الانانية..إغراء للنفس البشرية ووأد لجمالها

اذا كانت مشاكل العالم اليوم تتجسد في كونها مشاكل مادية واقتصادية... فان مشاكل الناس في تناقض شخصياتهم ... في زمن اضحى فيه الانسان محاطا باسوار من الهموم والقلق والتوتر ... والاضطراب ....ولعل دراسة شخصية الانسان تعد من اصعب الدراسات... ذلك ان الانسان تؤثر فية وعليه البيئة ...واتصالة مع غيره من.... بني البشر وتعاونه معه او مخاصمتة له..



لكن علينا ان نعترف ان التربية الصالحة قادرة بكل تآكيد على تخفيف الآم النفس واضطرابها وتجنبها الحروب والشرور.

وافات الزمان وتناقضاتة والتخريب والهدم والانحدار ....وبعث الامان والاطمئنان في هذه النفس حتى تمضي صافيه نقية دون توتر او ضياع ....

لكن ماذا عن انانية الانسان ....ولماذا ترى اليوم هذا العالم يهيج ويموج بالاناني والانانيين ... حتى انك تحتار في التعامل معهم ....واحيانا تتركهم في انانيتهم يعبثون ....

نزعة الانانية تكثربين الناس، وتتفاوت من شخص لاخرنظرا لان الانسان بطبيعته محب لذاته... ميال لتحقيق اهدافه بطريقه او اخرى...

وفي معجم الاخلاق: الانانية مبدآ في الحياة وخصلة خلقية يدلان على سلوك لانسان من زاوية موقفة من المجتمع والاخرين وهي تعني ان الانسان يؤثر عند اختياره لنهجه في سلوك مصالحة الخاصة على مصالح المجتمع والناس الاخرين وتتشكل احد اكثر تجليات الفرد ية صراحة وعلنية.

والانانية كخصلة خلقية كان الوعي الاخلاقي على امتداد تاريخه يقيمها سلبا رغم ان هذا المفهوم كان يتضمن احيانا مغزى ايجابيا،وهي كظاهره اجتماعية واسعة تظهر مع ظهور حب التملك الخاص في ظروف تفسخ العلاقات البدائية وتصير لها اهمية خاصة في المجتمع البرجوازي حيث تصل علاقات حب التملك الخاصة الى اوج تطورها .

وفي المعجم ايضا ان الاعمال الخاصة التى تخضع لمصالح الرآسمالي الضيقة لاهداف الانانية تشكل بالنسبة له الصيغة الفعلية الوحيده التى من خلالها يمكن له ان يشارك في النشاط النافع اجتماعيا ولذا فان البرجوازي من جهة يربي الانانية في نفسة هو من جهة اخرى يصور تكديسة للمال والثروة لونا من عمل الخير يجود به... يعني مليا الامبالاه بالاخرين وتجاهل مصالحهم ..

وتقول احدى الدراسات بآن للانسان الا يسترشد في افعاله الا بمصالحه الذاتية وتطرح الانانية مبدآ حاسما في السلوك الاخلاقي ويمكن ابراز جانبين في نظريات الانانية فهناك من جهة مذهب فلسفي في طييعة الانسان يقول بآن ثمة ميلا فطريا عند الانسان للحصول على اللذة... ولتوخي مصالحهم الذاتية... وهناك مذهب اخلاقي يقول ان على الناس آن يهتدوا في نشاطهم الاخلاقي بالمصالح الشخصية وقد سبق لفلاسفة اليونان ان طرحوا فكرة ان الانسان اناني بطبيعته.

وفي معجم علم النفس: الانانية نوع من السلوك يقوم على اساس من المنفعة الذاتية بدلا من منفعة الاخرين... وهي الافراط في تقدير الذات وما تتصف به وفي تقدير ما انجزه الفرد .

واذا كانت النفس البشرية تواقه لان تعزز حب الذات للذات... فان علينا ان نعمل من خلال التربية والتنشئة السليمة ومن خلال المدرسة ومناهجنا التعليمية على كبح جماع الانانية...وتعويد الانسان منذ مراحل الطفولة الاولى على الايثار والكرم...

ومساعده الاخرين وتعزيز الثقة بالذات ونشر فضيلة المحبة والتعامل مع الاخرين بالتقدير والاحترام وبث الامل في النفوس....

ان للاسرة الدور المؤثر في نفوس الاطفال من خلال تدريبهم وتعليمهم على الفضائل والاخلاق الحسنه وتعويدهم في حياتهم الاولى على الايثار... وتعزيز ذلك من خلال ماتقدمة الاسرة من نماذج ذاتية في حياتهم... فالاطفال يقلدون الاباء والامهات ....

وحتى يكون التقليد جميلا وناجحا فعلى الاباء والامهات ان يكونوا خير نموذج لابنائهم في العطاء والمحبة والكرم والابتعادعن الانانية ومحاسبه النفس على اهوائها واغوائها وان يكونوا صالحين في تعاملهم مع الاخرين ...صادقين في محبتهم وجمال نفوسهم ووعدهم والتزامهم بالابتعاد عن الانانية شر الشرور .... وعلينا ان نجتثها من بعض النفوس اذا سكنت فيها ... بالمحبة والايمان وكرم النفس والتنشئة الصالحة ...والتربية الحسنة .. القائمة على الخير والبر والاحترام

 

المصدر: منتدى مخمليات