الأوميغا 3 يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

يؤكد أدقُّ تحليل أُجري حتى الآن، على أهمية استهلاك كميات كافية من الحمض الدهني أوميغا 3 للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ راجع التحليل التلوي (meta-analysis)، الذي نُشِرَ في مجلة "مايو كلينيك بروسيدنجز" (Mayo Clinic Proceedings)، أربعين تجربة سريرية.

كما دعا فريق متعدد التخصصات من الباحثين إلى اعتماد المزيد من "حمض الإيكوسابنتانويك" (EPA) و"حمض الدوكوساهكساينويك" (DHA) من مجموعة أوميغا 3 في نظامك الغذائي، مشيرين إلى تأثيرها الهام في حماية القلب.

هل تحصل على ما يكفي من أحماض أوميغا 3 الدهنية؟

حللت هذه المراجعة الموسعة لتحليل تلوي نُشِرَ سابقاً، الآثار الملحوظة لجميع التجارب المنضبطة المعشاة مع مكملات "حمض الإيكوسابنتانويك" و"حمض الدوكوساهكساينويك" ونتائج القلب والأوعية الدموية، التي نُشِرَت قبل شهر آب/ أغسطس من عام 2019.

تضمنت النتائج التي فُحِصَت احتشاء عضلة القلب (MI)، الذي يُطلَق عليه عادةً اسم النوبة القلبية، والأمراض القلبية التاجية (CHD)، والأمراض القلبية الوعائية (التي تشمل احتشاء عضلة القلب والذبحة الصدرية والسكتة الدماغية وقصور القلب ومرض الشريان المحيطي والموت المفاجئ)، بالإضافة إلى الوفيات بسبب الأمراض القلبية التاجية واحتشاء عضلة القلب.

وجدت الدراسة أنَّ مكملات "حمض الإيكوسابنتانويك" و"حمض الدوكوساهكساينويك" مرتبطة بانخفاض كبير في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل مخاطر الوفاة منها؛ إذ تنقسم المخاطر التي تنخفض على النحو الآتي:

• انخفاض معدل التعرض لنوبة قلبية مميتة بنسبة 35%.
• انخفاض معدل التعرض لنوبة قلبية بنسبة 13%.
• انخفاض معدل الإصابة بالأمراض القلبية التاجية بنسبة 10%.
• انخفاض معدل الوفيات بسبب الإصابة بالأمراض القلبية التاجية بنسبة 9%.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعَدُّ أمراض القلب والأوعية الدموية مسؤولة عمَّا يقرب من 18 مليون حالة وفاة كل عام، وهي المسبب الأول للوفاة على مستوى العالم.

تعتمد فوائد أوميغا 3 على الجرعة التي تأخذها منه:

لاحظ القائمون على الدراسة أنَّه مهما كانت كمية "حمض الإيكوسابنتانويك" و"حمض الدوكوساهكساينويك" التي تستهلكها في نظامك الغذائي العادي، فمن المحتمل أن تحتاج إلى المكملات لتحظى بأقصى قدر من الاستفادة لحماية القلب؛ إذ إنَّ زيادة استهلاك أوميغا 3 بمقدار 1000 ملليغرام يومياً، أدَّت إلى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 5.8% والنوبات القلبية بنسبة 9%.
كما فحصت الدراسة جرعات تصل إلى 5500 ملليجرام يومياً، واكتشفت أنَّ الفوائد تعتمد على الجرعة التي تأخذها منه.

يؤيد البحثُ الجديد التحليلَ التلوي الذي أجراه الباحثون في "كلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد" (Harvard T.H. Chan School of Public Health) عام 2019، ويمثِّل جميع الأبحاث التي أُجرِيَت حتى الآن؛ إذ يضم أكثر من 135000 مشارك في الدراسة.

صرَّح أحد القائمين على الدراسة، "ألدو بيرناسكوني" (Aldo Bernasconi)، قائلاً: "عندما تؤدي تحليلات مختلفة إلى نتائج مماثلة، فلن يؤكد ذلك على صحتها فحسب؛ وإنَّما على القاعدة العلمية اللازمة لتقديم توصيات خاصة بجرعات أوميغا 3 التي ينبغي استهلاكها؛ لذا، ونظراً إلى أنَّ البحث هذا شمل الكثير من الدراسات وجميع الجرعات، فإنَّ تقديرات الاستجابة للجرعة تكون أكثر دقة والاستنتاجات أقوى".

مكملات أوميغا 3 تحمي من أمراض القلب:

يُعرَف حمضَا "الإيكوسابنتانويك" و"الدوكوساهكساينويك" بأنَّهما الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة الرئيسة من أحماض أوميغا 3 بحرية المنشأ؛ فأطعمة، مثل: سمك الأنشوفة والسردين والسلمون البري، هي خيارات مغذية للغاية للحصول على هذه الدهون الصحية للقلب في نظامك الغذائي.

ومع ذلك، يقترح أحد القائمين على الدراسة، الدكتور "كارل لافي" (Carl Lavie)، أنَّ أيَّ مريض مصاب بأمراض قلبية وعائية، يجب أن يفكر في تناول المكملات أيضاً.

يقترح "لافي" تناول جرعات من مكملات أوميغا 3 تتراوح من 1000 إلى 2000 ملليغرام يومياً؛ أي أعلى بكثير ممَّا هو معتاد، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتناولون الأسماك باستمرار، مضيفاً:
"نظراً إلى أنَّه آمن، وانخفاض احتمال تفاعله مع أدوية أخرى، تُؤكد النتائج الإيجابية لهذه الدراسة على أنَّ مكملات أوميغا 3 هي طريقة منخفضة التكلفة نسبياً وعالية التأثير، لتحسين صحة القلب؛ إذ يجب عَدُّها جزءاً من العلاج الوقائي لمعظم المرضى الذين يعانون من احتشاء عضلة القلب، وأولئك الذين يتعافون منه".

وكما هو موضح في قاعدة بيانات موقع "غرين ميد إنفو" (Greenmedinfo.com)، أظهرت العديد من الدراسات أنَّ الحمض الدهني أوميغا 3 يقلل من خطر الوفاة بالنوبات القلبية، ومن جميع أسباب الوفيات الناتجة عن الإصابة بالأمراض القلبية التاجية.

مع ما لا يقل عن 61 فائدة صحية مميزة للحمض الدهني أوميغا 3، فقد ثبت أنَّه يحسن اضطرابات المزاج مثل: اضطراب ثنائي القطب، وضغط الدم، وأعراض مرض السكري؛ وهذا يجعله هاماً لصحة القلب وصحتك العامة.

المصدر