التعليم في الوطن العربي إلى أين؟

التعليم في الوطن العربي إلى أين ؟!!

لا أحد من قادة التعليم في الوطن العربي ينكر أهمية التعليم في النهوض بالعرب إلى ما كانو عليه من قبل، لو جلست معهم لسمعت أجمل كلام عن دور التعليم في النهوض بالدول العربية, لكن ما هي الإجراءات التي يقومون بها؟



الإجابة بالطبع تعليم نمطي لا يرتقي بالعقلية العربية المتميزة والتي جابات دول العالم وتفوقت على نفسها، تعليم يعتمد في الغالب على الحفظ والاستظهار ، تعليم يرى بمجهر يبدو في الغالب أنه معطل لا يظهر إلا جزء صغير من الصورة، تعليم لا يضع حلول واقعية للمشكلات الاقليمية، وإن وضع حلولاً فهي حلول وقتية أو بمعنى أدق مسكنات للوضع الحالي.

لا أحد ينكر من قادة التعليم في الوطن العربي أن التعليم هو الطريق الأساسي لما ينبغي عليه وضع البلد سواء كانت هذه البغية سلبية أو إيجابية، وهتلر ليس عنا ببعيد عندما أراد أن يخلق نظاماً ديكتاتورياً.... بدأ بالتعليم فجعل من المعلم نموذجاً مصغراً لما أراد أن يكون عليه هو كحاكم ديكتاتورياً، فلا يمكن مقاطعة المعلم، المعلم هو مصدر كل شئ داخل فصول الدراسة، الطالب سلبياً أو قل هو قالب يصب فيه المعلم ما أراد وكيفما أراد ، بهذا تعود الشعب على هذا النمط من الحكم، وجعل هتلر مليون هتلر غيره، بل أصبع النظام الهتلري هو النظام الذي تعود عليه الشعب، وبذلك بنى هتلر امبراطوريته الديكتاتورية من المدرسة.

صرخت أمريكا حينما صعد السوفيت إلى القمر، صرخوا من اعماقهم وقالوا: أمة في خطر.... ، من أين بدأ الأمريكان لمقاوة الخطر؟ بدأ الأمريكان بالطبع من المدرسة، اعترفوا أولاً بالتقصير، ومن ثم اتجهوا إلى التعليم وإلى المدرسة، والسؤال الآن أين أمريكا الآن؟ بالطبع أمريكا في مقدمة العالم وذلك لأنهم اهتموا بالتعليم . أيها العرب، أيها العقلاء .... لا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب، ونقول نحن كنا سادة العالم، وكنا قادة العالم ، بل يجب ان نبدأ ويجب أن تكون البداية من تحليل واقعي وعقلاني للوضع الراهن لبلادنا العربية ومن ثم البدء وتكون هذه البداية مبنيه كذلك على حلول واقعية وعلى حلول تنهض بنا كي نكون سادة العالم مرة أخرى.

 

 

 

أحمد الجارحي. خبير جودة التعليم

 

 

Ahmed_elgarhy10@yahoo.com