التحدُّث إلى الجمهور، إيصال الفكرة المعقدة بنجاح

إنَّ التحدُّث إلى جمهورٍ يمكن أن يكون مُمتعاً ومثيراً؛ ولكن عدم التحضير له، أو عدم تحديد أهداف العرض التقديمي، أو عدم التعرُّف على جمهورك؛ يمكن أن يجعل حتَّى أفضل العروض إعداداً كارثةً بمعنى الكلمة. إذاً، كيف يمكنك تجنُّب هذا؟ التحضير هو سرُّ الخطاب الناجح.



لضمان فعاليَّة العرض التقديمي:

  1. أولاً، حدِّد هدفك. اسأل نفسك:
    • لماذا أقدِّم هذا العرض؟
    • ماذا أريد أن يأخذ الجمهور من العرض التقديمي الذي أقدِّمه؟
  2. ثانياً، حدِّد جمهورك. إذ أنَّ معرفتهم بموضوع عرضك سيحدِّد المستوى الذي تقدِّم فيه خطابك.

كيف تنظِّم عرضك التقديمي؟

بمجرَّد تحديد غرضك وهدفك العامِّ للعرض التقديمي، بالإضافة إلى تحديد الجمهور؛ فقد حان الوقت لتنظيم العرض. سوف تحتاج إلى بدء هذه العمليَّة عن طريق تحديد طول مدَّة العرض التقديمي.

خذ الوقت المخصَّص وقسِّمه إلى أجزاءٍ أصغر، واجعل كلَّ جزءٍ يعالج مَهمَّةً محدَّدة، على أن تعكس كلَّها الهدف العام للعرض. على سبيل المثال: يجب أن يكون الجزء الأوّل لمقدِّمة العرض التقديمي، وفي هذا الجزء يجب عليك تقديم نظرةٍ عامَّةٍ عن العرض، أو مُلَخَّصٍ قصيرٍ لخطابك يشرحُ الموضوع، ويفسِّر سبب حديثك عنه، وما تأمل تحقيقه.

يجب أن يتناول الجزء التالي من الوقتِ العنصرَ الأوّلَ من أجندتك، وأن يتناول الجزء الذي بعده البند التالي من أجندتك، وهكذا.

وما إن تعدَّ المقدِّمة وتحدِّد كيف ستسير أجزاء الوقت، اقضِ بعض الوقت في التفكير في ختام العرض. حيث تُعدُّ مقدِّمة وخاتمة العرض التقديمي أهمَّ الأقسام، وينبغي أن يكون لهما أقوى تأثير.

1. تحقيق الوضوح والتأثير:

اجعل العرض التقديمي قصيراً وبسيطاً، إذ لن يتذكَّر جمهورك كلَّ نقطةٍ من عرضك التقديمي؛ لذلك سلِّط الضوء على الأجزاء الأكثر أهميَّة. فكلَّما طال العرض، ارتفع خطر الشعور بالملل.

عندما تكون في شكٍّ من ذلك، استخدم هيكل يسمّى "أخبرهم" (tell'em):

  • أخبرهم بما ستخبرهم به. على سبيل المثال: "في هذا العرض التقديمي سأريكم...".
  • أخبرهم النقاط الرئيسة، مُوسِّعاً ومُوضِّحاً كلَّاً منها بإيجاز.
  • أخبرهم بما أخبرتهم به للتوِّ، على سبيل المثال: "في الختام..." أو "في الملخص..."؛ واختتم عرضك التقديمي.

2. تعزيز رسالتك بالوسائل البصرية:

انظر أيضاً في استخدام الوسائل البصرية. يجب اختبار أجهزة عرض الشرائح وعرض البيانات والفيديو وأجهزة الكمبيوتر مُسبقاً، للتأكُّد من أنَّها تعمل بشكلٍ صحيح، وأنَّك تعرف كيفيَّة استخدامها.

احرص على ألَّا تحشو الكثير من المعلومات في شريحةِ عرضٍ واحدة، حيث يُعدُّ احتواء كلِّ شريحةٍ على ستَّة سطورٍ أو أقلَّ قاعدةً جيِّدةً لاتِّباعها؛ واحرص أيضاً على أن يكون أيُّ نوعٍ من الرسومات كبيرٌ بما يكفي، بحيث يتمكَّن الجمهور من رؤيته بوضوحٍ من جميع المقاعد؛ واحرص على أن تكون الألوان المُستخدمة مريحةً للعيون، مع الأخذ في عين الاعتبار الإضاءة في المكان.

