الإصرار وأهميته في تحقيق الطموحات وتجاوز عقبات الحياة

إنَّني أحبُّ صفة الإصرار؛ فهي من الكلمات التي تشتمل على معاني عديدة. يرتبط الإصرار ارتباطاً وثيقاً بالجرأة والشجاعة، وهو لا يعني مجرد القدرة على التغلب على مخاوفك فقط؛ وإنَّما ينطوي أيضاً على بعض الحماسة، إنَّه أمرٌ بالغ الأهمية، وهو صفةٌ يمكنك التحلي بها دون أن تبالغ في إظهار سحرك أو ثقتك بنفسك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب سكوت يونغ (Scott H Young)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية التحلي بالإصرار والجرأة في الحياة.

لقد دُعيت إلى حفل عشاء قبل بضعة أسابيع، وكنت واحداً من قلة من الطلاب وسط مئات من رؤساء الشركات ورجال الأعمال والمديرين التنفيذيين؛ بعبارةٍ أخرى لم أكن بمستوى الحاضرين.

لكن بدلاً من الجلوس مع مجموعة الطلاب الذين كنت برفقتهم، أخذت أحد أصدقائي، وذهبنا للتحدث مع الضيوف الآخرين، وأحد الحاضرين الذي تحدثنا معه أعجب كثيراً بإصراري وبامتلاكي الحماسة الكافية للتحدث مع أناسٍ غرباء أكثر أهميةً ونجاحاً مني.

ما هو الإصرار؟

إذا كان عليَّ أن أُعرِّف الإصرار بنفسي فسأقول: إنَّه مزيج من الجرأة والحماسة، ويعني أخذ زمام المبادرة، وليس لأنَّك تثق بنفسك كثيراً أو لا تشعر بالخوف أبداً، لكن ببساطة لأنَّك لا توافق على الأسباب الاجتماعية جميعها التي تدفعك للتردد في مواجهة الآخرين.

يعني الإصرار أن تنطلق في تأسيس شركة في عمر 14 عاماً، ويعني أيضاً الذهاب إلى النادي الرياضي كلَّ يوم على الرَّغم من جسدك الهزيل أمام أصحاب الأجساد الرشيقة من حولك، كما يدفعك الإصرار للتحدث مع كلِّ شخص في الحفلة على الرَّغم من أنَّك غريب تماماً.

أعتقد أنَّ الشخص الذي يتسم بالجرأة يسأل نفسه كثيراً من الأسئلة عن سبب قيامه بشيء ما؛ إذ يضع قائمةً من الدوافع، ويستخدمها للتغلب على مخاوفه، أتخيل الجرأة على أنَّها اختيار هدفك، واستخدامه لتجاوز المخاوف والعقبات جميعها.

أشعر بأنَّ الإصرار مختلفٌ قليلاً، فبدلاً من إنشاء قائمة بالأسباب، يسأل الشخص نفسه: "لِمَ لا؟ وما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ لن تنفجر إذا قلت مرحباً لشخص لا تعرفه، ولن تموت إذا فشلت فكرتك التجارية؛ إذ قال روبرت بارسونز (Robert Parsons)، مؤسس شركة غودادي (GoDaddy) أنَّ أحد اقتباساته المفضلة كانت عن والده عندما كانت لديه شكوك متعلقة ببدء مشروع جديد؛ فأجاب والده بقوله: "على الأقل لا يمكنهم أكلك".

شاهد بالفديو: 6 نصائح بسيطة تساعدك على التخلص من مخاوفك

ما هو عذرك؟

توجد عدة أساليب تُساعدك على التحلي بالإصرار، وأعتقد أنَّ كثيراً منها يتعلق بعدم رفض الأفكار الجديدة على الفور؛ فالتربية المجتمعية تجعلك ترفض كثيراً من الأفكار قبل أن تتفحصها بعناية؛ إذ تقول لنفسك:

  1. "لا يمكنني أن أؤسس شركةً؛ لأنَّني لا أمتلك المال أو الخبرة الكافية".
  2. "لا يمكنني التحدث إلى الغرباء؛ لأنَّ ذلك سيبدو وقحاً".
  3. "لا أستطيع تأليف كتاب؛ لأنَّني لست خبيراً".
  4. "لا يمكنني تغيير عاداتي؛ لأنَّني لا أستطيع ضبط نفسي جيداً".

أعتقد أنَّك إذا قضيت وقتاً كافياً في دراسة فكرةٍ ما، فستدرك أنَّ كثيراً من الأعذار التي تختلقها ليست واقعية؛ فإنشاء شركةٍ بالإنترنت لا يتطلب رأس مال كبير، وستكتسب كثيراً من الخبرة في أثناء ذلك، وغالباً ما يكون الغرباء ودودين، وإذا لم يرغبوا في الترحيب بك، فهم يتصرفون بوقاحة كما أنَّ قراءة الكتب تُكسبك الخبرة، فلست بحاجة إلى شهادة دكتوراه لتُجري بحثاً خاصاً بك، وتُشارك أفكارك مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات تساعد الشاب العربي على تجاوز الخوف من الفشل

في الختام:

أدركتُ فكرةً هامة، إذا تجرأتَ على التحدث مع غرباء أعلى دخلاً مني بكثير في حفل العشاء سوف يغفر لك الناس إصرارك، وقد يخبرونك أنَّه لا يمكنك فعل شيء ما، ولكنَّهم نادراً ما يقدمون سبباً وجيهاً لذلك، قد أكون جريئاً أكثر من اللازم أو مثالياً، ولكنَّني أُفضل أن يتذكرني الناس على أنَّني ذلك الشخص الذي كان لديه الشجاعة ليقول مرحباً على أن يتذكرونني إلى الأبد بوصفي شخصاً لم يفعل شيئاً في حياته.

المصدر




مقالات مرتبطة