الأسمدة الزراعية: أنواعها ومصادرها وفوائدها للتربة

عند زراعة المحاصيل أو الأشجار المثمرة أو نباتات الزينة نتمنَّى أن تنمو وتزهر بشكل جميل ومثالي، ولتحقيق النمو المثالي من الهام الانتباه إلى نقاط أساسية، وهي إمدادات المياه التي تُعَدُّ عنصراً أساسياً لنمو النبات، فإن كان امتصاص الماء على ما يرام، يمكن للنبات امتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو من الجذور، وخلاف ذلك صحيح، والنقطة الثانية هي الضوء اللازم للقيام بعملية التمثيل الضوئي، كما يحتاج النبات إلى الأوكسجين للتنفس وثنائي أوكسيد الكربون للقيام بالتمثيل الضوئي وإنتاج السكريات.



أما الغذاء فالنبات بحاجة إلى الكثير من العناصر الغذائية لينمو ويزهر ويعطي الثمار بالأحجام والجودة المطلوبة، وغالباً لا توجد كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات في التربة، لذلك يلجأ المزارع إلى عملية التسميد قبل زراعة النبات وفي مرحلة النمو الخضري والإثمار أيضاً.

في كل مرحلة من المراحل يحتاج النبات إلى سماد معين بكميات معينة يمكن تحديدها من قِبل المتخصصين بذلك، أما بالنسبة إلى أنواع السماد فيمكنك التعرف إليها في مقالنا الحالي، إضافة إلى معرفة مصادر كل منها والفوائد التي تعطيها للتربة والنبات أيضاً.

ما هي الأسمدة الزراعية؟

السماد الزراعي هو مادة طبيعية أو صناعية وظيفتها تحسين نمو النباتات وإنتاجها إضافة إلى تعزيز خصوبة التربة، فهي تحتوي على العناصر الكيميائية التي يحتاجها النبات وتحتاجها التربة، وطبعاً تختلف العناصر التي تحتويها بحسب نوع السماد فقد تحتوي على عنصر واحد من تلك العناصر أو عناصر عدة معاً أو جميع العناصر الهامة.

ما هي أنواع الأسمدة الزراعية ومصادرها؟

تقسم الأسمدة الزراعية إلى نوعين، ويندرج تحت كل نوع مجموعة من الأنواع؛ وذلك بحسب مصدر كل منها، وهي كما يأتي:

1. الأسمدة العضوية:

هي الأسمدة التي يتم الحصول عليها من مواد طبيعية وتختلف باختلاف المصدر، فبعضها مخلفات حيوانات وبعضها مخلفات نباتات وما شابه ذلك، ويتم إضافة الأسمدة العضوية إلى التربة مبكراً في أثناء فصل الشتاء قبل موسم النشاط بفترة طويلة؛ وذلك لأنَّها تحتاج إلى وقت طويل كي تتحلل وتصل العناصر الفعالة إلى الجذور لتمتصها، وتُعَدُّ الطريقة المثلى لإضافة السماد العضوي إلى التربة هي النثر على سطح التربة ثم العزيق أو الحراثة لتقليل الفقد من النتروجين. إليك أبرز أنواع الأسمدة العضوية:

1. الأسمدة الحيوانية:

هذا السماد هو عبارة عن روث الحيوانات ويختلف بحسب نوع الحيوان وعمره ونوع غذائه إضافة إلى الطريقة التي تم جمع السماد فيها وطريقة تخزينه، ويُعَدُّ من أهم الأسمدة العضوية التي تفيد في تحسين خواص التربة الكيميائية والفيزيائية؛ إذ يحتوي على عناصر هامة كالنحاس والبورون والمنغنيز، كما أنَّه يزيد من نسبة المادة العضوية في التربة؛ وذلك لأنَّه يتكون من الفوسفور والبوتاسيوم والنتروجين، ولا يتم استخدام روث القطط أو الكلاب بوصفه سماداً حيوانياً؛ وذلك لأنَّه يحتوي على طفيليات مؤذية للتربة.

2. مخلفات الطيور والدواجن:

التي تُعَدُّ من أهم مصادر النتروجين للتربة، لكن لا يجب وضعها مباشرة على التربة بوصفها روث الحيوانات؛ إنَّما يتم الانتظار فترة من الزمن ريثما تصبح سماداً؛ إذ تحتوي مخلفات الطيور والدواجن على نسبة من النتروجين تتراوح بين النسبتين 1,2- 4,2% ونسبة فوسفور 1,1- 2,4% وبوتاسيوم 2- 2,2%.