الحقيقة المحزنة هي أنَّ الكثير من قوَّتك سيُحكَم عليها من خلال جودة الشرائح؛ لذلك تحتاج إلى التأكُّد من أنَّ تصميمها يدعم نمط رسالتك.

يجب تحديد الشرائح وترتيبها بشكلٍ واضحٍ مُسبقاً، وإعداد المخطَّطات البيانية مُسبقاً متى أمكن ذلك؛ وعندما تُستخدَم خلال العرض التقديمي لأخذِ الملاحظات، اجعل الطباعة كبيرةً بما يكفي لكي يراها جميع المشاركين.

عند استخدام هذه الصور المتنوّعة، لا تُدِر ظهرك للجمهور؛ بل قف بوضعٍ يسمح لك باستخدام الصور المرئية ومواجهة جمهورك في الوقت نفسه.

إقرأ أيضاً: قائمة نصائح شاملة من "برايان تريسي" في مجال الحديث أمام الجمهور

3. ترتيب مكان العرض:

زُر المكان التي ستعرض فيه العرض إن أمكن، وحدِّد كيف ستعمل الوسائل البصرية التي اخترتها، وحدِّد مقاعد الجلوس. إنَّ الجلوس بشكل دائرةٍ يشجِّع التفاعل، بينما لاتشجِّع الصفوف عليه.

انتبه إلى الإضاءة، والمساحة، وحتَّى درجة حرارة الغرفة؛ وضَع دفاتر الملاحظات وأقلام الرصاص في كلِّ مقعدٍ إذا كان المشاركون بحاجةٍ إليها لتدوين ملاحظات، أو قد ترغب بوضع بضع كؤوسٍ في كلِّ مقعدٍ مع عددٍ قليل من أباريق الماء، في حال كان العرض سيستمرُّ أكثر من نصف ساعة. إذا فعلت هذا، فاحرص على إتاحة الوقت لاستراحات الحمام.

رغم أنَّك لست بحاجةٍ إلى حفظ العرض التقديمي بأكمله، لكن اجعل نفسك تألفه جيداً من خلال التدرب عليه كثيراً. تمرَّن على العرض التقديمي بالكامل قدر المُستطاع قبل تقديمه بشكلٍ حيٍّ إلى الجمهور، إذ كلَّما تدرَّبت أكثر، ستكون أكثر ثقةً بنفسك، وستبدو أكثر طلاقةً لجمهورك.

إذا كنت تعرف موضوعك، وقد أعددت له بشكلٍ مناسب؛ فسوف تكون قادراً على تقديم رسالتك بصوت عالٍ وواضح.

عندما تكون في حالةٍ من القلق أو التوتُّر، استمرَّ في التركيز على هدفك، وهو مساعدة الجمهور لفهم رسالتك. وجِّه أفكارك إلى الموضوع الحالي؛ حيث أنَّ الجمهور قد جاء لسماع عرضك التقديمي، وسوف تنجح.

نصائح وتقنيات:

نصائحٌ للمساعدة في جعل عرضك التقديمي ناجحاً بشكلٍ مُبهر:

  1. تجنَّب الكثير من الإحصاءات والمعلومات المُربكة في العرض التقديمي؛ وبدلاً من ذلك، ضع هذه المعلومات في نشرةٍ للمشاركين للإشارة إليها في وقتٍ لاحق.
  2. إذا نسيت كلماتك، توقَّف مؤقَّتاً للحظةٍ وتذكَّر هدفك. على الرغم من أنَّ الكلمات قد لا تعود إليك مباشرةً، إلَّا أنَّ ذلك سيساعدك في البقاء على المسار، وربَّما يساعدك في التفكير في أفكارٍ إضافيَّةٍ يستفيد الجمهور من سماعها.
  3. تصوَّر نفسك وأنت تُحقِّق النجاح.
  4. ابدأ بالتنفس.
  5. ركِّز على احتياجات الجمهور قبل العرض التقديمي.
  6. خذ دورةً في التحدُّث أمام الجمهور في كليةٍ أو جامعةٍ محلية. وهي في كثير من الأحيان تقدِّم دوراتٍ ليلية، وعادةً ما تكون غير مُكلفة، في حين تزوِّدك بالمهارات الهامَّة التي ستعزِّز ثقتك في هذا المجال.
  7. صوِّر فيديو خاصَّاً بك خلال العرض. كلُّ ما تحتاجه للقيام بذلك: كاميرا فيديو، وحاملاً ثلاثي القوائم. ثمَّ من خلال تشغيل الفيديو، أجرِ تعجيلاتيٍ على العرض التقديمي المُسجَّل وفقاً لآرائك .

 

المصدر: موقع "مايند تولز".




مقالات مرتبطة