الأهداف التربوية في الحلقات القرآنية

سنتحدث عن الدور التربوي الذي تتحمله الحلقات القرآنية، من حيث الأهداف والغايات التربوية، والأطراف اللازم توافرها وتظافرها لإنجاح هذا الدور المهم.

 

 



يرى الدكتور / أحمد محمد حسبو ( عضو جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالطائف ) تصنيف هذه الغايات والأهداف التربوية في الحلقات، ومن الحلقات، ويقول:

 
أ- في الحلقات:
1-      انضباط في الحضور يدفعهم شوق الطير الظامئ يهفو إلى الماء.
2-      جو إيماني عظيم يشعر الرائي - حقاً - أن الملائكة تحفهم، والرحمة تغشاهم والسكينة تنزل عليهم.
3-      دموع تترقرق من خشية الله _عز وجل_ في هذا الجو الإيماني.
4-      معلم يفيض على طلابه علماً وحلماً وخلقاً، وهم يفيضون عليه توقيراً وتبجيلاً واحتراماً وحباً.
5-      تقدم في حفظ، وازدياد في إتقان، وبشائر خير بحفظة جدد.
6-      أخوة تجمع الطلاب ومحبة تؤلف بينهم.
7-      انصراف وقور ينطق بأثر القرآن على أهله حتى لو عادوا إلى بيوتهم.
8-      آثار القرآن تبدو في سمت الطالب في أخلاقه وسلوكه وعبادته.
9-      تزود بزاد العلم من أحكام وآداب إسلامية، وإضاءات من سير الأنبياء والصحابة والعلماء، إضافة إلى جوانب الثقافة الإسلامية.
 
ويضيف الدكتور / أحمد حسبو :
ب- والأهداف التربوية من الحلقات، هي:
1-      تربية جيل مسلم على القرآن، تلاوة وأخلاقاً ومنهجاً.
2-      استنقاذهم من وطأة الأخلاق الذميمة والعادات المشينة.
3-      شغل الشباب بمعالي الأمور ورفيع المنازل.
4-      تنمية روح الاعتزاز لدى الطالب بإسلامه وهويته وكتاب ربه.
5-      فتح آفاق جديدة وواسعة أمام الشباب على معاني القرآن الآسرة، وحقائقه الفذة تفجر الطاقات الإبداعية.
6-   إمداد الأمة والمجتمع بحفظة القرآن - ليبقى فيها الميزتان - حفظ الصدور، وحفظ السطور، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من أصحاب النقول إلينا جيلاً بعد جيل.
7-      مداواة مرضى العقوق الذي يشكو منه الوالدان، وقد استشرى في الأمة، ودواؤه من صيدلية القرآن.
8-      تقديم القرآن بطريقة مشوقة فيها أسلوب العصر وسرعته وإغراؤه، وفيها أصالة التراث الإسلامي وخلوده وعظمته،
1-      ومن الأهداف أيضاً :
9-      عمارة المساجد بتلاوة القرآن الكريم، وتعليم العلم الشرعي، وإحياء رسالة المسجد.
10-   تخريج دفعات مؤهلة للتدريس والتربية على ضوء القرآن الكريم، وتولي إمامة المصلين في المساجد.
11-   تقويم ألسنة الطلاب والعمل على إجادة النطق السليم للغة العربية وإثرائهم بجملة وافرة من مفرداتها وأساليبها.
 
كيف نحقق هذه الأهداف التربوية؟
لكي نصل إلى الثمرة المرجوة، ونستطيع أن نحقق أهدافنا التربوية في الحلقات، لا بد أن تتكاتف وتتظافر أربعة أطراف يسند بعضها بعضاً، ويأخذ بعضها برقاب بعض:( إدارة الحلقة، والمعلم ، والطالب ، ووالده ) أربعة أطراف لها بصماتها المؤثرة في إنجاح الدور التربوي للحلقة القرآنية،
فلا بد أن تسعى إدارة الحلقة:أولاً إلى اختيار المعلم الناجح الذي يجمع بين الكم العلمي والحس التربوي، وأن يكون الإشراف على الحلقة متكاملاً في كل النواحي، من الناحية الفنية والشكلية، وأيضاً من الناحية التربوية والعلمية التي كثيراً ما تتجاهلها إدارة الحلقة ، وأن تسعى الإدارة مع المعلم في إقامة مدارسة فكرية ونفسية تربوية للطفل والمراهق لمعرفة المدخل التربوي لكل مرحلة عمرية، ولكل نوع من الأمزجة حتى تؤتي التربية مفعولها.وفي علاقة الإدارة مع المعلم ينبغي أن يراعى جانب التربية والكيف بالإضافة إلى الكم، وأيضاً يكون الذي يتابع المعلم أعلى رتبة علمية وتربوية من المعلم، فيكون قد عمل معلماً مدة زمنية طويلة بحيث يعرف معاناة المعلمين واحتياجاتهم.
ويأتي بعد ذلك دور المعلم التربوي المباشر في علاقته مع الطالب ( الطرف الثالث ) بأن يسعى إلى غرس القيم القرآنية، والعمل على تربيته تربية صادقة، يشعر فيها الطالب بأن المعلم أخ كبير له يتابع أحواله برفق ولين، ويسعى لمصلحته في كل حين.
وللمعلم المربي الناجح مقومات يلزم توفرها فيه من أجل إتمام بناء دور تربوي متماسك سنأتي على بعضها بالإيضاح.
ويأتي في الأخير دور الطرف الرابع في إتمام المسيرة التربوية، وهو ( أب الطالب ) حيث يسعى الأب إتمام علاقته مع جميع من سبق بدءاً من ابنه الذي استودعه في هذه الحلقة، وأيضاً مع معلمه وإدارته.
فيراقب الأب تطور ابنه التربوي، ويسعى إلى تعزيز القيم والأخلاق الفاضلة التي تلقاها في الحلقة، حتى تتكامل الثمرة وتنضج.
وينبغي أن تسعى الإدارة والمعلم إلى التواصل المستمر مع ولي أمر الطالب لمناقشة حال الطالب واطلاع الأب على المستوى الذي وصل إليه.
حين تتكامل هذه الأطراف، ويؤدي كل طرف دوره المناط به فإنه أدعى لإنضاج الثمرة.


الموقع: حلقات تحفيظ القرآن الكريم