الأب الحـاكــم!

 

    إن كل أب حاكم في أسرته، فعليه أن يمارس هذا الدور بتقنية جديده تتلائم مع الواقع الزماني والمكاني الذي نعيشه في هذه الأيـام، نعم إن قيام الأب بهذا الدور يقتضي أن يفهم دوره تماماً وأن يفهم واجباته ومسئولياته بنفس المستوى.



 

 من هنا ستتبين وستتضح مسئوليات وواجبات الاتباع الذين يقودهم، فعندما يسـن قانوناً ما لهذه المملكة فإن هذا القانون سيكون ملائماً للاتبـاع وللزمـان أيضـاً، وهذه القوانين بهذه الصفة لن يستطيع إصدارها ما لم يحتك ويتواصل مع الأتباع ويعايشهم فيفهـم كيف يفكرون ولماذا يفكرون بهذه الطريقة، وما هى المدخلات التي يعانون منهـا، بعد ذلك يستطيع أن يضع لهم قانوناً يحميهـم من المجتمع ويجعلهم ينطلقون بأسلحة تغير الآخرين ولا يتغيرون بهـا، فيبتعد بعد ذلك عن المثالية والمقارنة السلبية لأنه علم قدرات وامكانيات كل شخص يعيش داخل هذه المملكة، كل على حده، فهذا من خلال احتكاكه به علم أنه قيادي، فكلفه بأمور تتناسب معـه، وذاك شاب يعشق القلم فكلفه بأمور أيضاً تتناسب مع ميوله هو لا ميول الأب مع الأسف الشديد كما يكون في كثير من الأسر.

من هنا نستطيع أن نقول إن بناء الأسرة يكون بنـاءاً سليماً صحيحاً مدفوعاً دائماً إلى البناء والتميز والتقـدم، وكل هذا لا يعني أن الأب هو صاحب المسئولية فقـط، وإنما هناك أيضاً تلك الأم بمثابة الوزير الناصح والمعين والأمين في نفس الوقت، والرجل كما هو بحاجة إلى الاحتكاك والتواصل وكل ذلك فهو في حاجة اشـد إلى هذا الوزير الذي يجعل القوانـين أكثـر دقة وأكثـر واقعيـة عندما يتشاوران فيهـا، فيخرجان إلى الأتبـاع بـرأي واحـد قد تم الاتفـاق عليـه، بعد ذلك تتوسع هذه الدائرة لتشمل الناضجين من الاتباع وهنا أقصد الأبنـاء الذين يمكن أن يكون لهم عقـل ورأي فنأخذ به ونشجعهم على ذلك حتى تكون حماية هذه المملكة مسئولية الجميع لا مسئولية الأب فقـط. بهذه الآلية وبهذا النظام قد نستطيع أن نقول بأن الأسرة ستنشغل بالإنجازات لا بحل مشاكل أبنائها فقط.