إقرأ أيضاً: خصوبة التربة: كيف تجعل الأنهار التربة خصبة؟

3. سماد السمك:

يتم استخدام الأسماك المتحللة بوصفها سماداً زراعياً لكونها مصدراً غنياً بالكالسيوم والفوسفور.

4. الدم المجفف:

يتم إنتاجه من دم المواشي المذبوحة بعد تجفيفه، ويُعَدُّ من الأسمدة الغنية بالنتروجين ذات المفعول السريع؛ إذ تُقدَّر نسبة النتروجين فيه بنحو 10%، ولكنَّه يُعَدُّ من الأسمدة التي تحتوي على نسب منخفضة من البوتاسيوم والفوسفور، كما أنَّه يمتلك جانباً سلبياً فقد يتسبب في حرق النبات نتيجة الحمضية العالية له، لذلك تتم إضافته إلى التربة قبل الزراعة.

5. الكمبوست:

الذي يشبه إلى حد كبير روث الأبقار ويتم إنتاجه عن طريق تخمير المخلفات العضوية النباتية مثل فروع الأشجار والحطب والأوراق وقش الأرز والتبن أو المخلفات المنزلية، ويُعَدُّ من الأسمدة التي ترفع خصوبة التربة؛ لغناه بالعناصر الغذائية الضرورية للتربة، كما أنَّه يساهم في تهوية التربة، ويمكن أيضاً صناعة الكمبوست من مواد أخرى غير المخلفات العضوية النباتية كريش الطيور الذي يعطي كمبوست غنياً بالنتروجين وسريع التحلل، لكن يجب وضع الماء فوق الريش بهدف زيادة الوزن فيستطيع مقاومة الرياح.

6. أسمدة بذور القطن:

هي من الأسمدة الغنية بالنتروجين التي تحتوي على نسبة جيدة من البروتين والمواد الكربوهيدراتية وتقدر نسبة النيتروجين الكلي بنحو 7% والفوسفور 2,5% والبوتاسيوم 1,2%، ولكنَّها من الأسمدة ذات المفعول البطيء، لذلك يُفضَّل إضافتها إلى التربة قبل الزراعة؛ أي في فصل الخريف كي تعمل بكفاءة عالية في فصل الربيع.

7. الفوسفات الصخري:

يُعَدُّ من أفضل الأسمدة التي تمد التربة بالفوسفات لمدة طويلة؛ وذلك لأنَّ العناصر الموجودة فيه غير قابلة للذوبان، ويتم الحصول على هذا السماد من خلال طحن الصخور.

8. سماد الجير:

يتم استخدام سماد الجير بسبب غناه بالكالسيوم، وبهدف زيادة فاعلية الأسمدة الأخرى، وزيادة تثبيت النتروجين في التربة، وتجنُّب فقد التربة للعناصر الغذائية خلال عملية الترشيح، وكل ما سبق يؤدي إلى تحسين جذور النباتات.

شاهد بالفيديو: 8 حلول للحد من ظاهرة التلوث البيئي

9. سماد العظام:

الذي يتم الحصول عليه بطحن عظام المواشي، ويُعَدُّ هذا السماد مفيداً جداً للأشجار المثمرة ونباتات الزينة أيضاً، وذلك لغناه بالنتروجين والفوسفور.

10. الأسمدة الخضراء:

هي البقوليات التي تتم زراعتها في التربة المفتقرة إلى العناصر الغذائية الضرورية مثل التربة الرملية بهدف إمدادها بالنتروجين، ثم تتم حراثة بقايا النباتات البقولية مع التربة لزيادة خصوبتها.

11. سماد الفالفا:

يُعرف باسم سماد البرسيم؛ إذ يتم طحنه واستخدامه في بداية الربيع قبل الزراعة لكونه سماداً سريع التحلل.

