الاستثمار العقاري: مفهومه، وأنواعه، ونصائح للراغبين بدخوله

إذا كنت تبحث عن طريقة مناسبة لاستثمار أموالك، فإحدى أنسب الطرائق هي الاستثمار العقاري؛ حيث يعد طريقة آمنة ومربحة وأقل مجازفة؛ وذلك لأنَّ الاتجاه العام للاستثمار في العالم العربي الآن يميل نحو الاستثمار العقاري نظراً لارتفاع أسعار الدولار، وحرص الدول العربية على تشجيع الاستثمار العقاري، وبناء مدن عمرانية جديدة ومشاريع تجارية وسكنية.



ويعدُّ الاستثمار العقاري أحد أدوات الاستثمار التي يمكن الاعتماد عليها في تحقيق الثروة، ومن أهم وأنجح الاستثمارات وأكثرها انتشاراً على مستوى العالم ومن أكبر الدلائل على قوة وأمان الاستثمار العقاري هو إقبال الدول والشركات على استثمار أموالهم في هذا المجال.

ونحن اليوم بصدد الإجابة عن السؤال المتكرر "كيف أستثمر أموالي في العقارات؟"؛ لذلك سنتعرف إلى ما يلي:

  1. مفهوم الاستثمار العقاري.
  2. أنواع الاستثمار العقاري.
  3. نصائح للراغبين بدخول مجال الاستثمار العقاري.

مفهوم الاستثمار العقاري:

بدايةً سنتطرق إلى تعريف العقار تعريفاً عاماً:

العقار هو الأرض مع أي تحسينات دائمة ملحقة بها، سواء كانت طبيعية أم من صنع الإنسان، بما في ذلك المياه والأشجار والمعادن والمباني والمنازل والأسوار والجسور.

العقارات شكل من أشكال الملكية العقارية؛ وهي تختلف عن الممتلكات الشخصية، فالسمة الأساسية للممتلكات الشخصية أنَّها منقولة، وهي أشياء لا ترتبط بالأرض ارتباطاً دائماً، مثل: المركبات والقوارب والمجوهرات والأثاث ومعدات المزرعة والملابس والهواتف الذكية.

العقارات هي إحدى أشكال الأصول ذات السيولة المحدودة مقارنة بالاستثمارات الأخرى؛ مثل: الأسهم أو السندات التي تُتَداول علانيةً في الأسواق المالية؛ كما أنَّها كثيفة رأس المال وتعتمد اعتماداً كبيراً على التدفق النقدي؛ وإذا لم تُفهَم هذه العوامل جيداً وتُدار من قِبل المستثمر، تصبح العقارات استثماراً محفوفاً بالمخاطر.

أمَّا الاستثمار العقاري فيشمل: بصفة عامة استخدام الأموال المستثمرة في شراء العقارات و/أو ملكيتها و/أو إدارتها و/أو تأجيرها و/أو بيعها من أجل الربح؛ كما يعدُّ تحسين الممتلكات العقارية - كجزء من استراتيجية الاستثمار العقاري عموماً - تخصصاً فرعياً للاستثمار العقاري، ويسمى التطوير العقاري.

وهذا الأمر يتطلب من المستثمر بعض الخبرات في البحث، والتحلي بالصبر والالتزام، ومراعاة مجموعة من العوامل قبل اتخاذ قرار البدء بالاستثمار العقاري في دولة ما دون غيرها، فعليه النظر إلى الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية على حدٍّ سواء.

وعليه أيضاً دراسة وضع السوق العقاري ومعرفة إن كان من المتوقع أن يوفر فرصاً عقارية مستقبلية أم لا؛ وكل هذا لضمان نجاح استثمارات المستثمرين الأجانب وضمان استمرارية تلك الاستثمارات وتحقيق أرباح وفيرة.

ومن أهم مميزات هذا النوع من الاستثمار أنَّه أحد الأدوات المالية التي يمكن أن تحمي المستثمر من التقلبات الاقتصادية الحادَّة؛ ويعدُّ الاستثمار العقاري استثماراً طويل الأجل، بسبب استقراره الواضح مقارنة بسوق الأوراق المالية.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لتبدأ استثمارك بنجاح

أنواع الاستثمار العقاري:

  1. الاستثمار في العقارات التجارية: وهو من أفضل الأنواع؛ حيث تكون المعاملات مع تجار أو شركات؛ وتكون الإيجارات التجارية مرتفعة أكثر من إيجارات الأفراد، كما تكون الشركات التجارية أكثر اهتماماً من الأفراد بالحفاظ على صورتها.
  2. الاستثمار في الإيجارات السكنية: وهي طريقة مستقرة نسبياً، وذلك لطول فترات الإيجار السكني وضمان إيجار شهري ثابت؛ ولكن هناك بعض العيوب؛ مثل: مصروفات الصيانة الدورية للحفاظ على شكل العقار وقيمته، واحتمالية تعثر المستأجرين في دفع الإيجار شهرياً، وأيضاً احتمالية عدم تأجير العقار لفترات.
  3. طريقة أخرى للاستثمار في العقارات: وهي شراء عقار بدون تشطيب أو عقار قديم وتجديده ثم بيعه بعد التجديد وكسب الفرق، ولكنَّها طريقة مرهقة تحتاج إلى وقت طويل وتعامل مباشر مع العمال ومجهود مضاعف، وعلى الرغم من ذلك فإنَّها تعدُّ وسيلة استثمار عقارية سريعة الأجل نسبياً.
  4. الاستثمار العقاري عن طريق تجميع رؤوس الأموال: وهو حل أمثل لمن لا يريد المجازفة بكل أمواله في السوق؛ عليه فقط أن يبحث بتأنٍ عن صندوق استثمار عقاري مناسب له من حيث سمعة الصندوق والتصميمات والمشاريع التي يقوم بها؛ وتتمثل آلية عمل الصناديق العقارية بأنَّها تدفع نسبة وقدرها من أرباحها الكلية لأصحاب الأسهم.
  5. الاستثمار العقاري عبر منصات الإنترنت العقارية: وهي وسيلة مناسبة لمن يريد الانفتاح على السوق العالمي للاستثمار العقاري الناجح؛ ويوفر ذلك طريقة جيدة لاستثمار أموالك استثماراً مضموناً في أي مكان في العالم وبدون وسطاء أو عمولات تؤخذ من الأرباح.
إقرأ أيضاً: صناديق الاستثمار في السعودية وأنواعها

