التحويل بين الشركات وتحويل مؤسسة إلى شركة

إنَّ تحويل مؤسسة إلى شركة هو عملية تحويل هيئة مؤسسية ذات طبيعة مختلفة إلى شركة تجارية تعمل بنظام الشراكة بين المساهمين، ويتم ذلك بتحويل ملكية المؤسسة من مالك واحد أو عدة ملَّاك إلى شركة مساهمة تملكها مجموعة من المساهمين.



تتطلَّب عملية تحويل مؤسسة إلى شركة اتِّباع عدة خطوات، مثل تعديل العقود والمستندات القانونية والحصول على التراخيص اللازمة وتسجيل الشركة الجديدة لدى الجهات المعنية، وتحديد هيكل الشركة وتعيين مجلس الإدارة والمدير العام والمدير المالي والمسؤولين الآخرين.

يمكن أن يوفر تحويل مؤسسة إلى شركة عديداً من المزايا، مثل زيادة رأس المال وتوزيع الملكية والمسؤولية على المساهمين، وتحسين فرص النمو والتوسع وزيادة الجاذبية للمستثمرين، كما يمكن أن يوفر عديداً من الحوافز الضريبية والاقتصادية.

مع ذلك، يتعيَّن على المؤسسة النظر في بعض العيوب والتحديات التي قد تواجهها في عملية التحول، مثل الزيادة في التكاليف والضرائب والتعقيدات القانونية والتنظيمية، والتحديات الإدارية والتنظيمية المرتبطة بتشغيل شركة ما، وغيرها من العوامل التي يجب دراستها جيداً قبل اتخاذ القرار بشأن التحويل.

ما هو تعريف الشركة؟

الشركة هي مؤسسة تجارية تتكوَّن من مجموعة من الأفراد أو الشركاء الذين يتفقون على إنشاء وتشغيل عمل تجاري مشترك، وتتمثل مهمة الشركة في تحقيق الأرباح من خلال تقديم سلع أو خدمات للعملاء، ويُقاس النجاح بالأرباح المُحقَّقة، وتكون الشركة عادة مملوكة للمساهمين الذين يملكون أسهماً في الشركة، وتُدار أعمال الشركة من قبل مجلس الإدارة والمدير التنفيذي.

تتنوع أنواع الشركات جداً، مثل الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، والشركات الخاصة والعامة، والشركات المساهمة والشركات الشخصية، وتختلف الشركات أيضاً في طريقة تمويلها وتنظيمها، والتزاماتها القانونية والضريبية، والأنظمة والإجراءات التي يجب اتباعها لإدارة الأعمال.

يمكن أن تكون الشركة متخصصة في مجال واحد أو عدة مجالات، ويعمل فيها فريق من الموظفين الذين يساهمون في تحقيق أهداف الشركة، وتعد الشركة بمنزلة كيان مستقل عن مؤسسيها ومالكيها، وتمتلك الشركة قدرة على تحمُّل المخاطر والتحولات في الأعمال التجارية.

ما هو تعريف المؤسسة؟

المؤسسة هي كيان تجاري يتكوَّن من شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص يعملون معاً في إنشاء وتشغيل عمل تجاري مشابه لتلك التي تقوم بها الشركة، ولكن تختلف في البنية التنظيمية والتمويل والتنظيم القانوني، فتختلف المؤسسة عن الشركة في عدة جوانب، إذ يكون المالك والمسؤول الوحيد في المؤسسة هو المؤسس نفسه، ولا تُقسَّم الملكية على عدة مساهمين كما هو الحال في الشركة.

المؤسسة غير قانونية بنفس الطريقة التي تكون فيها الشركة قانونية، ويتحمَّل المؤسس الوحيد في المؤسسة جميع المخاطر والمسؤوليات المتعلقة بعملية الأعمال التجارية، ويتحمل أيضاً المسؤولية الكاملة عن الديون والالتزامات الأخرى التي يتعلق بها العمل.

المؤسسة ليست ملزمة بتحقيق الأرباح القصوى، ويمكن أن تكون المؤسسة غير ربحية إذا كانت تهدف إلى تحقيق أهداف غير ربحية مثل العمل الخيري أو الخدمة الاجتماعية.

على الرغم من أنَّ المؤسسة والشركة تختلفان في عدة جوانب، إلا أنَّهما تتشابهان في أنَّ كلتيهما تعمل على تحقيق أهداف تجارية وتقديم سلع أو خدمات للعملاء، وتخضعان للقوانين واللوائح المحلية والدولية المتعلقة بالأعمال التجارية.

