الاضطرابات المصطنعة

تتميز الاضطرابات المصطنعة بأن الأعراض الفيزيائية أو النفسية يتحكم بها المريض إرادياً ، وتتميز عن التمارض بأن المريض يختلقها دون سبب واضح بينما بوجد في التمارض ربح واضح منه ( للتخلص من حضور محاكمة ، أو للخروج من السجن ، أو للحصول على تعويض بسبب إصابة مزعومة(

ففي الاضطرابات المصطنعة قد يختلق المريض أعراضاً نفسية ( كما في متلازمة غانسر) أو أعراضاً فيزيائية ( كما في متلازمة منشوزن) شديدة أو مؤذية للذات مما يوحي بالتفكير النفاسي .



وتشمل الأعراض النفسية أعراض النفاس وأعراض الخرف . وقد يذكر المرضى أهلاساً ونساوة أو أفكاراً انتحارية . ومن أعراض متلازمة غانسر المميزة الميل لإعطاء جواب تقرييبي ولكنه غير صحيح على الأسئلة التي توجه إليه ( فإذا سئل عن عدد قوائم الحصان أجاب خمسة ، وما حاصل 8 × 6 أجاب 49 (

أما مرضى متلازمة منشوزن فيشكون من أعراض مرضية ( والأعراض الشائعة هي الغثيان والدوخة وألم البطن ) . وقد يحدثون بأنفسهم موجودات مرضية ، فقبل وجود ميازين الحرارة الالكترونية كان المرضى يحدثون ( حمى بدلك ميزان الحرارة) أو بتقريبه من مصباح كهربائي . فقد تبين في مجموعة من مرضى الحرارة المجهولة السبب أن 1% منهم حرارته مصطنعة .

وفي الشكل الخبيث من المتلازمة كان بعض المرضى يتناولون مضادات التخثر لإحداث نزوف وكدمات ، وبعضهم يتناولون مدرات قوية ليفقدوا البوتاسيوم وليحدثوا ضعفاً عضلياً أو يحدثون جروحاً نازفة في جسدهم ليصابوا بفقر الدم ، أو يحقنون التالك في مفاصلهم لإحداث التهاب مفصلي . ويحدث هؤلاء المرضى هذه الشذوذات لكي يقبلوا في المستشفيات ، وكثيراً ما يتعرضون لفحوص تشخيصية واسعة مضنية وأحياناً لعمليات جراحية ، ويتنقلون عادة من مستشفى إلى آخر في كل أنحاء البلاد.

وقد قبل بعض المرضى 30 إلى 40 مرة في المستشفيات وأجريت لهم عمليات جراحية عديدة ، وكثيرون منهم على علم بالطب ومنهم من عمل سابقاً في مستشفى ، وعندما يجابهون بالتشخيص الصحيح ينكرون عادة الادعاء ويغادرون المستشفى ليظهروا فيما بعد في مستشفى آخر بشكاوى مماثلة .

والتشبث بالمرض هذياني غالباً ويمكن تقاسمه مع الأهل ( جنون الاثنين ) . والاكثر غرابة هم بعض الأشخاص النادرين الذين يحدثون أعراضاً مرضية في أطفالهم ( متلازمة منشوزن بالوكالة ) ويخضعونهم لدراسات تشسخيصية وعلاجية واسعة . ومن الأمثلة الواردة إعطاء أدوية مركنة للأطفال لإحداث سبات عارض أو إضافة دم أو براز إلى البول لإحداث بيلة دموية أو خمج بولي .

والإمراض في متلازمة منشوزن Munchausen Syndrome غير معروف ، لكن هؤلاء المرضى بالتعريف مصابون بمرض عقلي رئيسي أو باضطرابات في الشخصية . وغاية الشخص ببساطة هي أن يصبح مريضاً .

ورغم أن التشخيص قد يكون صعباً، لكن مفاتيح التشيخص متاحة عادة منذ البدء لتساعد على تجنب الدراسات المطولة في معظم هؤلاء المرضى ، فلديهم عادة قصة مرضية سابقة واسعة وتشاخيص عديدة وعمليات جراحية كثيرة .

وعلى الرغم من هذه الخلفية الرهيبة يبدو هؤلاء المرضى عادة معافين وبصحة جيدة . وأخيرا تز داد الأعراض والعلامات شدة بوجود العناية والمراقبة الطبية ، فمثلاً يتلوى هؤلاء المرضى من ألم البطن ويتوقفون فجأة عن إظهار ألمهم بمجرد مغادرة الممرضة للغرفة .

وتشخيص هذه الحالات سهل إذا خطر على البال . وقد يكشف تفتيش غرفة المريض سراً الأدوية والأدوات التي تكمن وراء الفحوص المخبرية الشاذة أو تكشف آفات الجلد الموجودة في الأماكن التي يسهل على المريض الوصول إليها لتخريشها .

 

تبدو متلازمة منشوزن معندة على المعالجة لأن المرضى يرفضون عادة المعالجة النفسية . والمعالجة تكون أولاً بمعرفة المرض ومحاولة منع تكرر دخول المريض إلى المستشفيات . وقليلون من ضحايا هذا المرض يمكن تحسين حالتهم بمراقبتهم عن كثب من قبل طبيب يعرف مرضهم

 

المصدر: البوابة الصحية