التسويق الإليكتروني ... مُميزات أم ” مُعجزات ” ؟!

أزعم أنّه لو كان أحد روّاد التسويق التاريخيين ، قد امتد به العُمر ليشهد الطفرة الهائلة التى أحدثها عالم الإنترنت ، وتأثيره الضخم على كافة مقوّمات وقواعد التسويق فى العصر الحديث ، لكان قد جُنّ فوراً ، ومات بحسرته على عشرات السنين التى قضاها فى ابتكار نظرياته التسويقية الطويلة والمعقدة..



أزعم أنّه لو كان أحد روّاد التسويق التاريخيين ، قد امتد به العُمر ليشهد الطفرة الهائلة التى أحدثها عالم الإنترنت ، وتأثيره الضخم على كافة مقوّمات وقواعد التسويق فى العصر الحديث ، لكان قد جُنّ فوراً ، ومات بحسرته على عشرات السنين التى قضاها فى ابتكار نظرياته التسويقية الطويلة والمعقدة..

التسويــق الإليكتروني يخرج تأثيره أحياناً من نطاق ( المميزات ) إلى نطاق ( المعجزات ).. ومن حيّز ( المعقول ) إلى حيّز ( اللا معقول ) بالنسبة لكل المتمرّسين فى النظريات التسويقية التقليدية ، التى سبقت ظهور هذا النوع الحديث من التسويق..

أستعرض معك هنا 6 خصائص يُقدّمها لك التسويق الإليكتروني ، بعد الإنتهاء منها لابد أن تجيبني  :

 هل فعلاً هذه مجرّد خصائص مميزة ..

 

أم معجزات حقيقية ؟!

التسويق عبر الإنترنت… من الألف الى الياء

 

 

 

الخاصية الأولى : لا تذهب للعميل ..هو الذي سيأتي اليك !

عمل رجل التسويق هو ببساطة البحث عن العميل المستهدف والوصول إليه .. كلما استطاع الوصول إلى العملاء المُستهدفين بشكل أكبر ، وتوسّعت قاعدة العملاء .. تزداد الحصة السوقية للمُنتج أو الخدمة التى يسوّقها..

الحقيقة أن التسويق الإليكتروني جاء ليقلب هذه النظرية الكلاسيكية العريقة تماماً !

العميل هو الذي يبحث عن المنتج أو الخدمة التى يريدها ، من خلال محركات البحث عبر الكلمات المُفتاحية..

في هذه الحالة ، تجد أن شريحة كبيرة جداً من العملاء يتوافدون إلى شراء سلعتك أو خدمتك ، دون أن تسعى أنت إليهم ، أو تقدّم لهم عروضاً أو تخفيضات ، أو تحاول الإتصال بهم ليل نهار حتى تُقنعهم بأخذ فكرة مبدئية عمّا تنتجه .. قبل خوض شهور عديدة أخرى من أجل إقناعهم ( بشراء ) ما تُنتجه !

كيفية تخطيط وتنفيذ حملة إعلانية ناجحة على الانترنت

 

 

 

الخاصية الثانية : أرباح بدون مبيعات !

أنت تعرف هذا المشهد بالتأكيد ..

صاحب المتجر أو الشركة يجلس فى تعاسة ، ويتوافد عليه عشرات الزوّار يومياً .. منهم من يشتري المُنتج ، ومنهم – وهم الأكثر – لا يفعلون شيئاً سوى أن يحيلوا حياته إلى جحيم ، ويغادروا دون أن يشتروا المُنتج وقد بدا عدم الرضا على وجوههم..

هذا أمر طبيعي للغاية فى أي نشاط تُجاري ..

فى هذه الحالة ، أنت لا تربح سوى من ( شريحة ) مُعيّنة من الزائرين هم الذين يشترون .. أما باقى الزوّار فهم فى الحقيقة عبء ومضيعة للوقت والمجهود ، لأنهم لا يشترون..

تخيّل معي المُعجزة التى تجعلك تربح من كل زائر إلى متجرك ، حتى دون قيامهم بشراء منتجاتك إطلاقاً !

 

بمعنى آخر : أرباح بدون مبيعات..

التسويق الإليكتروني فقط هو الذي يجعلك تحقق ربح مادي من زوّار موقعك ، حتى فى حالة عدم شرائهم للمنتجات ، من خلال زيادة عدد الإعلانات مدفوعة الأجر فى موقعك ، والتى تتناسب طردياً في كثرتها وقيمتها المادية ، مع عدد الزيارات التى يحققها موقعك..

التسوّق عبر الإنترنت .. كابوس لأصحاب المشروعات التقليدية !

 

 

 

الخاصية الثالثة  :انتشار أوسع وتكاليف أقل

رُكن أساسي من أركان التسويق هو الدعاية والإعلان .. فعندما تسوّق لمنتج أو خدمة ما ، فلا مفر أمامك سوى دفع أموال طائلة لحملتك الإعلانية ، فى الوسائل التقليدية المُعتادة .. التلفزيون …الراديو ..الصحف والمجلات .. دعك أيضاً المصاريف التى تحتاجها المواد الدعائية الإعلانية مثل الفلايرز والبانرز ..

بمعنى أنك تتحمّل تكاليف أي وسيلة إعلانية بهدف الدعاية لشركتك – بغض النظر عن قيامها بالنتائج المرجوّة أصلاً أم لا- ..

خذ أيضاً فى اعتبارك ، أن هذه الوسائل من الدعاية التى تتطلب ميزانيات لتغطيتها ، سوف توفر لك إعلانات ( محلية ) محدودة فى إطار زمني معيّن ، وبعدد مُعيّن من الوسائل ..

طيب .. حاول أن تتخيل معي الآتي :

وسيلة تسويقية ..تُمكّنك من صناعة إعلانك بنفسك …يعمل على مدار الساعة ..يجتذب لك الآلاف من العملاء المُستهدفين .. بمقابل مادّي إذا كانت لديك ميزانية لذلك ( إعلانات مدفوعة الأجر )  .. أو مجّاناً إذا لم يكن لديك المصروفات اللازمة لتغطيتها ( زيادة الجُهد فى الإنتشار ).. مع فُرصة ذهبية فى تحويل إعلانك المحلّى إلى إعلان دولي عالمي يطالعه الآلاف من الناس فى كافة أنحاء العالم..