2. الأسمدة الكيميائية:

يتم تحضير السماد الكيميائي من خلال التفاعل الكيميائي بين عناصر عدة، وتتم إضافته إلى التربة خلال فصل الربيع مع بداية موسم نمو النباتات؛ أي يمكن إضافة الأسمدة الكيميائية في الصيف أيضاً بحسب موسم نمو النبات، وأنواع الأسمدة الكيميائية كالآتي:

1. الأسمدة النيتروجينية:

الأسمدة الكيميائية

هي الأسمدة التي تحتوي على النترات وتُصنع من منتجات الحيوانات والنباتات؛ إذ يتم دمج السماد الطبيعي مع منتجات الحيوانات بكميات مدروسة فنحصل على أسمدة نتروجينية مثل نترات الأمونيوم ونترات أمونيوم الكالسيوم ونترات كبريتات الأمونيوم ونترات الصوديوم ومحلول اليوريا والأمونيا اللامائية.

يناسب السماد النتروجيني معظم أنواع الترب والظروف المناخية، وقد تم تطوير أنواع خاصة من الأسمدة النتروجينية لأنَّ ظروف الطقس أو التربة قد تتسبب بتجميد النتروجين أو تطايره فتقل كفاءة الأسمدة النتروجينية، لذلك تمت صناعة أسمدة نتروجينية مع مثبطات كسماد اليورياز ومثبطات النترجة والأسمدة الورقية.

2. الأسمدة الفوسفورية:

هي الأسمدة التي تحتوي على نسبة عالية من الفوسفور لكن بتراكيز مختلفة بحسب نوع السماد، وتتم صناعتها من خلال طهي العظام على البخار ثم سحقها لتصبح على شكل بودرة، وتشمل أسمدة السوبر فوسفات الأحادي والثلاثي وفوسفات الأمونيوم الأحادي والثنائي وسوائل فوسفات الأمونيوم.

3. الأسمدة البوتاسية:

هي الأسمدة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم الذي تحتاجه النباتات لإعطاء ثمار أكبر وأكثر نكهة؛ لذلك يتم التأكيد على أهمية إضافته إلى أشجار الفاكهة والبطاطا أيضاً، كما تحتاجه التربة الرملية عادةً أكثر من التربة الطينية، وقد تحتوي الأسمدة البوتاسية على عنصرين هامين للتربة والنبات وليس على عنصر واحد فقط مثل نترات البوتاسيوم.

4. الأسمدة المختلطة:

يتم فيها خلط أكثر من عنصر معاً من العناصر الأساسية للنبات "النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم" بنسب معينة لتتناسب مع حاجات النبات والتربة.

5. الأسمدة الثانوية:

هي الأسمدة التي تحتوي على العناصر الثانوية التي تحتاجها التربة مثل الكالسيوم والكبريت والمغنسيوم.

إقرأ أيضاً: تأثير الكوارث الطبيعية على البيئة

فوائد الأسمدة الزراعية:

إليك أهم الفوائد التي تعود بها الأسمدة الزراعية العضوية والكيميائية على التربة وعلى النبات المزروع فيها:

  1. تحسِّن الأسمدة من خواص التربة نتيجة تفكيك حبيبات التربة الثقيلة، وتحسِّن من تهوية التربة، وتزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالماء.
  2. تزيد خصوبة التربة نتيجة رفع محتوى التربة من العناصر الغذائية المختلفة.
  3. تؤثر إيجاباً وبوضوح في جودة ونمو النبات؛ إذ تضمن الحصول على ثمار كبيرة الحجم أو أزهار بأحجام وألوان مثالية.
  4. تزيد الأسمدة الزراعية من قدرة النبات على مقاومة الأمراض، كما أنَّها تحد من ظاهرة ذبول النباتات نتيجة الموازنة بين كميات الماء والملح في الخلايا النباتية.

في الختام:

تقسم الأسمدة الزراعية إلى قسمين رئيسين هما الأسمدة العضوية التي يتم الحصول عليها من المخلفات النباتية والحيوانية، والتي تُعَدُّ أسمدة بطيئة التحلل غالباً كالأسمدة الحيوانية التي تحسِّن الخواص الفيزيائية والكيمائية للتربة، والتي يتم الحصول عليها من روث الحيوانات.

أما القسم الثاني للأسمدة الزراعية فهو الأسمدة الكيميائية التي تُعَدُّ سريعة التحلل؛ لذلك تضاف مع موسم نمو النباتات، وتتم إضافة الأسمدة إلى التربة بهدف تحسين خواصها وزيادة خصوبتها من خلال إغنائها بالعناصر الغذائية التي تفتقر إليها ليزيد ذلك من نمو وجودة النباتات ويزيد من مقاومتها للأمراض المختلفة.




مقالات مرتبطة