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء تقضي على الشركات الناشئة

ما هو الفرق بين المؤسسة والشركة؟

المؤسسة والشركة هما مصطلحان قد يشيران إلى كيانات قانونية تقوم بنشاطات تجارية أو غير تجارية، ومع ذلك، يختلف الفرق بينهما من حيث الطبيعة والغرض والتنظيم والتشريعات التي يخضعان لها، فالشركة هي كيان قانوني يتكون من مجموعة من المساهمين الذين يقدمون رأس المال للاستثمار في النشاط التجاري، والهدف الأساسي للشركة هو تحقيق الربح للمساهمين، وعادة ما تكون الشركات مقيدة بالقوانين التجارية وتحتاج إلى الامتثال لمجموعة من المعايير المحددة من قبل الحكومة والسلطات الرقابية الأخرى.

تُعرف المؤسسة بأنَّها كيان يهدف إلى تقديم خدمات أو منتجات للمجتمع من دون الحاجة إلى تحقيق الأرباح، ومن أمثلة المؤسسات المعروفة المؤسسات الخيرية والجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الحكومية، وعادةً ما تكون هذه المؤسسات تابعة للحكومة أو ممولة بالمنح أو التبرعات.

تختلف المؤسسات والشركات في أهدافها ونشاطاتها وطرائق تمويلها وتنظيمها والتشريعات التي تخضع لها، ومع ذلك، يمكن أن تتشابه بعض الجوانب بينهما، على سبيل المثال، يمكن للمؤسسات التي تقوم بتقديم خدمات والشركات أن توظف موظفين وتقوم بنشاطات تجارية، ولكنَّ الغرض الأساسي والهيكل التنظيمي يختلفان.

 فوائد تحويل مؤسسة إلى شركة:

إنَّ فوائد تحويل مؤسسة إلى شركة كثيرة ومتشعبة، نذكر منها:

1. زيادة الشفافية والنزاهة:

تعد من أهم فوائد تحويل مؤسسة إلى شركة، فعندما تحوِّل مؤسسة إلى شركة، تُفرَض متطلبات تقرير أكثر صرامة وشفافية على الأداء المالي والعمليات التجارية، هذا يساعد على زيادة النزاهة وتعزيز الثقة بين المساهمين والعملاء والشركاء التجاريين.

2. الحماية القانونية:

تتمتَّع الشركات بحماية قانونية أفضل مقارنة بالمؤسسات، فعندما تكون الشركة كياناً قانونياً مستقلاً، فإنَّ المسؤولية المالية تكون محدودة على رأس المال المستثمر في الشركة؛ وهذا يعني أنَّ المساهمين غالباً ما يكونون غير مسؤولين شخصياً عن الديون والخسائر التي تحدث في الشركة.

3. جذب الاستثمارات:

يمكن أن يزيد تحويل المؤسسة إلى شركة من فرص الحصول على التمويل وجذب الاستثمارات، فيمكن للشركات جذب المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار في أعمال تجارية محتملة مع عوائد مالية مستقبلية مضمونة، وغيرها من فوائد تحويل مؤسسة إلى شركة.

4. التوزيع العادل للأرباح:

تحويل المؤسسة إلى شركة يمكن أن يتيح توزيع الأرباح بطريقة أكثر عدالة وفقاً لحصص المساهمين، فيمكن توزيع الأرباح بناءً على عدد الأسهم التي تمتلكها كل منهما، وهذا بدوره ينعكس إيجاباً على طريقة نقل العمال من مؤسسة إلى شركة.

5. تحسين الإدارة:

هي الفائدة الأخيرة من فوائد تحويل مؤسسة إلى شركة، فعندما تتحول المؤسسة إلى شركة، تُفرَض عليها أسس إدارية أكثر صرامة، وهذا يؤدي إلى تحسين إدارة الشركة.

عيوب تحويل المؤسسة إلى شركة:

رغم أنَّ تحويل المؤسسة إلى شركة يمكن أن يكون له فوائد، لكن يمكن أيضاً أن تترتب عليه بعض العيوب، ومنها:

1. الإجراءات القانونية والمالية:

تعد الإجراءات القانونية والمالية أول عيب من عيوب تحويل مؤسسة إلى شركة، فيتطلب تحويل المؤسسة إلى شركة القيام بعدد كبير من الإجراءات القانونية والمالية، مثل تعديل العقود والمستندات القانونية، وتحويل أصول المؤسسة إلى الشركة، ويتطلب ذلك دفع الرسوم والتكاليف المتعلقة بالإجراءات القانونية والمالية.

2. التكاليف المالية:

يمكن أن تكون تكاليف تحويل المؤسسة إلى شركة عالية، ويشمل ذلك تكاليف الإعداد والترخيص، وتكاليف المحاماة والمستشارين، وتكاليف الإعلانات القانونية، وهذا بدوره يقف عائقاً في طريقة نقل العمال من مؤسسة إلى شركة.

