الترشيد في استخدام المياه

بقلم / منصور أل خيرات

لما خلق الله تعالى هذا الكون اوجد عليه مقومات أساسيه تعتمد عليها المخلوقات الحية في البقاء والتواجد على هذا الكوكب ومن أهم هذه المقومات الماء الذي يشكل 70% من مساحة كوكب الأرض ويعد الماء ألاعب الأساسي في حياة كل كائن حي في هذا الكون لقول الله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شي حي) ويتقدم الماء كل المخلوقات خلقاً حتى خلق السموات والأرض كما قال تعالى( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا(


وقد بينة السنة النبوية على صاحبها أكمل الصلاة وإزكاء السلام مفهوم هذه الآية ففي البخاري في كتاب بدء الخلق قال( كان الله ولم يكن غيره وكان عرشه على الماء وكتب في ذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض ) وفي رواية (ثم خلق السماوات والأرض) وفي حديث أخر ( كان عرشه على الماء ثم خلق القلم فقال له اكتب ما هو كائن ثم خلق السماوات والأرض وما فيهن) وفي الترمذي (أن الماء خلق قبل العرش ) ولان الماء يعد بداية تكوين كل مخلوق خلقه الله تعالى كان هو أهم مقومات الحياة الكونية ولهذا ورد لفظ الماء في القران الكريم في (63) موضعا تذكر بأنه أي الماء نعمة يمن بها الخالق عز وجل على عباده وسائر خلقه فما هو الماء وما سر تميزه على سائر النعم التي انعم بها الله تعالى على خلقة فالماء هو تلك المادة ألسائلة عديمة اللون والرائحة والطعم التي جعلها الله أهم النعم وأساس الحياة الكونية تدخل في خلق كل الكائنات الحية أما سر تميزه فتتلخص في أن الحياة لاتقوم بدونه بل إن بعض الكائنات الحية قد تستغني عن الهواء كالبكتريا الاهوائية وبكتيريا الأمعاء ولكن وحتى الآن لم يعرف أي كائن حي استغنى عن الماء أو قد تستطيع ألتكوينات الطبيعية أن تقوم بدونه وقد مدح ذلك الله تعالى في قوله ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) ولهذا فن الإنسان يموت إذا فقد ما يعادل 20% من الماء الذي يشكل ما نسيه 70% من وزن جسم الإنسان في الحالة الطبيعية وما يحتاجه جسم الإنسان من الماء في كل يوم يقدر (4؛2 )لتر أي يتراوح من( 6ـ 8 ) أكواب يومياً وعن مصادر المياه في المملكة العربية السعودية فتعد السعودية من أكثر الدول في العالم شحاً في موارد المياه أذانها تعتمد اعتماد كامل على المياه الجوفية كمصدر وحيد ورئيسي لها و الآبار هي الطريقة التي تعد المورد الوحيد للمياه وعلى الرغم من ذلك فن معدل استهلاك الفرد اليومي في السعودية يقدر( 286) لتر وبهذا الرقم فن السعودية تحتل المرتبة الثالثة في العالم في الاستهلاك الفردي للمياه وبنضر إلى هذا المعدل المرتفع في استهلاك للفرد الذي يعتبر من الأعلى المستويات استنزافاً للماء في العالم و نظراً إلى افتقارها الشديد للموارد المائية فنه و بهذا المعدل الخطير تواجهنا مشكله كبيره تهددنا بالجفاف لو استمر استنزاف المياه بهذا المعدل العالي وعدم التوازن بين العرض والطلب للمياه سيضعنا في كارثة بيئيه خطيرة ألا وهي نضوب هذه الثروة والنعمة من بلادنا بسبب الاستنزاف في طريقة الاستهلاك العشوائي والذي أثبتت الدراسات والبحوث الجو لجيه العالمية إنه و بحلول عام 1442هـ 2025م سيكون هناك جفاف في مصادر المياه إذا استمراء الاستهلاك للماء بهذه ألصوره العشوائية ولهذا قامة الدولة مستدركة حجم هذه الكارثة فسارعت في الدراسة والبحث عن وسائل وحلول سريعة وهادفة تكون نقطة انطلاقها في تجنب البلاد الوقوع في هذه الكارثة فقامت باتخاذ بعض الخطوات الهامة ومنها