نصائح للراغبين بالدخول مجال الاستثمار العقاري:

  1. تقييم الاستثمار: أي تحديد العائد المتوقع مستقبلاً منه.
  2. متابعة حركة السوق: يُفضَّل شراء العقارات عندما يكون سعرها منخفضاً، ومن ثم بيعها عندما يزداد الطلب عليها.
  3. دراسة المنطقة السكنية: من حيث الخدمات المقدَّمة والأسعار والتعداد السكاني، وبعض الأشخاص ينصحون بالاستثمار في المكان الذي تعمل أو تسكن فيه؛ وذلك لأنَّك ستكون على دراية أكثر بالمميزات والعيوب الخاصة بالمنطقة.
  4. الشراء بأقل من سعر السوق: فالاستثمار الناجح يكمن في شراء العقار بسعر أقل من سعر السوق حتى تتمكن من إعادة بيعه بسعر أعلى لتحقيق الأرباح المطلوبة.
  5. اختيار العقار المناسب: اختيار عقار يمكنه تدوير الأرباح بصورة مستمرة خلال الفترة المتوقعة.
  6. تحديد تكاليف ونفقات التشغيل: هي النفقات التي تتحملها مع أولى خطوات الاستثمار العقاري؛ مثل: معدل الفائدة والرسوم المصاحبة للتمويل العقاري، ورسوم التقييم العقاري والاستشارات، بالإضافة إلى الرسوم التي تدفعها بعد استلام العقار مثل: أقساط التأمين، والرسوم الإدارية، ورسوم الصيانة وتكاليف صيانة المرافق؛ فكل هذه التكاليف تقلل من صافي الأرباح الناتجة من الاستثمار.
  7. انتهاز فرص المناطق الجديدة: يعدُّ فرصة جيدة؛ وذلك لأنَّك قد تحقق أرباحاً عندما تزدهر هذه المنطقة ويزداد الطلب عليها؛ إذ إنَّ تكلفة الشراء ستكون أقل، ومن ثم بيعها بأسعار مرتفعة.
  8. استشارة ذوي الخبرة: وذلك لأنَّك بحاجة إلى خدماتهم ونصائحهم دوماً، شرط التأكد من دقة المعلومات وجودة الخدمة للحصول على أفضل نتائج استثمارية بأقل سعر ممكن.
  9. مراجعة أسعار الإيجارات: أن تقيِّم هذا الاستثمار تقييماً موضوعياً مبنياً على أقل سعر متوقع للإيجار حتى لا تصل إلى مرحلة تقل فيها إيرادات الإيجار، ومن ثم تقل الأرباح الصافية بصورة غير متوقعة.
  10. البحث عن العقارات ذات الربحية العالية: وكذلك البائعين الذين لديهم دوافع قوية للبيع؛ مثل السفر.
  11. أن تكون على دراية كاملة بكل مستجدات هذا المجال: ومتابعة كل جيد عن العقارات الجديدة المطلوب بيعها، وذلك من خلال متابعة الجديد على الإنترنت والتواصل دائماً مع الوكلاء.
  12. تثقيف نفسك: بالتعرف إلى الخطط والاستراتيجيات الخاصة بالاستثمار الأمثل في هذا المجال من حيث طرائق الاستثمار المختلفة والتعرف إلى أنواع القروض المناسبة لظروفك إذا قررت اللجوء إليها.
  13. الاستعداد للأحداث غير المتوقعة والمفاجآت التي قد تحدث: مثل التغير في الأسعار أو الإصلاحات الخفية للعقار أو بطء السوق.
  14. جعل الإيجار الشهري للعقار أكبر من قيمة القسط الشهري وقيمة مصروفات الصيانة: حتى لا تحدث خسائر مادية وتعثرات في فترة سداد قيمة العقار.
  15. رفع قيمة الإيجار سنوياً: حتى تتمكن من شراء عقار جديد تستثمر فيه الأرباح حتى تكون عملية الاستثمار العقاري الناجح دائمة ومستمرة.
  16. وضع خطة للأموال المستثمرة: حتى تسير عجلة الاستثمار العقاري الناجح سيراً متزناً.
  17. خد وقتك في البحث، لكن دون مبالغة: لا تسارع في شراء العقار فقط لأنَّه بدا جميلاً أو جذاباً لك؛ وتذكر أنَّ الهدف من شرائك للعقار هو بيعه بربح.

في الختام:

إنَّ المغامرة في الاستثمار العقاري قرار يجب التفكير فيه جيداً قبل اتخاذه؛ فإنَّه يتطلب الكثير من البحوث قبل خوضه، وكذلك الصبر والالتزام؛ وفي حال تم القيام به قياماً صحيحاً، سيكون رحلة مربحة لك؛ وعلاوة على ذلك فإنَّه يمكن أن يوفر لك دخلاً شهرياً ثابتاً، كما أنَّه يعد تأميناً ضد التقلبات المالية والاقتصادية.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8




مقالات مرتبطة