الاكتئاب والسمنة حليفان.. والاكتئاب يمنعك من علاج السمنة

والإنسان المكتئب والذي يشعر بعدم الثقة بالنفس أو اليأس يحاول أن يجد الأمان في تناول المزيد والمزيد من كميات الطعام، في رغبة حقيقية للحفاظ على الذات والإبقاء على الحياة، ولكن بصورة مبالغ فيها. فمن المعروف أن تناول الطعام هو أول الطرق التي تستخدمها غريزة حب الحياة في الاستمرار في الحياة.. ولكن الاكتئاب يبالغ في استثمار هذه الطريقة فيأكل المكتئب ويأكل ويأكل.. حتى يصاب بالسمنة.


بعد الإصابة بالسمنة يتفاقم الاكتئاب.. اذ أن السمين المكتئب لا يجد ملابس لائقة فيتدهور مستوى أناقته وبهمل منظره ويشعر بالدونية مهما حاول أن يقاوم.. فيزيد الإحساس بالاكتئاب.. ثم يدخل الشخص السمين في مرحلة مضاعفات السمنة في صورة الإصابة بأمراض مختلفة مثل القلب وارتفاع الضغط وسكر الدم، وآلام المفاصل والعضلات، فيزيد الاكتئاب نتيجة الإحساس بوطأة المرض.. وقد تفقده السمنة بعض من علاقاته الحميمة، مثل العلاقات الزوجية التي تتأثر بالقطع بالسمنة سواء بسبب الإحساس بنقص الثقة بالنفس والدونية، أو باضطراب الهورمونات الذي ينعكس بالتالي على كل نواحي الحياة من عاطفة وجسد ونفس.

لكن أخطر نقطة في تزاوج الاكتئاب والسمنة هو في أن الاكتئاب قد يمنع الشخص السمين من طلب العلاج من سمنته.. فالاكتئاب الذي يجعل الانسان يفقد الرغبة في الحياة (وفي حالاته الشديدة قد يدفع الى الانتحار) يجعله يشعر بحالة من عدم الرغبة في فعل أي شيء، حتى لو كان هذا الشيء هو الذهاب إلى الطبيب لعلاج السمنة. فيتقوقع الشخص السمين في سمنته، متمترسا خلف طبقة الدهن الكثيفة التي تحيط بجسمه، قاطعا كل صلة له بالعالم، في حالة موت بطيء مع انعدام الرغبة في الحياة.
وهنا نتوجه بالنصيحة لكل من يعاني من السمنة والاكتئاب.. قاوم اكتئابك ولو مرة واحدة.. اذهب فيها لطلب العلاج .. وبعدها ستتحسن كل الأسباب التي إصابتك بالسمنة والاكتئاب .. أو بالاكتئاب والسمنة .. أيهما أولا .. وستبدأ رحلة الأمل والسعادة والصحة واستعادة الرغبة في الحياة.. الحياة المشرقة الجميلة.

المصدر: عماد صبحي