الإسراف حالة إدمان يمكن علاجها

الإسراف حالة من الادمان تصيب المرأة في عدد ليس بالقليل من بيوتنا هذه الحالة تفقد ربة البيت القدرة على السيطرة على ارادتها، تبدأ المشكلة بشراء القليل من البضائع التي تشعر المرأة بشيء من الراحة في شرائها ثم تتطور الحالة إلى زيادة المشتريات لتشعر براحة أكبر. كثير من الخبراء والباحثين يرون أن الإسراف من أهم عوامل هدم التوافق بين الزوجين، هذا ما أكده الدكتور هاشم بحري أستاذ الصحة النفسية حيث يرى أن هناك أسبابا متعددة تحول إسراف المرأة من عادة إلى حالة مرضية، وقد تبدأ المشكلة من الطفولة، فاهمال الأم للابنة وانشغالها عنها يولد لدى الإبنة احساسا بعدم الأمان، أيضا تعرض الطفلة للنقد الكثير والسيطرة عليها أو توجيه الحب المشروط لها من قبل الوالدين يجعل الطفلة تفقد الثقة بنفسها وتخرج الى الحياة الزوجية مهزوزة ومريضة.



ويضيف: قد يكون السبب في الإسراف هو الفراغ أو القلق أو الغضب من شيء معين أو بسبب رفض الأخرين للزوجة أو لمجرد التعود أو هو مجرد طبع فلا تقدر قيمة المال، وتعتبر وسيلة للحياة والترفيه. وعامة هناك زوجة قد عاشت فقيرة أو كان والدها بخيلا ورزقها الله تعالى بزوج ميسور الحال، فإنها تبدأ باشباع حرمانها بأن تشتري كل ما ترغب وحرمت منه،بل أحيانا نجدها تدخر جزءا مما تأخذه لتفتح لنفسها حسابا خاصا تعويضا عن حرمانها وفقرها. وهناك زوجة تحب المظاهر فنجدها تستبدل سيارتها كل فترة وجيزة وتغير اثاث منزلها، أو السفر كل اجازة الشيء الهام هي أن تبدو أمام الناس ان امكانياتها المادية تسمح بكل شيء ونجدها تحكي لصديقاتها وجيرانها وأقاربها عن سيارتها وشقتها من باب المظاهر، وقد يكون كل ما اشترته بالتقسيط ويتراكم عليها الديون وعلى زوجها الاقساط، ولن ننسى أن لدينا مفهوما سائد بين السيدات وهو انه كلما انفقت المرأة ضمنت أن زوجها لن يتزوج عليها.

ويؤكد أن الزوج له دور اساسي في الحد من كل ذلك وخاصة في أول الزواج، وقد يكون الزوج ميسور الحال جدا لدرجة أنه لا يشعر بهذا الاسراف واحيانا نجد أن الزوج لديه هوس بشيء أخر كهوس التليفزيون أو الرياضة أو علاقات ولذلك يشجعها كأنه يغض النظر عنها مقابل أن تغض هي النظر عنه ، ويجد الأزواج مبررا حتى يضطروا ويحتقروا زوجاتهم وينتقدونهن كما أنها فرصة ليمارس خيانته أو وسيلة لتعويضها عن عدم قدرته لعدم منحها العواطف التي تحتاجها، وهنا يسعد الزوج بأن زوجته مسرفة بدلا من النضج والثقافة.

وتقول دكتورة سعيدة أبو سوسو أستاذ علم النفس: إن أولى خطوات العلاج أن تعترف المرأة المسرفة بمشكلتها، فإذا اعترفت بالمشكلة وشعرت بالذنب لعدم قدرتها على التوقف عن الشراء، وبقلق اثناء النوم للكمية التي اشترتها من السوق، واذا اعترفت انها تشتري أشياء سواء كانت تستخدمها أو لا تستخدمها نادرا، وكثر الشجار بين الزوجين على كثرة الشراء، واذا وجدت نفسها تفكر طوال الوقت في الجديد التي تريد شراءه، وتستقبل التليفونات ليل نهار من الصديقات عن الديفيليهات وعروض الأزياء أو متى ستذهب للتسوق وهكذا فإن كل ذلك اعتراف بالمشكلة والأخطاء، وتبدأ أولى خطوات العلاج من نفسها، كأن تقنع نفسها بأن ليس كل الألوان مناسبة والبعد عن المحلات التي تغري بالشراء مع تحديد يوم معين للشراء وأن تأخذ معها مبلغا محددا حتى تسيطر علىنفسها داخل المحلات، وأن تكتب قائمة المشتروات وان تستثمر العروض ومبيعات الجملة، أو أن تؤجل الموضوع برمته الى الأرخص واستثمار التخفيضات كما انها لا تذهب الى السوق وهي جائعة أو صائمة لأن ذلك يغري بالشراء.

لابد أن تشترك الاسرة في علاج المرأة ولتبدأ بالزوج ومشاركة الأبناء في تحديد شراء المتطلبات حتى لا يتأثروا بالإسراف وليتحدث معها الزوج أن الإسراف من المهلكات ويؤدي الى الاستدانة وأنه لابد أن يتحدث معها عن اهمية الإدخار وأهمية توافر الاحوال بحلول تقاعده لافتتاح مشروع أو تأمين لمستقبلهم، مشيرة إلى أنه لابد من اجتماع الأسرة لإعداد موازنتها والتي تشمل الايرادات والمصروفات، حتى يتضح العجز وقيمة الادخار، أيضا تجتمع الأسرة لوضع أولوية الصرف، فلابد من التفريق بين الضروريات وهي النفقات الضرورية اللازمة كالمأكل والمشرب والملبس وبين الكماليات.

 

موقع الأسرة السعيدة