1.       العمل على إصلاح التسربات في شبكات المياه الرئيسي
2.       سن قوانين جديدة في مجال الزراعة وطرق الري
3.       سن مواصفات ومقاييس جديدة للأدوات الصحية والغسالات
4.       تدشين الحملة الوطنية للتوعية والترشيد في الاستهلاك المياه (القرار بيدك(
5.       البدء في عملية تخصيص قطاع المياه
6.       توفير أدوات مرشدة تحد من الاستهلاك العشوائي للمياه توفر ( ما بين 30 إلى 40%) من استخدام الفردي وهذه الأدوات متوفرة ألان في مديرات المياه و توزع مجاناً ومنها ما يباع و بأسعار رمزية تتراوح أسعارها بين(7-8-9 ريالات للقطعة الواحدة ) عبارة عن مرشد لدش الذي يلعب الدور نفسه في كمية التوفير الفعلي التي تلعبها الأدوات المرشدة المجانية وهذه الأدوات بنوعيها لا توفر الماء فحسب بل أنها توفر المال ولا تقلل من فعالية الاستخدام بهذه الخطوات وغير من الخطوات تسعا الدولة ممثلة في وزارة المياه والكهرباء الحفاظ على هذه النعمة وفق الكتاب والسنة على صاحبها إزكا الصلاة و السلام مستغلة لذلك كل الوسائل التي تساعدها في الحفاظ على هذه الثروة وبكل الطرق المتاحة وما تدشينه للحملة الوطنية التوعية والترشيدية في استهلاك المياه إلا رسالة سامية تنطوي تحت الأمر بل معروف والنهي عن المنكر و الترشيد مصطلح عام وسائد لا يقصد منة التقيد الكلي عن الاستخدام للنعمة وإنما يقصد منة الاستخدام الأمثل والسليم لهذه النعمة ولخدمة والترشيد بات منهج صحيحًا وطريقة سليمة الكثير من الدول المتحضرة تجاه الكثير من الخدمات الرئيسة منها والثانوية والدعوة إليها فضيلة من الفضائل التي تعتبر من الأمور التي اختصت بها هذه الأمة التي مدحها الله تعالى في قوله (كنتم خير أمه أخرجت لناس تمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) ومن جانب أخر هيا الرسالة التوعوية التي نحن هنا اليوملأجلها الذي لم نأتي لكم موجهين أو مرشدين أو إننا أكثركم علماً وأفقهكم ثقافتاً أو لنملي عليكم قرارات وإحكام ولكن أتيناكم متوسمين فيكم و مستعينين بكم بعد الله تعالى كجيل متعلم يدرك حجم هذه النعمة التي لا غنى عنها في الحياة ويعي المسئولية الموكلة على كل فرد منا أتيناكم والأمل يسبقنا لكم في أن نضع أيادينا بيديكم لنتشارك معاً لإيصال هذه الرسالة السامية تكونون أنتم المنبر الذي ستصل من خلاله مضمون ومفهم غايتها وهدف أترشيد في استهلاك المياه إلى كل فرد من إفراد مجتمعاتنا الأسرية ومن أهم الأهداف طاعة الله تعالى بما أمر بيه في الحفاظ على النعمة في قوله جلا وعلا ( يا بني ادم كلوا وشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) وشكره بما انعم علينا من نعم كثيرة ومنها نعمة الماء من خلال الشكر الفعلي بالحفاظ والترشيد في استهلاكه بطرق مثلا ثم طاعة نبيه الكريم فيما وجه بيه من توجيه نبوي شريف قال فيه عليه الصلاة والسلام ( لا تسرف ولو كنت على نهر جاري ) ثم طاعة ولآة الأمر الذين يسعون في تسخير كل الإمكانيات وبذل كل الجهد لتوفير هذه النعمة وإيصالها إلى كل فرد من إفراد هذا المجتمع الذي أصبح باستخداميه العشوائي المفرط يهدد هذه النعمة بزوال والنضوب أتيناكم وشعارنا يداً بيد لنضع للهدر حد هذه هي رسالتنا ودعوتنا لكم ورجائنا منكم بان يكون الترشيد في استهلاك المياه هدف ضروري و طلب نسعى جميعاً إلى تحقيقه لتدوم هذه النعمة لنا اليوم وللأجيال الآتية إنشاء الله تعالى .

المصدر: مجلة المياه