التسمم في مجال الصناعة

تكثر حودث التسمم بين العاملين في مجال الصناعة، و خاصة في المصانع التي تنتج المواد الكيميائية أو المصانع التي تستعمل هذه المواد في أغراض صناعية، و ينجم كثير من حالات التسمم الصناعي عن تعرض العاملين تعرضاً مزمناً لاستنشاق هواء المصنع الملوث بالمواد الكيميائية، أو عن طريق تلوث أيدي العاملين أو جلودهم بهذه المواد، أو على أثر تناول أحد العملين عن طريق السهو أو الخطأ سائلاً من السوائل السامة، و لذلك نجد أن كثيراً من المصانع يولي اهتماماً كبيراً بإمداد العاملين بها بالإرشادات التي تجنبهم خطر الإصابة بالسموم، مع الاهتمام بتوفير الاحتياجات الطبية و الصيدلية لعلاج الإصابات التي قد تصيب العاملين بالمصنع، كما يهتم كل مصنع باتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لمنع تسرب المواد السامة إلى رئة العامل، أو وصولها إلى جلده أو عينه أو جهازه الهضمي، بالإضافة إلى ذلك تقوم الهيئة الطبية بكل مصنع بفحص العمال دوريّاً حتى تتأكد من خلوهم من الأمراض التي تسببها المواد الكيميائية، أو الأمراض الأخرى التي قد تزداد خطورتها نتيجة تعرض العامل لهذه المواد عندما يمارس عملاً يتعارض مع حالته الصحية، و تهتم إدارة كل مصنع بإجراء الفحوصات و التحاليل الطبية للعامل قبل تعينه في وظيفته، وذلك للتأكد من خلوه من أمراض الصدر و الكلية و القلب و الكبد.



وتتخذ الكثير من المصانع الإجراءات التالية للحد من حدوث حالات التسمم في المصنع و للعناية بصحة العاملين به :

1- إحكام الرقابة على الغبار الملوث لهواء المصنع، و تحليل عينات من هذا الغبار لتقدير كميات العناصر السامة به.

2- مراعاة تشغيل العمليات الصناعية التي ينجم عنها تصاعد غبار أو بخار في مكان مغلق و مزود بمراوح لتجديد الهواء، مع ضرورة تغطية المنافذ الهوائية بأغطية تمنع تسرب الغبار إلى الهواء المحيط بالمصنع.

3- نقل عبوات المواد الكيميائية بواسطة عربات مغلقة، حتى لا يتسرب غبار هذه المواد إلى هواء المصنع.

4- تغطية أرض المصنع و الطاولات التي يستعملها العمال بطبقة ملساء لضمان سهولة تنظيفها و عدم تلوثها بالمواد الكيميائية، مع تزويد وحدات الصرف بالماء الجاري وذلك للتخلص من المواد المتراكمة.

5- إزالة الغبار المتساقط على الأرض بمكنات كهربائية.

6- إمداد جميع غرف المصنع بالهواء النقي.

7- استبدال المواد الكيميائية السامة بمواد أقل خطورة كلما أمكن ذلك.

8- تثبيت درجة حرارة أماكن التشغيل و التخزين بالمصنع إذا كانت بعض المواد الكيميائية تتحول إلى مواد أكثر خطورة عندما تتعرض للحرارة المرتفعة.

9- تقدير الحد الأقصى للغبار و الغاز المختلط بهواء المصنع، و الذي يتعرض له العامل على مدى (8) ساعات يوميّاً لمدة خمسة أيام (ساعات و أيام العمل(.

10- إمداد كل مصنع بوحدة علاجية و صيدلية و تجهيزات وقائية و أجهزة إطفاء الحريق.

11- تبصير العمال بخطورة التلوث بالمواد الكيميائية، و حثهم على استعمال الآلات استعمالاً صائباً و دقيقاً، بالإضافة إلى إرشادهم الإرشادات التالية:

أ‌- ضرورة فصل التيار الكهربائي قبل مغادرة مكان العمل، و خاصة إذا كانت المواد الكيميائية الموجودة في المصنع من المواد القابلة للاشتعال أو الانفجار.

ب‌- استعمال القفازات، و الملابس، و النظارات، و الكمامات الواقية كلما أمكن ذلك.

ت‌- استعمال نافورات المياه المخصصة لغسيل العين في حالة تلوث العين بإحدى المواد الكيميائية.

ث‌- تغيير الملابس الواقية يوميّاً مع التأكد من نظافتها.

ج‌- ضرورة غسل الأيدي جيداً بالماء و الصابون قبل تناول الطعام و قبل التدخين، مع مراعاة التدخين في الأماكن المخصصة لهذا الغرض، و تغيير الملابس بعد الانتهاء من العمل.

ح‌- عند الشعور بأي أعراض مرضّية، أو الإصابة بجروح يجب عرض العامل على طبيب المصنع حتى لا يتفاقم المرض.