3. زيادة المسؤولية:

يتحول المساهمون في المؤسسة إلى مساهمين في الشركة، وعندما تُحوَّل المؤسسة إلى شركة، يتحمل المساهمون مسؤولية أكبر، ويمكن أن يكونوا مسؤولين عن ديون الشركة والتزاماتها المالية، إضافة إلى الخسائر التي تتكبدها.

4. تغيير الهيكل التنظيمي:

قد يؤدي تحويل المؤسسة إلى شركة إلى تغيير الهيكل التنظيمي والإداري للشركة، وهذا يتطلب وقتاً وجهداً لإدارة التغيير، وهذا ما يعرقل طريقة نقل العمال من مؤسسة إلى شركة

5. العمل الإضافي:

يمكن أن يتطلب تحويل المؤسسة إلى شركة القيام بعدد كبير من الإجراءات والأعمال الإضافية، مثل إعداد التقارير والبيانات المالية والقانونية، وإدارة عمليات الشركة ومراقبتها باستمرار، وهذا يتطلب وقتاً وجهداً كبيرَين، وغيرها من عيوب تحويل مؤسسة إلى شركة.

خطوات تحويل مؤسسة إلى شركة:

يتطلب تحويل مؤسسة إلى شركة اتباع عدد من الخطوات والإجراءات القانونية والإدارية، ومن بين هذه الخطوات:

1. إجراء دراسة جدوى:

ينبغي على المؤسسة إجراء دراسة جدوى دقيقة لتحويلها إلى شركة، فتهدف هذه الدراسة إلى تحديد الفوائد والمساوئ والتكاليف المرتبطة بتحويل المؤسسة إلى شركة.

2. تعديل العقود والمستندات القانونية:

يجب على المؤسسة تعديل عقودها ومستنداتها القانونية، مثل العقود الإيجارية وعقود العمل والاتفاقيات الأخرى، لتناسب شكل الشركة الجديدة.

3. إصدار القرارات الإدارية:

يجب على المؤسسة إصدار القرارات الإداري:ة المناسبة لتحويلها إلى شركة، مثل قرار تعيين مجلس الإدارة وقرار تعيين المدير العام والمدير المالي وغيرهما من المسؤولين.

4. التراخيص القانونية:

يجب على المؤسسة الحصول على التراخيص القانونية المطلوبة لتحويلها إلى شركة، مثل الترخيص من الجهات الحكومية والرخص التجارية اللازمة.

5. التصريح بالأصول:

يجب على المؤسسة التصريح بأصولها وتحديد قيمتها، وتحويلها رسمياً إلى الشركة الجديدة.

6. التسجيل الرسمي للشركة:

يجب على المؤسسة تسجيل الشركة الجديدة لدى الجهات المعنية والحصول على الشهادات والتصاريح اللازمة، مثل شهادة التسجيل التجاري والرخص التجارية اللازمة.

7. الإعلان القانوني:

يجب على المؤسسة الإعلان القانوني عن تحويلها إلى شركة؛ وذلك عن طريق سن القوانين والتشريعات المناسبة.

إقرأ أيضاً: أنواع الشركات في الإمارات العربية المتحدة

في الختام:

يعد تحويل مؤسسة إلى شركة خطوة جريئة وهامة قد يقوم بها المالك أو الملَّاك لتوسيع أو تحسين عملية الأعمال وتطويرها، ولتوزيع الملكية والمسؤولية بين عدد من المساهمين، ومع ذلك، يجب على المؤسسة أن تدرس جيداً جميع العوامل المتعلقة بتحويل المؤسسة إلى شركة قبل اتخاذ القرار النهائي.

من الجوانب الإيجابية لتحويل المؤسسة إلى شركة هي زيادة رأس المال وتوسيع العمل والنمو، وتحسين الشفافية وتقليل المخاطر المالية والقانونية، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين فرص الحصول على التمويل وتقليل الضرائب وتحسين سمعة العلامة التجارية، وتوفير الحوافز الاقتصادية والضريبية.

من ناحية أخرى، يجب على المؤسسة الوعي ببعض العيوب والتحديات التي يمكن أن تواجهها في عملية التحويل، مثل زيادة التكاليف والضرائب والتعقيدات القانونية والتنظيمية، وتحديات الإدارة والتنظيم المرتبطة بتشغيل شركة.

إنَّ تحويل مؤسسة إلى شركة يمكن أن يكون خياراً جيداً إذا دُرِسَ الأمر جيداً واتُّخِذَ القرار الصحيح بشأنه، ومن الضروري أن تُراجَع جميع النواحي المتعلقة بهذه العملية قبل الشروع فيها، وأن تعمل المؤسسة على وضع خطة عمل واضحة ومحكمة الإعداد لضمان النجاح في هذا التحول.




مقالات مرتبطة