الأب أو الأم؟!

 

    إن السؤال المطروح دائماً ما يكون موضع خلاف في أغلب الأسر إلا ما رحم الله، وهو من المسئول في الأسرة: الأب أو الأم..؟



 

وفي الحقيقة هذا السؤال يفترض أن يسأل، لأنه تبنى عليه كثير من الأمور في التربية داخل الأسرة وعندما لا تتضح الأدوار خاصة بين الأب والأم فهنا تكون السفينة بربانين، وكل منهما لا شعورياً سيبدأ يشير بأصابع التقصير إلى صاحبه والضحية هو الابن الذي لا يدري من أين يستقي القوانين والعادات والأعراف، ما هو الممنوع وما هو المسموح متى أتكلم ومتى استمع. يعيش الطفل في هذه الأجواء بقانون اسمه قانون المزاج! وهذا مدمر للأسرة. ولكن في الحقيقة عندما نعود إلى الأبحاث والكتب التربوية سنجد أن الكم الهائل منها يركز على دور الأم وأثرها على الطفل وفنون التعامل مع الأبنـاء الصغير والكبير والـزوج إلى آخره من تفاصيل دقيقة، وهنا يهمش دور الأب في هذه الأبحاث مع الأسف الشـديد، فيصبح دور الأب هو دور الجلاد الذي ينفذ الأحكام أو الشرطي الذي يقوم بدوره عند المخالفة فقـط، وليس هذا دور الأب بلا شك.

 

   فكما أن للأم أدوار ووسائل وفنون كذلك للأب هناك أدوار ووسائل وفنون يجب أن نسلط عليها الضوء، وأول هذه الأمور هى أن يكون الأب (حاضراً) في الأسرة وليس (موجوداً) أن يكون حاضراً بعقله وقلبه وابتسامته أثناء وجوده في البيت.. وثمة دراسات أشارت إلى أن الأطفال ذوي الآباء دائمي الغياب عن المنزل لديهم صعوبة في التأقلم مع أنفسهم ومع الحياة بصفة عامـة، فتجدهم إما عدوانيين أو سلبيـين، وغالباً ما يكون أداؤهم في الدراسة ضعيفـاً، كما أن دور الأب ووجوده في الأسرة يكمل صورة الأسرة الصحيحة المتكاملة ويرى فيها السلطة والمسئولية والاستقرار والأمـان، وفي غيابه يفتقـد ذلك.

 

إن الأدوار في الأسرة الواحدة يفضل أن تكون منظمة ولا أقصد هنا أن ما على الأم أن تقوم به لا يحق ولا يجوز للأب أن يقوم به، وإنما يفترض من الاتفاق الأول أن يكون هناك تبادل للأدوار بحيث إذا غاب أو سافر الأب في مهمة مـا فإن الأم تستطيع أن تقوم بدورها وكذلك بدور الأب وهكذا تستقر هذه السفينة إن شـاء اللـه.