الإنقاذ المتخصّص

الإنقاذ المتخصص يتراوح بين سهولة إزالة شجرة سقطت على رجل وصعوبة إنقاذ في كارثة منجم فحم. بين هاتين الحالتين حالات طارئة كثيرة، كالغرق والحريق، وحوادث التزلج، وسيارات الجليد. والمطلوب من ضابط الإسعاف النموذجي أن يجمع بين مهارة اللاعبين على الحبال وخفة متسلقي الجبال، وأن يكون ذكياً في مواجهة المشكلات كالمهندس في تخصصه. ولكن لا ينتظر منه أن يصبح بين عشية أو ضحاها خبيراً في هذا المجال وذلك بسبب تنوع الحوادث وتعدد الخبرات وكثرة المعدات المستعملة في مجالات الإنقاذ المعقدة. كما أن هذا الفصل لا يتطرق للموضوع بعمق واحتواء كافة المجالات الإنقاذية.

ويعد الإلمام بنوعية فرق الإنقاذ المتخصصة في منطقة ما من واجبات مركز البث الإذاعي. وكما أن على ضابط الإسعاف الإلمام ببعض الأمور، كذلك فإن سيارة الإسعاف يجب أن تجهز بكل الأدوات الخاصة بهذا النوع من الأعمال، وعلى فرقة الإنقاذ أن تكون مدربة على استعمالها بمهارة في كل المواقف، لتستطيع بواسطتها إنقاذ المصابين.



تصنيف الإنقاذ:

يصنف الإنقاذ بشكل عام إلى أربعة أقسام: أولي وخفيف ومتوسط ومتقدم.

·         الإنقاذ الأولي : هو الإنقاذ الأسهل، ولا يحتاج عادة إلا إلى أدوات قليلة جداً.

·         الإنقاذ الخفيف : ويأتي بالدرجة الثانية من حيث الصعوبة بعد الإنقاذ الأولي. ويبدأ بحالات مثل نقل المصابين في الأدوار العليا على السلالم والحبال أو من الطوابق السفلى، بواسطة السحب والتمرير.

·         الإنقاذ المتوسط: يفوق الإنقاذ الخفيف في الصعوبة، ويستعمل عمال الإنقاذ فيه أدوات الاقتحام كالمناشير والقضبان والرافعات التي توجد عادة في سيارات الإنقاذ التابعة للدوائر كدائرة مكافحة الحرائق. من مضمون الإنقاذ المتوسط استعمال الحبال والرافعات الميكانيكية ذات الساقين، أو ذات الثلاثة مناصب، لإنقاذ المصاب. ومن مضمون هذا النوع من الإنقاذ أيضاً سحب الأشخاص من الطوابق العليا في بناء ما.

·         الإنقاذ المتقدم : يحتوي هذا النوع على أعمال أكثر تعقيداً كالهدم والعناية بالمصاب تحت ظروف صعبة كهدم الجدران. وكافة أنواع الإنقاذ كتخليص المصابين من بناء تهدم على من فيه.

وتكون عملية الإنقاذ التي يقوم بها رجال الإطفاء عادة من نوع الإنقاذ المتقدم. ودائرة الإطفاء عادة هي أولى الدوائر التي تبلغ عن مثل هذه الحوادث الطارئة. ومع أن رجال الإطفاء لا يكونون مدربين خصيصاً لكل هذه الحالات فإنهم يبدعون بابتكار وسائل كثيراً ما تعطي نتائج حسنة جداً.

الإنقاذ الأساسي ومعداته

من الضروري أن يلم ضابط الإسعاف ببعض وسائل الإنقاذ البسيطة التي لا تحتاج إلى تدريب متقدم. فقد يواجه هذا العامل المشكلات البسيطة، مثل إزالة عوائق خفيفة وتحرير رجل طفل عالقة في شجرة، أو إزالة أجسام خفيفة، أو إخراج مصابين من أماكن ردم بسيطة، فالمهارات والنظريات والأدوات الأساسية التي تستعمل لتخليص أفراد من السيارات، قد تستعمل في أكثر الحالات لتخليص المحصورين في أماكن أخرى, والمعرفة العملية الجيدة في مجالات ربط العقد، وتركيب الحمالات، وعمل السلالم، ووضع الكمامات، واستعمال الأدوات والرافعات الكهربائية ضرورية جداً للعمل في هذا المجال.

