البيت للراحة!

 

   نعم البيت للراحة وهل هناك من يشكك في ذلك، نعم البيت للراحة..



 

ولكن الخلاف يأتي في نوع تلك الراحة التي يظنها البعض بأنه ذلك الطعام اللذيذ والذي يليه ذلك النـوم العميـق ثم الانطلاق بحيوية ونشاط ليتم الابداع والبناء والانتاج خارج المنزل إلى أن تخور القوى يعود مرة أخرى إلى ذلك السرير ليلقي بجسده عليه وهكذا تمر الأيام ونتبرمج على هذا النمط من الحيـاة، فالحيوية والعطاء والانتاج والابتسامة كل ذلك خارج المنزل وأما داخل المنـزل فالعكس من ذلك تماماً، فالحيوية تنقلب إلى كسـل والإنتاج يتوقف والابتسامة تتحول إلى تكشـيرة وكل هذا من نصيب الأبنـاء ناهيك عن بعض الآباء الذين يأتون بمشاكلهم الخارجية ويرمون بها في وجوه الأبناء وهذا واضح في رفع الأصوات والتأفف حتى من اللقاء الأول وهو عائد إلى البيت ولا يسأل نفسه سـؤال ما ذنب هذا الطفل المسكين وما ذنب هذه المرأة المسكينة، ولعله يتعلل بأن كل ما يقوم به إنما هو من أجلهم، نعم هذا صحيح ولكن هنا أطرح سؤالاً إذا كانت الحياة بهذا النمط وبهذا الأسلوب فأين يصنع الحب وأين يصنع الانتماء وأين يصنع الولاء للأسرة وللوطن بل وللدين كل ذلك منبعه الأساسي من البيت، فإذا كان نصيب البيت من حياتنا بقدر ما يعطى من مال الزكاة فكيف نستطيع أن نصنع الولاء والانتماء في هذا الإنسان، بل كيف نستطيع أن نصنع منه التوافق النفسي وهو بداية التوافق الاجتماعي حتى نخرج في النهاية أبناء لديهم توازن في حياتهم العملية بشكل عـام.

 

أرجو أن نغير مفهومنا تجاه البيت ونعيد النظر بجدية قبل أن يفوت الآوان، ونعض أصابع الندم على ما قمنا نحن به، إن العظماء يتربون على أيادي العظماء، نعم عندما تكون عظيماً في همتك ومفاهيمك تجاه أغلى وأعز ما تملك أقول لك أنت عظيم والتاريخ يشهد بأن المرأة العظيمة التي جعلت من البيت مدرسة بل وجامعة تخرج منها رجل يسمى المجدد إمام أهل السنة والجماعة الامام / أحمد بن حنبل وهكذا أم الامام الشافعي وغيرهم كثير.. فهل كانت بيوتهـم للراحــة!!.