعا هو: نورمان برينكر،وهو صاحب مطعم تتجلى شهرته في أنه يجيد الانتقاء ويكسر أضلاع الصندوق ليبهر الزبائن بما يقدمه لهم وعلى ذلك اكتسب تلك الشهرة العريضة.
الفصل الخامس: تصميم بيئات إبداعية، النموذج: د.ج. فيرنونلاك.
وهو الشخصية الفعالة في مؤسسة ديزني ومجهوداته المبدعة التي أنتجت من ذلك المكانتحفة رائعة من الأعمال والشهرة والمكانة المالية.
الفصل التاسع: الإلهام، الحلقة المفقودة.
الشخصية النموذج في هذا الفصل: والت ديزني. ونجتزئ منها:
 بدأت بعض الشركات الجيدة في الانهيار تدريجيا عندما لوث الجشع ثقافتها فإذا تملكتك فكرة الإدارة الهزيلة والضعيفة فإن ذلك سوف يقود المؤسسة إلى الانهيار، حيثأن الخطر المتربص على طول الخط هو الإدارة السيئة وهو أمر يحدث أو على الأقل انه يقف وراء الباب.
الخاتمة:تتمحور حول العمل الرائع الذي تم خارج الصندوق والمتمثل ببرج ايفل، فرنسا.
ونجتزئ منه ما يلي:
ليس هناك الهام أعظم من أن تقف على قمة برج ايفل في غسق إحدى أمسيات الصيف الدافئة مع شخص تحبه،حيث ترى أمامك القوارب الرائعة والجسور المضيئة لنهر السين،كاري جرانت واودري هيبرن، وكاتدرائية نوتردام، واللوفر، وكنيسة القلب المقدس،ومونتمارتر، ودار الاوبرا الفرنسية، وماجيستك بانثيون.
لقد زار البرج ليوناردو دافنشي، ودالي، وجان دارك، ورمبرانت، وروبسن، وفينوس ديميلو.
إن نتائج حاجة الإنسان للإبداع واضحة بين الطرق والممرات أسفلنا، ومن هذا الارتفاع ونحن على برج ايفل يمكننا أن نشعر بالحافز يخفق في باريس، حتى انه استفز جوعنا الشخصي للانجاز الإبداعي.
إن الحب والعاطفة والرغبة تثير الإبداع، هناك دائما الأفكار التي تلهم كل نحات ورسام ومؤلف وشاعر وموسيقي وعاشق.
هذا الحافز المثير للإبداع لم يتم تمثيله بشكل أفضل من الرجل الذي نظر إلى المستنقع القديم في وسط فلوريدا وحوّله من خلال رؤيته إلى مكان رائع يأتي إليه الناس من كل مكان.

لقد حوّل المكان ذو الشهرة السيئة كمدينة ملاهي كانت بؤرة لتجارة المخدرات والخداع واستغلال الأطفال في العمل، إلى قطعة فنية من الإبداع.

 مكتبة النبأ