أما ربط العقد ومعرفة تركيب الحمالات فهما قيمان جداً وتحتاج إليهما في حالات نقل المصاب، ورفعه وإنزاله، وخصوصاً عندما تكون الحمالات المخصصة لذلك من نوع ستوك. غير متوافرة. فالحمالة المركبة في الميدان تفي بالغرض، لتثبيت المصاب كما هو مبين في الرسم   بحزمة واحدة، مربوطاً إلى اللوح الظهري الذي يبلغ طوله 9 أقدام. كذلك يمكن أن يوضع المصاب على حمالة ويلف بحرامين ويربط لتثبيته في مكانه  .

 

 

ويحتاج الإنقاذ بواسطة السلم الأساسي، إلى رجل واحد ليحمل المصاب من الأمام والخلف كما هو مبين في الرسمين  . وهناك السلم التوأم حيث يكون المصاب فيه محمولاً أفقياً   ويتم إنزال الحمالة، أو السلة بواسطة سلم هوائي. وتستعمل سلة الإطفاء وعقدة الإنقاذ عند الحاجة لإنزال مصاب أو إنزال رجل إطفاء لإنقاذ المصاب.

إذا دعت الحاجة، وفي حال عدم توافر حمالة ستوك، أو اللوح الظهري، يمكن ربط المصاب إلى حمالة عادية. ومن ثم يلف المصاب أولاً بغطائين، ثم يربط جيداً إلى الحمالة بحبل سمكه 2/1 بوصة وطوله 50 قدماً. يتم ربط المصاب بلف الحبل حول قدميه، وبعد ذلك ربطه من أحد طرفيه، ولف الطرف الآخر مع استعمال عقد متصلة بشكل دائرة حول الحمالة حتى صدره.

وعلى ضابط الإسعاف أن يلم بكيفية وضع الكمام الواقي لاستعماله في الأماكن الملوثة. ويجب أن تتوافر هذه الكمامات في سيارات الإسعاف المتجهة إلى أماكن قد يحتاج العامل فيها إلى استعمالها.

وهناك أيضاً آلات القوى التي على ضابط الإسعاف التعرف عليها جيداً، وهي تضم مجموعة أدوات منها المنشار الكهربائي، أو المناشير التي تعمل بالوقود، والمطارق الهوائية، والروافع الميكانيكية والكهربائية.

مراحل عمليات إنقاذ

من الممكن في الكوارث، حيث يرتفع عدد الضحايا، مثل اجتياح الأعاصير وحوادث القطارات، برمجة عملية الإنقاذ. هذه المراحل المبرمجة تختلف بأولوياتها عن عملية إسعاف الطوارئ، وتعالج فقط تخليص المصاب.

المرحلة الأولى: تكون بإنقاذ المصابين العالقين بشكل بسيط، والممكن إنقاذهم إما برفع عمود أو إزالة بعض الردم.

المرحلة الثانية: تتعلق بتخليص المصابين المحجوزين بشكل أكثر تعقداً، ولكن من الممكن تخليصهم بواسطة الأدوات المتوافرة محلياً، وفي وقت قصير نسبياً.

المرحلة الثالثة: تكون بتخليص المصابين الذين يعانون من وضع معقد ويحتاح إخراجهم إلى وقت أطول، وآلات رافعة، وقاطعة لإزالة العوائق من سبيلهم، مثل إخراج عامل عالق في حفرة تحت آلة كبيرة.

الرحلة الأخيرة: تكون بإخراج الجثث.

الإنقاذ المتخصص

في بعض حالات الكوارث كالأعاصير الثلجية والفيضانات والصقيع وحوادث سقوط الطائرات، يحتاج عامل الإنقاذ لخبرات معينة، مثل خبرة تسلق الجبال، أو التزلج على الجليد. وواجب عامل الإنقاذ في هذه الحالات أن يقوم أولاً: باستدعاء الخبير المختص بالحالة المعنية، ثانياً: عليه إما أن يتوجه إلى مكان الحادث، أو الانتظار في أقرب نقطة تجمع، لتقديم المساعدة الضرورية. وفي أكثر الحالات يكون ضابط الإسعاف المتخصص قادراً على تقديم الإسعافات الأولية بنفسه، وفي بعض المناطق النائية يعطي هؤلاء المتخصصون إبر المورفين، ويضعون الجبائر، أو الجبس.

المصدر: الطبي